جدل في الجزائر حول تعليق صلاة الجمعة

20 مارس 2020
لأول مرة تُلغى صلاة الجمعة في الجزائر (العربي الجديد)
+ الخط -
 للمرة الأولى في تاريخ الجزائر، لم تُقم في أي من المساجد، اليوم، صلاة الجمعة، بعد قرار السلطات إغلاق جميع المساجد وتعليق صلاة الجماعة والجمعة، في سياق التدابير الوقائية لمواجهة انتشار فيروس كورونا

التزمت جميع المساجد في الجزائر بقرار تعليق صلاة الجمعة. لكن قرار السلطات هذا، لم يمرّ من دون جدل أثاره بعض رجال الدين وشخصيات سياسية تقود أحزاباً إسلامية، رفضت قرار إغلاق المساجد بحجّة منع التجمعات، مقابل الإبقاء على المقاهي والمطاعم مفتوحة.

ووجد رئيس جبهة العدالة والتنمية، الشيخ عبد الله جاب الله، أنّ مبرّرات السلطة لإغلاق المساجد وتعليق صلاة الجماعة والجمعة، غير كافية وغير مقنعة، وأصدر جاب الله بياناً أكّد فيه أنه "كان الأولى أن يتمّ التعامل مع الصلاة والمساجد بكثير من الحذر والتحفّظ، وأن يتريّثوا في اتخاذ مثل هذا الإجراء حتى نتأكد من أن الداء أضحى مصيبة عامة، واسعة الإنتشار". وأضاف جاب الله أنّه "كان الأولى في مثل هذا الظرف العصيب أن يلجأوا إلى المساجد، ليتضرّعوا إلى الله تعالى بصفة جماعية وفردية ليرفع عنهم هذا البلاء". وبحسب جاب الله فإنه كان بإمكان السلطات أن "تنصح الأئمة بالتعجيل في إقامة الصلاة بعد الأذان وعدم الإطالة فيها. وأن يحافظ الأئمة على رفع الأذان وإقامة الصلوات بمن حضر ولو كان عددهم قليل، وأن يُمنع المرضى و كبار السن من الذهاب إلى المساجد، لضعف المناعة عندهم". ولفت جاب الله إلى أنّه:"لم يروِ التاريخ عن تعطيل المسلمين الجماعات والجُمعات على كثرة ما خاضوا من حروب، وما مرّ بهم من مصائب وما نزل بهم من بلاء، حتىّ وقت طاعون عمواس لم يروِ المؤرخون عن تعطيل الصلوات في المساجد".

وفي السياق ذاته أفتى شيخ التيار المدخلي في الجزائر، الشيخ فركوس، لأنصاره بالاجتماع في أبنية غير المساجد، وإقامة صلاة الجمعة فيها، في حال كانت المساجد مغلقة بقرار حكومي. وأصدر فتوى تجيز "إقامة صلاة الجمعة في مبنى غير المسجد، في حالَ العجز عن أدائها في المسجد الجامع"، وهي فتوى أثارت جدلاً كبيراً، واعتبرها بعض المتابعين حياداً عن منهج التيار المدخلي المرتبط بعدم الخروج عن الحاكم.

وتداول مهتمون بالأمر مواقف فقهية تحثّ على تعليق الصلاة في المساجد في هكذا ظروف أو إقامتها في البيت مع العدد القليل المتوفر، وفقاً لمذاهب دينية في الإسلام، لإقناع المصلّين بضرورة القبول بقرار إغلاق المساجد وتعليق الصلاة.

وقال الإمام بمسجد تيزي وزو قرب العاصمة الجزائرية ورئيس "جمعية المعالي الدينية" الشيخ نور الدين لعموري، لـ" العربي الجديد"، إنه رأى في الالتزام بعدم إقامة صلاة الجمعة والجماعة، استجابة لقرار الفقهاء الذي استندت إليه السلطات في قرارها إغلاق المساجد وتعليق الصلاة فيها. مشيراً إلى أنّ حفظ الناس أمر ومقصد ديني بالغ الأهمية، وإلى أنّ من يرفضون موقف السلطات تغلبهم العاطفة الدينية.

 

المساهمون