تعالت التحذيرات في تركيا من مخاطر البدانة المفرطة لدى الأطفال التي سجلت ارتفاعاً في السنوات الأخيرة، بحيث كانت تشكل ما نسبته 8.3 في المائة عام 2013، إلاّ أنها ارتفعت في العام 2016 لتصل الى 9.9 في المائة، لكنها اليوم، تجاوزت الـ13 في المائة، أي أن أكثر من 1.3 من كل عشرة أطفال يعانون من الزيادة بالوزن، بحسب ما أفادت خبيرة الدواء والتغذية آديل يلدز، لـ"العربي الجديد".
وأضافت يلدز أن أبرز الأسباب تعود للنمط الغذائي للأطفال، مشيرة الى أنه وفق الدراسات، فإن 6.1 في المائة من الأطفال لا يأكلون اللحوم، و18.9 في المائة يتناولونه أقل من مرة في الأسبوع، بينما 14.6 في المائة لا يتناولون الأسماك و40.3 في المائة يتناولونه أقل من مرة في الأسبوع، بينما هناك استهلاك كبير للشوكولاتة والبسكويت والكعك وغيرها، معتبرة أن النشاط الجسدي والرياضة هما أنجع الحلول.
وتتزايد بدانة الأطفال الأتراك بعمر ما قبل المدرسة، بحيث يخشى، بحسب خبراء، من تفشي الأمراض المزمنة المرافقة للبدانة، وبمقدمها السكري المعتمد على الأنسولين.
اقــرأ أيضاً
وترى خبيرة التعليم ما قبل المدرسة طوبى أبانوز، أن الطريقة الأمثل للحد من انتشار هذه الحالات هو تشجيع تعليم محو الأمية الغذائية لدى الأطفال. وتضيف أن زيادة وعي الأطفال هي عامل مهم ومؤثر ليعيشوا حياة صحية خالية من الأمراض المزمنة. ودعت أبانوز الى قيام الطلاب بنشاط آخر يتعلق بمحو الأمية الغذائية، وهو معرفة المجموعات الغذائية الصحية وغير الصحية، وتجنب تناول الأطعمة الجاهزة والمغلفة، واستهلاك الخضروات والفواكه الموسمية بكثرة. وتؤدي الأسرة، بحسب أبانوز، دوراً رئيسياً في عادات الأكل عند الأطفال، ولذلك ينبغي أن توجه الأطفال نحو الأنشطة والفعاليات الرياضية.
من جهتها، تقول مريم أوزجان، وهي معلمة ما قبل الابتدائي بالروضة في مدرسة "حتا تراكيم" بمنطقة الفاتح في إسطنبول: "يختلف تعاطي المعلمين مع الأطفال حسب العمر ومراحل الدراسة، ففي مرحلة الروضة والابتدائي، يمنع أن يحضر الطفل إلى المدرسة الغذاء غير الصحي، لكن بعد التعليم الابتدائي، يقتصر دورنا على النصائح والتحذير من مخاطر الأغذية غير الصحية ومضار السمنة على التلاميذ".
وحول الإجراءات الرسمية التركية، تشرح أوزجان لـ"العربي الجديد"، برنامج "التغذية الصحية والحياة النشيطة" الذي يهدف إلى رفع مستوى الوعي بالتغذية الصحية لدى التلاميذ وزيادة النشاط عند الأطفال، حيث إن أكثر من وزارة تركية تعمل على تفعيل هذا البرنامج، فوزارة الصحة على سبيل المثال، تعمل على رفع مستوى الوعي بالتغذية الصحية لدى التلاميذ، إذ تم اعتماد أكثر من 5 آلاف مدرسة حتى الآن لمتابعة المبادئ التوجيهية لتعزيز التغذية الصحية.
كما سلمت الوزارة الآلاف من الدراجات الهوائية لطلاب المدارس، بهدف تقليل انتشار السمنة وداء السكري، ضمن مساعي تركيا لتحقيق خطة عمل الأمم المتحدة لمكافحة السمنة 2025 لخفض الخمول البدني بنسبة 10 في المائة، ووقف انتشار السمنة. وكانت مؤسسة الصحة العامة التابعة لوزارة الصحة التركية قد أصدرت منشورات وملصقات للمدارس تهدف إلى توعية الأطفال بشأن أساليب التغذية الصحية، بالإضافة إلى إجراء بعض التجارب العلمية أمام هؤلاء لتوعيتهم بشأن مخاطر الوجبات السريعة والمشروبات الغازية بأنواعها.
وبحسب بحث سابق أعدته جامعة "يدي تبه" في مدينة إسطنبول شمل 20 مؤسسة تعليمية (روضات ومدارس ابتدائية وثانوية)، تبيّن أنّ واحداً من كل ستة أطفال يقف على حدود الإصابة بالبدانة، بنسبة 16.7 في المائة بين الإناث و25 في المائة بين الذكور. وأشار البحث إلى أن 34.4 في المائة من الأطفال بين 10 و12 عاماً، مهدّدون بصورة كبيرة بالإصابة بالبدانة المفرطة.
وحول أسباب سمنة الأطفال وما يرافقها من أمراض، لخص الطبيب محمد الجزار، لـ"العربي الجديد"، الأسباب المرضية، والتي تتعلق بمشاكل الغدد، من خلل توازن الهرمونات أو نقص هرمون الغدة الدرقية وشدة إفراز هرمون الكورتيزول والأنسولين، مشيراً إلى أن العامل الوراثي يُعتبر أحياناً سبباً أساسياً للسمنة عند الأطفال، مع وراثة الجينات المسببة للسمنة ونمط المعيشة والسلوك الغذائي ضمن الأسرة الواحدة.
اقــرأ أيضاً
ونبّه الجزار إلى أن الأسباب غير العضوية قد تكون الأهم وراء انتشار السمنة لدى الأطفال، كتناول الشخص للأغذية أكثر من حاجة جسمه، خصوصاً الأغذية الغنية بالدهون والسكريات والفقيرة بالألياف، وتناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية أمام شاشة التلفزيون أو الكمبيوتر، إضافة إلى النوم بعد الأكل مباشرة وعدم المشي يومياً وممارسة الرياضة.
وفي ما يتعلق بمضاعفات السمنة لدى الأطفال والأمراض المزمنة التي ترافقها، يضيف الجزار: "هناك أمراض كثيرة تنتج عن السمنة المفرطة، كأمراض الجهاز التنفسي والإصابة لاحقاً بمرض السكري من النوع الثاني وربما أمراض القلب نتيجة ارتفاع الكولسترول وضغط الدم، إضافة إلى مشاكل بالنمو بسبب هبوط نشاط الغدة الدرقية".
وأضافت يلدز أن أبرز الأسباب تعود للنمط الغذائي للأطفال، مشيرة الى أنه وفق الدراسات، فإن 6.1 في المائة من الأطفال لا يأكلون اللحوم، و18.9 في المائة يتناولونه أقل من مرة في الأسبوع، بينما 14.6 في المائة لا يتناولون الأسماك و40.3 في المائة يتناولونه أقل من مرة في الأسبوع، بينما هناك استهلاك كبير للشوكولاتة والبسكويت والكعك وغيرها، معتبرة أن النشاط الجسدي والرياضة هما أنجع الحلول.
وتتزايد بدانة الأطفال الأتراك بعمر ما قبل المدرسة، بحيث يخشى، بحسب خبراء، من تفشي الأمراض المزمنة المرافقة للبدانة، وبمقدمها السكري المعتمد على الأنسولين.
وترى خبيرة التعليم ما قبل المدرسة طوبى أبانوز، أن الطريقة الأمثل للحد من انتشار هذه الحالات هو تشجيع تعليم محو الأمية الغذائية لدى الأطفال. وتضيف أن زيادة وعي الأطفال هي عامل مهم ومؤثر ليعيشوا حياة صحية خالية من الأمراض المزمنة. ودعت أبانوز الى قيام الطلاب بنشاط آخر يتعلق بمحو الأمية الغذائية، وهو معرفة المجموعات الغذائية الصحية وغير الصحية، وتجنب تناول الأطعمة الجاهزة والمغلفة، واستهلاك الخضروات والفواكه الموسمية بكثرة. وتؤدي الأسرة، بحسب أبانوز، دوراً رئيسياً في عادات الأكل عند الأطفال، ولذلك ينبغي أن توجه الأطفال نحو الأنشطة والفعاليات الرياضية.
من جهتها، تقول مريم أوزجان، وهي معلمة ما قبل الابتدائي بالروضة في مدرسة "حتا تراكيم" بمنطقة الفاتح في إسطنبول: "يختلف تعاطي المعلمين مع الأطفال حسب العمر ومراحل الدراسة، ففي مرحلة الروضة والابتدائي، يمنع أن يحضر الطفل إلى المدرسة الغذاء غير الصحي، لكن بعد التعليم الابتدائي، يقتصر دورنا على النصائح والتحذير من مخاطر الأغذية غير الصحية ومضار السمنة على التلاميذ".
وحول الإجراءات الرسمية التركية، تشرح أوزجان لـ"العربي الجديد"، برنامج "التغذية الصحية والحياة النشيطة" الذي يهدف إلى رفع مستوى الوعي بالتغذية الصحية لدى التلاميذ وزيادة النشاط عند الأطفال، حيث إن أكثر من وزارة تركية تعمل على تفعيل هذا البرنامج، فوزارة الصحة على سبيل المثال، تعمل على رفع مستوى الوعي بالتغذية الصحية لدى التلاميذ، إذ تم اعتماد أكثر من 5 آلاف مدرسة حتى الآن لمتابعة المبادئ التوجيهية لتعزيز التغذية الصحية.
كما سلمت الوزارة الآلاف من الدراجات الهوائية لطلاب المدارس، بهدف تقليل انتشار السمنة وداء السكري، ضمن مساعي تركيا لتحقيق خطة عمل الأمم المتحدة لمكافحة السمنة 2025 لخفض الخمول البدني بنسبة 10 في المائة، ووقف انتشار السمنة. وكانت مؤسسة الصحة العامة التابعة لوزارة الصحة التركية قد أصدرت منشورات وملصقات للمدارس تهدف إلى توعية الأطفال بشأن أساليب التغذية الصحية، بالإضافة إلى إجراء بعض التجارب العلمية أمام هؤلاء لتوعيتهم بشأن مخاطر الوجبات السريعة والمشروبات الغازية بأنواعها.
وبحسب بحث سابق أعدته جامعة "يدي تبه" في مدينة إسطنبول شمل 20 مؤسسة تعليمية (روضات ومدارس ابتدائية وثانوية)، تبيّن أنّ واحداً من كل ستة أطفال يقف على حدود الإصابة بالبدانة، بنسبة 16.7 في المائة بين الإناث و25 في المائة بين الذكور. وأشار البحث إلى أن 34.4 في المائة من الأطفال بين 10 و12 عاماً، مهدّدون بصورة كبيرة بالإصابة بالبدانة المفرطة.
وحول أسباب سمنة الأطفال وما يرافقها من أمراض، لخص الطبيب محمد الجزار، لـ"العربي الجديد"، الأسباب المرضية، والتي تتعلق بمشاكل الغدد، من خلل توازن الهرمونات أو نقص هرمون الغدة الدرقية وشدة إفراز هرمون الكورتيزول والأنسولين، مشيراً إلى أن العامل الوراثي يُعتبر أحياناً سبباً أساسياً للسمنة عند الأطفال، مع وراثة الجينات المسببة للسمنة ونمط المعيشة والسلوك الغذائي ضمن الأسرة الواحدة.
ونبّه الجزار إلى أن الأسباب غير العضوية قد تكون الأهم وراء انتشار السمنة لدى الأطفال، كتناول الشخص للأغذية أكثر من حاجة جسمه، خصوصاً الأغذية الغنية بالدهون والسكريات والفقيرة بالألياف، وتناول الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية أمام شاشة التلفزيون أو الكمبيوتر، إضافة إلى النوم بعد الأكل مباشرة وعدم المشي يومياً وممارسة الرياضة.
وفي ما يتعلق بمضاعفات السمنة لدى الأطفال والأمراض المزمنة التي ترافقها، يضيف الجزار: "هناك أمراض كثيرة تنتج عن السمنة المفرطة، كأمراض الجهاز التنفسي والإصابة لاحقاً بمرض السكري من النوع الثاني وربما أمراض القلب نتيجة ارتفاع الكولسترول وضغط الدم، إضافة إلى مشاكل بالنمو بسبب هبوط نشاط الغدة الدرقية".