لبنان: "مستشفى بيروت الحكومي" في حالة إضراب وتسجيل ثالث حالة وفاة بكورونا

12 مارس 2020
لم تؤمن الدولة اللبنانية سلسلة الرتب والرواتب (حسين بيضون)
+ الخط -

أعلنت لجنة مستخدمي ومتعاقدي وأجراء مستشفى رفيق الحريري الجامعي (بيروت الحكومي) في بيروت، الإضراب والتوقف عن العمل، بدءاً من صباح اليوم الخميس؛ بسبب عدم تأمين الدولة اللبنانية، سلسلة الرتب والرواتب لهم، و"اللامبالاة التي باتت واضحة من قبل الإدارة والمعنيين"، على حدّ تأكيدها.

وتزامناً، أعلن، اليوم الخميس، عن تسجيل ثالث حالة وفاة بفيروس كورونا في مستشفى "سيدة المعونات" في جبيل شمالي لبنان، لمريض لبناني انتقلت إليه العدوى من المتوفى اللبناني الأول الذي قدم من مصر، قبل أسبوع، وفق ما أفادت به مراسلة "العربي الجديد".

وتوجهت اللجنة، في بيان، إلى المسؤولين بالقول: "أنتم تسجلون انتصاراً على حسابنا، ولا تؤمّنون الأموال اللازمة والرواتب للموظفين الذين يضحون بحياتهم ويبذلون جهدا لا يقل أهمية عن جهد الجيش الذي بذله تجاه الإرهاب".

وأكدت اللجنة حاجتها "إلى أموال وموارد وسلسلة رتب ورواتب، وهذه أبسط حقوقنا، علما أننا نعلم رسالتنا ودورنا ولكننا متمسكون بحقنا الذي لم نقبضه منذ 3 سنوات".

وإذ دعت اللجنة إلى الإضراب باستثناء العاملين في الأقسام الطارئة، شددت على أنّ مطلبها الأساسي يتمثل في تحصيل سلسلة الرتب والرواتب التي لم تطبق، العام الماضي، بسبب دعم مؤسسات حكومية أخرى، مشيرة إلى الاستمرار "في تحمّل المسؤولية تجاه أهلنا ولا سيما في قسم فيروس كورونا".

من جهته، لفت المدير العام لمستشفى رفيق الحريري الجامعي الدكتور فراس الأبيض، في بيان، إلى أنّ "هذا الإضراب يستثني العمل في أقسام المستشفى الحيوية كأقسام كورونا والطوارئ وغسيل الكلى وعلاج السرطان"، مشيراً إلى أنّ "رواتب العاملين يتم دفعها بانتظام من غير تأخير، وهذا الأمر ينطبق على السنوات الخمس الأخيرة".

وأكد أنّ "المطلب الأساسي للإضراب هو تحصيل سلسلة الرتب والرواتب التي أقرت، العام الماضي، والتي لم تطبق في المستشفى؛ بسبب عدم قيام وزارة الصحة بتقديم مساهمة مماثلة كالتي قدمتها الوزارة للمستشفيات الحكومية الأخرى، مما مكنها من دفع السلسلة لعامليها".

وشدد على أنّ "الإدارة تتفهم وتدعم مطالب العاملين، وإن كانت لا تتفق معهم على الأسلوب أو التوقيت، وقد قامت برفع الصوت عالياً للمسؤولين لإنصاف العاملين، نظراً للجهود الجبارة التي تبذل، في وقتٍ لم يصل القطاع الاستشفائي بعد إلى الجهوزية المطلوبة".

وأشار الأبيض إلى أنّ "مستشفى رفيق الحريري الحكومي الجامعي مستمر في تحمّل مسؤولياته تجاه أهله في مكافحة كورونا، وإننا بصدد افتتاح أقسام جديدة من عناية فائقة وأجنحة مرضى".

ويسعى المستشفى الحكومي إلى دحض مخاوف اللبنانيين بل انعدام ثقتهم به، لمواجهة فيروس كورونا خصوصاً، من خلال تأكيد جهوزيته.

والتراجع الكبير الذي شهدَه مستشفى رفيق الحريري الجامعي في بيروت، خلال السنوات الماضية، إلى درجة عجزه عن تأمين أبسط الخدمات للمرضى، جعل اللبنانيين يفقدون الثقة به وبخدماته الصحية، وسط تساؤلات عن قدرته على التعامل مع فيروس كورونا الجديد. غير أنّه، وفور استقباله أول حالة اشتُبِهَ بإصابتها بفيروس كورونا الجديد، يوم 20 فبراير/ شباط الماضي، شهد المستشفى عملاً مكثفاً، خلال 72 ساعة، حيث تمكّن الفريق الطبي والتقني من تجهيز أربعة أجنحة مخصّصة لاستقبال المرضى.

ثالث وفاة بكورونا

وفي سياق متصل، سجل لبنان، اليوم الخميس، ثالث حالة وفاة بوباء كورونا العالمي، في مستشفى "سيدة المعونات" في جبيل شمالي لبنان، لمواطن لبناني مصاب بالسرطان يبلغ من العمر 79 عاماً، انتقلت إليه العدوى من المواطن اللبناني الذي قدم من مصر، الأسبوع الماضي، ووضِعَ معه في الغرفة نفسها وتوفي، الثلاثاء الماضي.

ثالث حالة وفاة بكورونا في لبنان (Getty) 


وأعلن لبنان، الثلاثاء، عن أول حالة وفاة بفيروس كورونا لمواطن وصل، في 20 فبراير/ شباط الماضي، على متن طائرة آتية من مصر، وتبيّن بعد إجراء الفحوصات له، في مستشفى "سيدة المعونات" الجامعي، أنّه يحمل الفيروس، ما استدعى نقله إلى مستشفى رفيق الحريري الجامعي في بيروت، لكنه فارق الحياة.

وتعود حالة الوفاة الثانية التي أعلن عنها، أمس الأربعاء، إلى مواطن لبناني في العقد الخامس من عمره، انتقلت إليه العدوى من شخص يحمل الفيروس ولم يكن مسافراً أو قادماً من أي بلدٍ موبوء.