يوماً بعد يوم، يزداد الهلع في المعمورة على خلفيّة فيروس كورونا الجديد، رغم أنّ ثمة خبراء يرون في الأمر مبالغة. ويجد الناس ضرورة في حماية الأطفال، فيما يُعَدّ هؤلاء الفئة الأقلّ عرضة للخطر.
مع توسّع رقعة انتشار فيروس كورونا الجديد، يعبّر كثيرون عن خوفهم من "التهديد" الطارئ ولا يخفون قلقهم على أطفالهم. الأمر بديهيّ، فالأهل يخشون دوماً على أبنائهم حتى لو لم يكن ثمّة داعٍ لذلك. وبهدف تهدئة روع هؤلاء، راحت جهات معنيّة مختلفة تكرّر في أكثر من مناسبة أنّ الأطفال أقلّ عرضة للإصابة بالعدوى التي ظهرت للمرّة الأولى في نهاية ديسمبر/ كانون الأول الماضي في مدينة ووهان بإقليم هوبي وسط الصين.
تكشف بيانات منظمة الصحة العالمية المحدّثة دورياً أنّ المصابين بالفيروس هم بمعظمهم من البالغين، فيما بلغت نسبة الإصابات المؤكّدة بين الأطفال ومَن هم دون العشرين من عمرهم نحو 2.1 في المائة من إجمالي الحالات المؤكّدة حول العالم. أما نسبة وفيات الأطفال بالمرض فهي 0.2 في المائة. وفي الصين على سبيل المثال، أفاد تقرير حول الإصابات المؤكدة في الصين صدر في نهاية فبراير/ شباط المنصرم بأنّ نسبة الأطفال المصابين دون العاشرة من عمرهم هي واحد في المائة فقط، فيما سُجّلت نسبة 1.1 في المائة لدى الأطفال واليافعين الذين تراوحت أعمارهم ما بين 10 أعوام و20. وبحسب ما خلصت التقارير المختلفة الصادرة من الدول حيث تُسجّل إصابات، فإنّ اشتداد الإصابة مرتبط بالسنّ، وكلّما كان المرء متقدّماً في السنّ أتت الإصابة أكثر حدّة.
يُذكر أنّ منظمة الصحة العالمية أوضحت في بيان صادر في الأوّل من مارس/ آذار الجاري، أنّ إصابات 80 في المائة من المرضى تقريباً تأتي خفيفة وهؤلاء يتعافون من دون حاجة إلى علاج خاص، فيما تشتدّ لدى نحو 14 في المائة، ولا تمثّل خطراً إلا لدى خمسة في المائة تقريباً. من جهتها، كشفت بيانات المركز الأميركي لمكافحة الأمراض والوقاية منها أنّ الفيروس يمثّل خطورة أكبر على المسنّين والمصابين بأمراض أخرى (نقص المناعة وأمراض صدريّة مثل الربو وأمراض القلب والشرايين وأخرى). وبينما لم تُسجَّل أيّ وفاة بين الأطفال دون العاشرة من عمرهم، لم تتجاوز وفيات من هم دون 40 عاماً نسبة 0.2 في المائة.
اقــرأ أيضاً
تؤكّد المتخصّصة في طبّ الأطفال ريم الحاج لـ"العربي الجديد" أنّ "الإصابات بفيروس كورونا الجديد لدى الأطفال ما زالت الأقلّ نسبة، غير أنّ لا خلاصات علمية مُثبتة حول ذلك حتى اليوم". وتقول إنّ "الأسباب الأساسيّة لتدنّي معدّلات الإصابة بالفيروس بين الأطفال ما زالت غير معروفة، كونه ما زال جديداً. أمّا المرجّح فهو ارتباط الأمر بتدنّي عدد مستقبِلات الفيروسات لدى الصغار".
في السياق نفسه، تلفت الطبيبة المتخصّصة في الأمراض الجرثومية ندى شمس الدين إلى أنّ "الإصابات بفيروس كورونا الجديد نادرة بين الأطفال، وقد أُصيب عدد قليل جداً منهم حتى تاريخه بالمقارنة مع إصابات الكبار". تضيف لـ"العربي الجديد" أنّ "الأمر نفسه لوحظ مع متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد (سارس) في الصين وبلدان أخرى خلال عامَي 2002 و2003 ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس) في السعودية وبلدان أخرى في عامَي 2013 و2014". يُذكر أنّ فيروسَي سارس وميرس هما سلالتَان من الفيروسات التاجية أو فيروسات كورونا.
وتشدّد شمس الدين على أنّ "هذا لا يعني استثناء الأطفال من الإجراءات الوقائية المطلوبة لمواجهة فيروس كورونا الجديد، إلى جانب الالتزام باستكمال برنامج اللقاحات المطلوبة في السجلّ الصحي للأطفال، خصوصاً أنّ مناعة من هم دون العامَين تُعَدّ أخفّ من مناعة سواهم من الأطفال". وإذ تشير إلى "عدم توفّر إجابة علميّة واضحة ومثبتة حتى اليوم حول سبب تدنّي الإصابات لدى الصغار"، ترجّح أن يكون السبب مرتبطاً بـ"طبيعة الفيروس لجهة عدم التصاقه كثيراً بخلايا الأطفال وأنسجتهم كما هي الحال عند الكبار".
في المقابل، لا يوافق المتخصّص في طبّ العائلة إيلي قرداحي على أنّ الأطفال أقلّ عرضة للإصابة بفيروس كورونا الجديد. ويقول لـ"العربي الجديد" إنّهم "شأنهم شأن الفئات العمرية الأخرى معرّضون للعدوى لكنّهم أقلّ عرضة للوفاة كون مناعتهم أقوى ضدّ الفيروسات، باستثناء الأطفال المصابين بأمراض مزمنة، منها داء السكري من النوع الأوّل"، مشدّداً على أنّ "الاحتياط واجب على الجميع". وإذ يشير إلى أنّ أعراض الإصابة بالفيروس تكون طفيفة بين الأطفال، يؤكد أنّ "المشكلة تكمن في انتقال الفيروس إلى الأهل، وبالتالي تكون أعراضه لدى هؤلاء أكثر حدّة وكذلك تداعياته. لذلك نجد أنّ الدعوات إلى إقفال المدارس هي لحماية الأهل وليس التلاميذ".
من جهته، يؤكّد المتخصّص في طبّ الأطفال وإنعاشهم، روني صيّاد، لـ"العربي الجديد" أنّ "الأطفال ليسوا أقلّ عرضة للإصابة بفيروس كورونا الجديد كما يُشاع، غير أنّ معدّلات شفائهم تكون أعلى من غيرهم من الفئات العمرية الأخرى". ويرى أنّ "لا داعي للهلع والقلق، فتعطيل المدارس ينحصر فقط في إطار الحدّ من انتشار الفيروس، وليس بناءً على خطورته، لا سيّما أنّ نسبة الوفاة بالفيروس لدى الأطفال دون 16 عاماً لم تتجاوز 0.1 في المائة حتى تاريخه، بحسب المعطيات العالمية، ما يعني أنّها النسبة ضئيلة جداً".
وبحسب بيانات المركز الأميركي لمكافحة الأمراض والوقاية منها فإنّ "النسبة الأكبر من الوفيات في الصين حيث العدد الأكبر من الإصابات هي بين الذين يبلغون الثمانين فأكثر إلى جانب معاناتهم أمراضاً أخرى، بواقع 14.8 في المائة. أمّا نسبة الوفيات لدى الذين تتراوح أعمارهم ما بين 40 عاماً و49 فهي 0.4 في المائة، فيما تبلغ 1.3 في المائة لدى فئة 50 - 59 عاماً، وترتفع إلى ثمانية في المائة لدى فئة 70 - 79 عاماً". أضاف المركز أنّ "مرضى القلب والشرايين هم الأكثر عرضة للوفاة، يليهم مرضى السكري والمصابون بأمراض صدريّة مزمنة ثمّ الذين يشكون ارتفاعاً في ضغط الدم".
اقــرأ أيضاً
تجدر الإشارة إلى أنّ منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) أعلنت أخيراً توقّف نحو 300 مليون تلميذ حول العالم عن الدراسة، على خلفيّة فيروس كورونا الجديد. ومن جهة أخرى، أعلن نادي ليفربول الإنكليزي أنّه اتّخذ إجراءات خاصة بسبب كورونا الجديد، من بينها وقف التقليد الشهير القاضي باصطحاب لاعبين أطفالا عند دخول أرض الملعب قبل انطلاق المباريات.
تكشف بيانات منظمة الصحة العالمية المحدّثة دورياً أنّ المصابين بالفيروس هم بمعظمهم من البالغين، فيما بلغت نسبة الإصابات المؤكّدة بين الأطفال ومَن هم دون العشرين من عمرهم نحو 2.1 في المائة من إجمالي الحالات المؤكّدة حول العالم. أما نسبة وفيات الأطفال بالمرض فهي 0.2 في المائة. وفي الصين على سبيل المثال، أفاد تقرير حول الإصابات المؤكدة في الصين صدر في نهاية فبراير/ شباط المنصرم بأنّ نسبة الأطفال المصابين دون العاشرة من عمرهم هي واحد في المائة فقط، فيما سُجّلت نسبة 1.1 في المائة لدى الأطفال واليافعين الذين تراوحت أعمارهم ما بين 10 أعوام و20. وبحسب ما خلصت التقارير المختلفة الصادرة من الدول حيث تُسجّل إصابات، فإنّ اشتداد الإصابة مرتبط بالسنّ، وكلّما كان المرء متقدّماً في السنّ أتت الإصابة أكثر حدّة.
يُذكر أنّ منظمة الصحة العالمية أوضحت في بيان صادر في الأوّل من مارس/ آذار الجاري، أنّ إصابات 80 في المائة من المرضى تقريباً تأتي خفيفة وهؤلاء يتعافون من دون حاجة إلى علاج خاص، فيما تشتدّ لدى نحو 14 في المائة، ولا تمثّل خطراً إلا لدى خمسة في المائة تقريباً. من جهتها، كشفت بيانات المركز الأميركي لمكافحة الأمراض والوقاية منها أنّ الفيروس يمثّل خطورة أكبر على المسنّين والمصابين بأمراض أخرى (نقص المناعة وأمراض صدريّة مثل الربو وأمراض القلب والشرايين وأخرى). وبينما لم تُسجَّل أيّ وفاة بين الأطفال دون العاشرة من عمرهم، لم تتجاوز وفيات من هم دون 40 عاماً نسبة 0.2 في المائة.
تؤكّد المتخصّصة في طبّ الأطفال ريم الحاج لـ"العربي الجديد" أنّ "الإصابات بفيروس كورونا الجديد لدى الأطفال ما زالت الأقلّ نسبة، غير أنّ لا خلاصات علمية مُثبتة حول ذلك حتى اليوم". وتقول إنّ "الأسباب الأساسيّة لتدنّي معدّلات الإصابة بالفيروس بين الأطفال ما زالت غير معروفة، كونه ما زال جديداً. أمّا المرجّح فهو ارتباط الأمر بتدنّي عدد مستقبِلات الفيروسات لدى الصغار".
في السياق نفسه، تلفت الطبيبة المتخصّصة في الأمراض الجرثومية ندى شمس الدين إلى أنّ "الإصابات بفيروس كورونا الجديد نادرة بين الأطفال، وقد أُصيب عدد قليل جداً منهم حتى تاريخه بالمقارنة مع إصابات الكبار". تضيف لـ"العربي الجديد" أنّ "الأمر نفسه لوحظ مع متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد (سارس) في الصين وبلدان أخرى خلال عامَي 2002 و2003 ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (ميرس) في السعودية وبلدان أخرى في عامَي 2013 و2014". يُذكر أنّ فيروسَي سارس وميرس هما سلالتَان من الفيروسات التاجية أو فيروسات كورونا.
وتشدّد شمس الدين على أنّ "هذا لا يعني استثناء الأطفال من الإجراءات الوقائية المطلوبة لمواجهة فيروس كورونا الجديد، إلى جانب الالتزام باستكمال برنامج اللقاحات المطلوبة في السجلّ الصحي للأطفال، خصوصاً أنّ مناعة من هم دون العامَين تُعَدّ أخفّ من مناعة سواهم من الأطفال". وإذ تشير إلى "عدم توفّر إجابة علميّة واضحة ومثبتة حتى اليوم حول سبب تدنّي الإصابات لدى الصغار"، ترجّح أن يكون السبب مرتبطاً بـ"طبيعة الفيروس لجهة عدم التصاقه كثيراً بخلايا الأطفال وأنسجتهم كما هي الحال عند الكبار".
في المقابل، لا يوافق المتخصّص في طبّ العائلة إيلي قرداحي على أنّ الأطفال أقلّ عرضة للإصابة بفيروس كورونا الجديد. ويقول لـ"العربي الجديد" إنّهم "شأنهم شأن الفئات العمرية الأخرى معرّضون للعدوى لكنّهم أقلّ عرضة للوفاة كون مناعتهم أقوى ضدّ الفيروسات، باستثناء الأطفال المصابين بأمراض مزمنة، منها داء السكري من النوع الأوّل"، مشدّداً على أنّ "الاحتياط واجب على الجميع". وإذ يشير إلى أنّ أعراض الإصابة بالفيروس تكون طفيفة بين الأطفال، يؤكد أنّ "المشكلة تكمن في انتقال الفيروس إلى الأهل، وبالتالي تكون أعراضه لدى هؤلاء أكثر حدّة وكذلك تداعياته. لذلك نجد أنّ الدعوات إلى إقفال المدارس هي لحماية الأهل وليس التلاميذ".
من جهته، يؤكّد المتخصّص في طبّ الأطفال وإنعاشهم، روني صيّاد، لـ"العربي الجديد" أنّ "الأطفال ليسوا أقلّ عرضة للإصابة بفيروس كورونا الجديد كما يُشاع، غير أنّ معدّلات شفائهم تكون أعلى من غيرهم من الفئات العمرية الأخرى". ويرى أنّ "لا داعي للهلع والقلق، فتعطيل المدارس ينحصر فقط في إطار الحدّ من انتشار الفيروس، وليس بناءً على خطورته، لا سيّما أنّ نسبة الوفاة بالفيروس لدى الأطفال دون 16 عاماً لم تتجاوز 0.1 في المائة حتى تاريخه، بحسب المعطيات العالمية، ما يعني أنّها النسبة ضئيلة جداً".
وبحسب بيانات المركز الأميركي لمكافحة الأمراض والوقاية منها فإنّ "النسبة الأكبر من الوفيات في الصين حيث العدد الأكبر من الإصابات هي بين الذين يبلغون الثمانين فأكثر إلى جانب معاناتهم أمراضاً أخرى، بواقع 14.8 في المائة. أمّا نسبة الوفيات لدى الذين تتراوح أعمارهم ما بين 40 عاماً و49 فهي 0.4 في المائة، فيما تبلغ 1.3 في المائة لدى فئة 50 - 59 عاماً، وترتفع إلى ثمانية في المائة لدى فئة 70 - 79 عاماً". أضاف المركز أنّ "مرضى القلب والشرايين هم الأكثر عرضة للوفاة، يليهم مرضى السكري والمصابون بأمراض صدريّة مزمنة ثمّ الذين يشكون ارتفاعاً في ضغط الدم".
تجدر الإشارة إلى أنّ منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) أعلنت أخيراً توقّف نحو 300 مليون تلميذ حول العالم عن الدراسة، على خلفيّة فيروس كورونا الجديد. ومن جهة أخرى، أعلن نادي ليفربول الإنكليزي أنّه اتّخذ إجراءات خاصة بسبب كورونا الجديد، من بينها وقف التقليد الشهير القاضي باصطحاب لاعبين أطفالا عند دخول أرض الملعب قبل انطلاق المباريات.