ارتفاع عدد الفلسطينيين المصابين بفيروس كورونا إلى 47

19 مارس 2020
عدد الإصابات في الضفة ارتفع إلى 47 (فرانس برس)
+ الخط -
ارتفع عدد المصابين بفيروس كورونا الجديد (كوفيد 19) في الضفة الغربية المحتلة، اليوم الخميس، إلى 47 إصابة، بما فيها ثلاث حالات جديدة في رام الله والقدس ونابلس.

وأكد المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية إبراهيم ملحم، خلال الإيجاز الصحافي الصباحي، إصابة ثلاثة فلسطينيين بالفيروس، ما يرفع عدد الإصابات في الضفة إلى 47، بينها إصابتان لطالبتين كانتا تدرسان في فرنسا، نُقلتا إلى الحجر الصحي. أما المصاب الثالث، فهو مواطن من نابلس عاد من مصر.

وقال ملحم: "أُخذت عيّنات من المشتبه في إصابتهما، وهما طالبتان جامعيتان فلسطينيتان قادمتان من فرنسا وصلتا إلى القدس ورام الله، والعائلة كانت على درجة عالية من المسؤولية الوطنية والصحية وتعاملت مع الحالتين بالحجر المنزلي، وهو ما خفف انتشار الوباء، وتبينت إصابتهما بالفيروس"، مشيراً إلى أنّ "الطالبتين نُقلتا إلى مجمع هوغو تشافيز للحجر الصحي في رام الله، وهما في حالة صحية مستقرة".

وتابع: "صباح اليوم، حُجر على أحد المصابين في نابلس، الذي لم يكن في أيدي السلطات الصحية والتدابير الوقائية هناك، وتمكنت الأجهزة الأمنية من التحوط على الشخص الذي لم يكن يرغب في الحجر الصحي"، مشيراً إلى أنّ المصاب كان قد قدم، في 13 مارس/آذار الجاري، من مصر، لافتاً إلى أنه يجري اقتفاء أثر المخالطين للمصاب لإخضاعهم لعيّنات قد تؤخذ منهم للتأكد من مدى إصابتهم أو عدمها، مشيراً إلى أنّ المصاب سينقل إلى مركز الحجر الصحي. 

وأشار ملحم إلى أنّ الإجراءات التي اتخذها رئيس الوزراء محمد اشتية، الليلة الماضية "جاءت ضمن التدابير الوقائية لتقليص انتشار الوباء والحد منه ومحاصرته في مكمنه في بيت لحم"، مشدداً على أن السلطات "ستتخذ إجراءات أكثر صرامة لمنع تفشي الوباء في ظل ظهور بعض الحالات".

وأكد ملحم أنّ "الإجراءات الحكومية الوقائية كانت استباقية وتقوم على التوعية ورفع مستوى الوعي بمخاطر الوباء"، داعياً وسائل الإعلام إلى "عدم التعامل مع جائحة كورونا بمنطق السبق الصحافي، بل بمنطق الدقة والمسؤولية الوطنية وتجنب ذكر الأسماء والخصوصيات للمصابين".

وأوضح أنّ "السلطات الفلسطينية تنسّق مع الإسرائيليين وكل من الأردن ومصر لمنع انتقال الوباء عبر الحدود"، مضيفاً أنّ "المستوطنات هي بؤر وحواضن للوباء وندعو جميع العاملين والعاملات إلى عدم التوجه إلى تلك البؤر، حفاظاً على حياتهم وعلى سلامة مجتمعهم".

لجنة طوارئ في شمال رام الله

وفي مركز العلاج والحجر الذي اعتمدته وزارة الصحة لمحافظة رام الله والبيرة، وسط الضفة، بمستشفى "هوغو تشافيز" في بلدة ترمسعيا، شمالي رام الله، حيث نقلت الطالبتان المصابتان العائدتان من فرنسا، قدمت لجنة طوارئ شكلها الأهالي ما اعتبروه نوعاً من الدعم والإسناد للطواقم ومنْ في الحجر الصحي.

ويقول عضو لجنة الطوارئ في ترمسعيا محمود سليمان، لـ"العربي الجديد"، إنّ "مؤسسات البلدة شكّلت منذ بداية الأحداث لجنة للطوارئ هدفها التوعية واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة، ونشر الوعي حول تحويل المستشفى في البلدة إلى مركز علاجي؛ وبدأت اللجنة منذ وصول أول حالتين، أمس الأربعاء، بتقديم المساعدات اللوجستية كالمياه وبعض الحاجيات للطواقم الطبية والأمنية".
وحول تقبل الناس لوجود مكان حجر في بلدتهم، قال سليمان: "في بداية الأمر ظهر نوع من التخوف عند الناس، ومن حقهم ذلك، لكن الأمر يتعلق بالثقافة"، مشيراً إلى أنهم "تقبلوا الفكرة بعد أخذ تأكيدات من الطاقم الطبي حول المخلفات الطبية والتخلص منها بشكل صحيح، إضافة إلى وجود المصابين في غرف مغلقة وبمعزل حتى عن الطواقم الطبية".


من جهة أخرى، أكد رئيس الوحدة القانونية في "هيئة شؤون الأسرى والمحررين" الفلسطينية جواد بولس، في حديث لـ"العربي الجديد"، عدم وجود إصابات في صفوف الأسرى الفلسطينيين بفيروس كورونا، بعد تواصله مع إدارة مصلحة سجون الاحتلال الإسرائيلي، نافياً ما أُشيع من أنباء عن وجود أربع إصابات بالفيروس في سجن مجدو، شمالي الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وكانت مؤسسات تُعنى بشؤون الأسرى قد أعلنت، صباح اليوم الخميس، إصابة أربعة أسرى بفيروس كورونا في سجن مجدو. 
وفي الوقت الذي نفى فيه بولس وجود إصابات بالفيروس في صفوف الأسرى، أكد بعض الأسرى لـ"العربي الجديد"، أنّ "طريقة تعامل السجانين في سجن مجدو ولباسهم وعزلهم لبعض الأسرى في زنازين منفصلة، تشير إلى وجود إصابات بفيروس كورونا، رغم تأكيد إدارة مصلحة سجون الاحتلال عدم وجود إصابات".

إجراءات في المسجد الأقصى
إلى ذلك، أعلن مجلس الأوقاف والشؤون والـمقدسات الإسلامية بالقدس، اليوم الخميس، عن إجراءات "لمنع تفشي فيروس كورونا والحفاظ على قدسية وحرمة المسجد الأقصى وبقاء جميع أبوابه وساحاته مفتوحة لكافة المصلين وفي كل الصلوات بما فيها صلاة الجمعة".
وأكد المجلس، في بيان، على "حرصه الدائم والمستمر على صحة كافة المواطنين والمصلين في المدينة المقدسة، وحرصه على المحافظة على سلامة المصلين والصحة العامة، والالتزام بالتعليمات الصحية الصادرة عن الجهات الصحية ذات الاختصاص والالتزام بكافة وسائل السلامة العامة والنظافة، بما في ذلك الإجراءات الوقائية المعلن عنها، وعلى كل مصل الالتزام بهذه التعليمات".
وأهاب مجلس الأوقاف ودائرة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى بالمصلين "الالتزام بتعليمات الأئمة والوعاظ والحراس والإرشادات الصادرة عن إدارة المسجد أثناء إقامة الصلوات وذلك للمحافظة على صحة المصلين، وخاصة التباعد في ما بين المصلين وتجنب المصافحة والاحتكاك".
وأكد المجلس "وقوفه ودعمة ومساندته لكافة المسؤولين والعاملين في دائرة الأوقاف والمسجد الأقصى المبارك من أئمة وسدنة وحراس وحارسات ومؤذنين لتحملهم مسؤولية وأمانة المحافظة على المسجد الأقصى المبارك".
ولفت المجلس إلى أنّ "اتباع هذه الإجراءات يتفق مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف لحفظ النفس الإنسانية التي هي أهم مقاصد الشريعة الإسلامية"، مشدداً على أن المسؤولية الشخصية لتنفيذ هذه التعليمات تقع على عاتق كل فرد.
واضطر العشرات من الشبان، لليوم الثاني على التوالي، للصلاة خارج ساحات المسجد الأقصى بعدما اشترطت شرطة الاحتلال الإسرائيلي احتجاز بطاقاتهم الشخصية وتحويل أصحابها لإجراء فحوصات فيروس كورونا، في وقت سمحت منذ ساعات الصباح لمجموعات من المستوطنين باقتحامه، ودون أي قيود.
في سياق آخر، أعلن التجمع المقدسي لمواجهة فيروس كورونا في القدس المحتلة، عصر اليوم الخميس، عن تجهيز مركز الاتصالات المركزية (Call Center) لاستقبال اتصالات المقدسيين عند بدء الإغلاق الكامل لمدينة القدس المتوقع خلال أيام.
المساهمون