العاصفة تقتلع خيم النازحين في إدلب وتحرمهم المأوى

14 مارس 2020
يعاني النازحون في مخيمات إدلب أوضاعاً إنسانية صعبة (Getty)
+ الخط -
يعاني النازحون في المخيمات المنتشرة في إدلب، شمال غربي سورية، أوضاعا إنسانية صعبة، مع افتقار مخيماتهم للبنى التحتية وعدم قدرتها على تحمل الظروف الجوية السيئة، حيث تسببت العاصفة الهوائية التي شهدتها المنطقة بأضرار بالغة طاولت عدداً من مخيمات المنطقة، خصوصاً في الريف الشمالي الغربي للمحافظة.
ووفق فريق "منسقو استجابة سورية"، فإنّ عدد المخيمات المتضررة جراء العاصفة المطرية بلغ 19 مخيماً، حيث ذكر الفريق، في بيان صادر عنه، اليوم السبت، أنّ عدد العائلات المتضررة بلغ 983 عائلة تعرضت للتشرد لعدم وجود مأوى لها. وناشد الفريق المنظمات والجهات الإنسانية المساهمة في تأمين الاحتياجات اللازمة للنازحين ضمن تلك المخيمات، مطالباً بتوفير الاستقرار الأولي لهم، من خلال العمل على إصلاح الأضرار في المخيمات.


وقال مدير الفريق محمد حلاج، لـ"العربي الجديد"، إنّ المخيمات التي تضررت جراء العاصفة هي تلك التي تقع في منطقة دير حسان شمالي إدلب، ومخيم الشفاء بمنطقة حزانو، ومخيمات تل الكرامة، ومخيم الخير والشيخ بحر، ومخيم الصرمان بجزأيه، ومخيمات الأمل وكفرنبودة، إضافة إلى مخيمات في الريف الغربي، منها الزوف، مؤكداً أنّها كلّها تعرضت لأضرار بالغة.
وكانت الرياح القوية قد تسببت، أمس الجمعة، باقتلاع 80 خيمة للعائلات النازحة المقيمة في مخيم بالقرب من بلدة كفرتخاريم في ريف إدلب الشمالي الغربي؛ الأمر الذي وضع نازحي المخيم في مأساة حقيقية.
بدوره، قال بهجت أبو عهد، مدير مخيم "شام 2" الواقع في الريف الشمالي لمحافظة إدلب، إنه لا أضرار طاولت الخيم بسبب العاصفة والهطولات المطرية، لكنه أوضح، لـ"العربي الجديد"، أنّ الضرر طاول الطريق الذي يصل إلى المخيم، والذي أصبح في وضع سيئ جداً، وبات سلوكه صعباً جداً، خصوصاً بالنسبة إلى السيارات التي تنقل المياه للنازحين داخله.
أما الناشط الإعلامي في مخيم خربة الجوز مجدي فيضو، فقال لـ"العربي الجديد": "في الوقت الحالي، هناك نسبة نزوح كبيرة من جسر الشغور وسهل الغاب وجبل الزاوية، والمناطق التي سقطت بيد النظام من سراقب ومعرة النعمان وكفرنبل، والخيم الموجودة لدى النازحين باتت قديمة وبحاجة لاستبدال، وهناك خيم تالفة عمرها تجاوز الأربعة أعوام، فضلاً عن الصعوبات التي تواجه النازحين في تأمين العلاج للحالات المرضية، كما نعاني من ارتفاع تكاليف الأدوية والتنقل".

وأشار فيضو إلى أن ّهناك نقصاً في مواد التدفئة، كون الحطب مفقوداً، والبديل هو المازوت الذي وصل سعر الليتر الواحد منه إلى نحو 800 ليرة سورية، في وقت ترتفع فيه نسب البطالة. وأضاف أنّ الطريق المؤدي للمخيمات سيء للغاية لانتشار الحفر فيه، وهو الطريق الوحيد المؤدي إليها وإلى قرية خربة الجوز، مشيراً إلى أنّ النازحين يعانون أيضاً من ارتفاع أسعار المواد الغذائية.
وبحسب إحصائية صادرة عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فقد تسبب البرد بوفاة 167 شخصاً منذ عام 2011، مشيرة في تقرير صدر عنها، في 13 فبراير/ شباط الماضي، إلى أن البرد قتل 77 طفلاً و18 امرأة، حيث ربط مدير الشبكة فضل عبد الغني قضية الوفيات والإصابات الناجمة عن البرد بقضية التهجير القسري، ووجه نداء استغاثة لإنقاذ آلاف النازحين ضمن المخيمات.
المساهمون