مع تجاوز فيروس كورونا الجديد حدود الصين حيث كانت الإصابة الأولى، تحديداً في مدينة ووهان في إقليم هوبي، وسط البلاد، يبدو القلق مبرّراً في كلّ أنحاء المعمورة. فالسلالة الجديدة من الفيروس تمكّنت من عبور المحيطات، وفي كلّ يوم تُسجَّل حالة جديدة أو أكثر في بقعة أو أخرى من العالم. وراحت سلطات دول عدّة، منها العربية، تعلن عن الإجراءات الاحترازية التي تعتزم اتّخاذها أو التي اتّخذتها بالفعل في سبيل حماية مواطنيها من الفيروس الجديد، لا سيّما في المطارات.
وقد أعلنت وزارة الصحة العامة في دولة قطر البدء بإجراءات فحص جميع المسافرين الوافدين من الصين، في مطار حمد الدولي. وتعمد وزارة الصحة العامة بالتعاون مع مطار حمد الدولي والخطوط الجوية القطرية إلى الكشف على هؤلاء المسافرين من خلال كاميرات حرارية عالية الجودة والكفاءة يمكنها تسجيل حرارة جسم المسافر عن بعد. وكانت اللجنة الوطنية لمكافحة الأوبئة في الوزارة قد أقرّت تطبيق الفحص الحراري في مطار حمد الدولي على جميع الوافدين من الصين، مع رفع الوعي بين المسافرين بشأن أعراض الإصابة بالالتهاب الرئوي التي تشمل ارتفاع درجة الحرارة والسعال وصعوبة في التنفس. كذلك أصدرت اللجنة توصيات احترازية تضمّنت رفع درجة تأهّب نظام مراقبة وترصّد الحالات المشتبه فيها على الصعيدَين المحلي والعالمي بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية.
وأوضح مدير حماية الصحة ومكافحة الأمراض الانتقالية في إدارة الصحة العامة، الدكتور حمد الرميحي، وهو كذلك الرئيس المشارك في اللجنة الوطنية للتأهب للأوبئة، أنّ إجراءات الفحص في المطار لا تستغرق أكثر من 20 دقيقة لجميع ركاب الطائرة الواحدة، من دون أن يتسبب الأمر في تعطيل العمل أو تأخير المسافرين. وأضاف الرميحي، في تصريحات عقب بدء تطبيق إجراءات فحص المسافرين، أنّ نحو ألفَي مسافر خضعوا للفحص صباح اليوم الجمعة، أتوا على متن ستّ رحلات جوية من الصين، وذلك في ثلاثة مواقع للفحص الحراري في داخل المطار، مؤكداً أنّ أيّ إصابة لم تُرصد.
وأشار الرميحي إلى أنّ 10 كاميرات حرارية نُصبت في مطار حمد الدولي تحت إشراف فريق من أطباء وممرضين في وزارة الصحة العامة ومؤسسة حمد الطبية، بالإضافة إلى تجهيز عيادة طبية في داخل المطار للتعامل مع أيّ حالة يتمّ الاشتباه في إصابتها، علماً أنّ العيادة تضمّ طبيباً من قسم الطوارئ وممرّضاً وممثلين لخدمة الإسعاف. وأوضح الرميحي أنّه في حال التأكد من إصابة أيّ حالة عند انطباق التعريف القياسي للإصابة عليها، الذي يشمل ارتفاعاً في حرارة الجسم مع التهاب رئوي، فهي تُحوَّل إلى المستشفى.
وتابع الرميحي أنّه إلى جانب إجراءات الفحص في داخل مطار حمد الدولي، فإنّ ثمّة حملات توعية تتمّ في الطائرات الآتية من الصين قبل الوصول إلى الدوحة، تتضمّن التركيز على أعراض المرض، وهي ارتفاع درجة الحرارة والسعال وصعوبة التنفس، مع التأكيد على كلّ من يعاني مثل هذه الأعراض بضرورة التوجه إلى طاقم الطائرة وإبلاغه بالأمر، أو التوجه إلى العيادة في المطار فور الوصول. وتكون توعية للمسافرين حول مراقبة ظهور أيّ من الأعراض لمدّة 14 يوماً من تاريخ الوصول إلى قطر، وهي الفترة التي يمكن للفيروس الجديد أن يظهر في خلالها.
من جهته، صرّح رئيس لجنة الاتصال العليا للرعاية الصحية في وزارة الصحة العامة، علي الخاطر، وهو كذلك الرئيس التنفيذي للاتصال المؤسسي في مؤسسة حمد الطبية، بأنّ الحالات التي يُشتبه فيها عبر الكاميرات الحرارية تُحوَّل فوراً إلى الفحص الطبي ومن ثمّ إلى المستشفى، وذلك للتأكد من إصابتها بالفيروس أم لا. وأوضح الخاطر أنّ الإجراءات الحالية تشمل المسافرين الوافدين من الصين، نظراً إلى أنّها الدولة الرئيسية التي ظهر فيها الفيروس الجديد.
وفي الأردن، أعلنت وزارة الصحة أنّها اتخذت الإجراءات الاحترازية اللازمة لمواجهة فيروس كورونا الجديد، فيما أكدت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين أنّها تتابع رعاياها في الصين ولم تسجّل أيّ حالة حتى الآن بين الأردنيّين.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية وشؤون المغتربين ضيف الله الفايز، في بيان صحافي، اليوم الجمعة، إنّ الوزارة تتابع أحوال المواطنين والطلاب الأردنيين المقيمين في مدينة ووهان من خلال السفارة الأردنية في جمهورية الصين الشعبية، مشيراً إلى أنّ السفارة أحصت الطلاب البالغ عددهم نحو 100 طالب وكذلك الرعايا الأردنيين الموجودين في مقاطعة هوبي، وتواصلت مع الرعايا الأردنيين المسجّلة بياناتهم لدى السفارة فأفادوا بعدم وجود أيّ إصابات مسجّلة بينهم. كذلك كان ثمّة تواصل مع إدارة جامعة ووهان التي أفادت بأنّها تتخذ كلّ الإجراءات الاحترازية والاحتياطات لمكافحة انتشار الفيروس في حرمها بالإضافة إلى إجراء فحوصات طبية ميدانية دورية. وطالب الفايز الجالية الأردنية في الصين، وفي مدينة ووهان تحديداً، بالالتزام بالتعليمات والإرشادات الوقائية المعلنة من قبل السلطات الصينية وبالإجراءات الاحترازية وتجنّب المناطق المكتظة، وكذلك الالتزام بإرشادات منظمة الصحة العالمية لتجنّب الإصابة بالعدوى.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية وشؤون المغتربين ضيف الله الفايز، في بيان صحافي، اليوم الجمعة، إنّ الوزارة تتابع أحوال المواطنين والطلاب الأردنيين المقيمين في مدينة ووهان من خلال السفارة الأردنية في جمهورية الصين الشعبية، مشيراً إلى أنّ السفارة أحصت الطلاب البالغ عددهم نحو 100 طالب وكذلك الرعايا الأردنيين الموجودين في مقاطعة هوبي، وتواصلت مع الرعايا الأردنيين المسجّلة بياناتهم لدى السفارة فأفادوا بعدم وجود أيّ إصابات مسجّلة بينهم. كذلك كان ثمّة تواصل مع إدارة جامعة ووهان التي أفادت بأنّها تتخذ كلّ الإجراءات الاحترازية والاحتياطات لمكافحة انتشار الفيروس في حرمها بالإضافة إلى إجراء فحوصات طبية ميدانية دورية. وطالب الفايز الجالية الأردنية في الصين، وفي مدينة ووهان تحديداً، بالالتزام بالتعليمات والإرشادات الوقائية المعلنة من قبل السلطات الصينية وبالإجراءات الاحترازية وتجنّب المناطق المكتظة، وكذلك الالتزام بإرشادات منظمة الصحة العالمية لتجنّب الإصابة بالعدوى.
وكانت وزارة الصحة قد أعلنت، أمس الخميس، أنّ الأردن خالٍ من الفيروس الجديد، فيما أوضح مساعد الأمين العام للرعاية الصحية الأولية عدنان إسحق في بيان صحافي أنّ "الوزارة على استعداد تام ولديها خطة متكاملة في التعامل مع أيّ إصابة تدخل الأردن عبر المداخل الحدودية والمطارات". أمّا وزير الصحة سعد جابر فقد صرّح، أمس الخميس، للإعلام بأنّ قسم الوقاية في الوزارة شكّل فريقاً لجمع ودراسة كل المعلومات المتاحة عن الفيروس الجديد، مشيراً إلى أنّ الوزارة تجهّز فحوصات لتشخيص المرض وأعراضه ودراسة آلية علاجه، لا سيّما أنّه ما زال جديداً.
في السياق، أعلنت الكويت أنّها تتابع مستجدات الوضع الصحي العالمي والإقليمي في ما يخصّ السلالة الجديدة من فيروس كورونا الجديد مع المنظمات المعنية الدولية والإقليمية. وذكرت وزارة الصحة الكويتية في بيان لها أصدرته ليل الخميس الجمعة أنّ القطاع الصحي جُهّز بأكمله بالمعدّات اللازمة للتعامل مع الفيروس ومنع انتشاره وتعميم آلية التعامل مع الحالات المشتبه فيها على الأطباء والعاملين الصحيين. وأوضح المتحدث الرسمي باسم الوزارة الدكتور عبد الله السند أنّ الإجراءات الاحترازية اتُخذت كلها لمجابهة هذا الفيروس، مشيراً إلى جهوزية العيادات الصحية وغرف العزل الموجودة في المطار. وأضاف السند أنّ المنافذ الحدودية زُوّدت بكاميرات حرارية مع تعميم الإقرار الصحي على المسافرين الوافدين إلى الكويت من الدول المعلن عن ظهور المرض فيها، لافتاً إلى أنّ التشخيص الفيروسي متوفّر في مختبرات الصحة العامة التابعة للوزارة.
أمّا في لبنان، فقد أشار وزير الصحة العامة الدكتور حمد حسن إلى أنّ البلاد خالية من فيروس كورونا الجديد. أتى ذلك في خلال زيارة مفاجئة قام بها اليوم الجمعة إلى مستشفى الهرمل الحكومي في البقاع (شرق)، في سياق أنباء عن إنفلونزا "إتش 1 إن 1"، مؤكداً أنّه "لا داعي للهلع".
تجدر الإشارة إلى أنّ الهند كانت قد أعلنت عن تسجيل أولى الإصابات بالسلالة الجديدة من فيروس كورونا في السعودية، وهي لممرّضة هندية تعمل في مستشفى الحياة. وقد كشف وزير الشؤون الخارجية الهندي فيلامفيلي موراليداران، أمس الخميس، عن إصابة الممرضة، قائلاً في تغريدة على موقع "تويتر" إنّها تخضع للعلاج في مستشفى عسير الوطني وتتعافى بشكل جيّد. وعلى الرغم من عدم تأكيد السلطات السعودية الخبر، فإنّ تقارير إعلامية هندية أفادت بأنّ الممرضة قد تكون التقطت الفيروس بينما كانت تعتني بزميلة لها من الفيليبين كانت تحمله.
(العربي الجديد)
تجدر الإشارة إلى أنّ الهند كانت قد أعلنت عن تسجيل أولى الإصابات بالسلالة الجديدة من فيروس كورونا في السعودية، وهي لممرّضة هندية تعمل في مستشفى الحياة. وقد كشف وزير الشؤون الخارجية الهندي فيلامفيلي موراليداران، أمس الخميس، عن إصابة الممرضة، قائلاً في تغريدة على موقع "تويتر" إنّها تخضع للعلاج في مستشفى عسير الوطني وتتعافى بشكل جيّد. وعلى الرغم من عدم تأكيد السلطات السعودية الخبر، فإنّ تقارير إعلامية هندية أفادت بأنّ الممرضة قد تكون التقطت الفيروس بينما كانت تعتني بزميلة لها من الفيليبين كانت تحمله.
(العربي الجديد)