تزامن تراجع دور المؤسّسات الأهليّة ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) والفصائل الفلسطينية في تقديم الخدمات والمساعدات لسكان مخيّم عين الحلوة في مدينة صيدا (جنوب لبنان)، مع تدهور الأوضاع الاقتصادية في لبنان. ويعجز كثيرون عن تأمين أبسط احتياجات عائلاتهم كالطعام. وبطبيعة الحال لن يكون هؤلاء قادرين على ترميم بيوتهم حتى ولو كانت تشكّل خطراً على حياتهم.
فارس ياسين فارس (45 عاماً)، الذي يتحدّر من بلدة الزيب في فلسطين (قضاء عكا)، ويعيش في مخيم عين الحلوة، هو أحد هؤلاء. بات يخشى على صحة أفراد عائلته وعلى حياتهم نتيجة سقوط حجر من سقف المنزل. بسبب تسرّب المياه من السطح والرطوبة، تعاني ابنته من حساسية، فيما أصيبت زوجته بمرض جلدي (البهاق)، إلا أنه لا يملك المال لعلاجهما. يقول: "الحمد الله على أنّنا كنا نائمين حين سقط الحجر من سقف غرفة الجلوس، ولم يتأذ أحد. لكن لا أعرف ماذا قد يحدث لاحقاً في حال استمرّ الوضع على ما هو عليه. في الوقت نفسه، لا أستطيع ترميم المنزل. ومنذ خمس سنوات، أصبحت عاطلاً من العمل، علماً أنني كنت أعمل في حقل النجارة، لكن في الوقت الحالي ما من فرص عمل".
يتابع: "يملك شقيقي منجرة وكان يعمل بشكل جيّد. لكن في الآونة الأخيرة تراجع العمل بشكل كبير نتيجة التضييق عند الحاجز على البضائع التي تدخل إلى المخيّم. ولأنني شقيقه، أنظف المنجرة أو أقطع بعض ألواح الخشب وأحصل على أربعة أو خمسة آلاف ليرة لبنانية (نحو 3.5 دولارات) يومياً. وهذه الليرات ليست لقاء أتعابي، لكن شقيقي يساعدني بهذه الطريقة. وفي معظم الأحيان، يُقسّم المال بيني وبينه حتى أستطيع تأمين الطعام لأولادي. وكثيراً ما يطلب مني أولادي أشياء أعجز عن شرائها لهم".
اقــرأ أيضاً
أما عن البيت الذي يسكنه، فيقول: "هذا البيت كان لأهلي. جميع أشقائي تزوجوا وتركوا البيت. وبعد وفاة والديّ، تزوجت بمساعدة شقيقي المسافر وسكنت في هذا البيت".
بالنسبة لسقف البيت، يوضح: "كانت المياه تتسرب إليه من الطابق العلوي، وقد عالجنا تلك المياه. لكن منذ مدة عاد تسرب المياه بشكل أكبر. لجأنا إلى الأونروا، وقدم موظفون من قبلها لمعاينة البيت وتفحّص مكان التسرب. وحتّى اليوم، لم يتغيّر شيء. كان ذلك قبل سنتين تقريباً. قصدت الوكالة مرة أخرى من أن دون أن تبادر لعلاج المشكلة. كما أن زوجتي توجهت إلى الوكالة لطلب المساعدة بسبب حاجتنا إلى المال وعدم وجود فرص عمل، لكن كان الجواب عدم قبول طلبات لمساعدات شهرية".
يتابع فارس: "أصيبت ابنتي بحساسية، كما تعاني من نقصٍ في الكالسيوم بسبب الرطوبة في البيت. وكل ذلك هو نتيجة تسرّب المياه إلى السطح إضافة إلى عدم وصول أشعة الشمس إلى البيت، علماً أن الطبيب طلب أن يتعرّض الأطفال للشمس لمدة ساعة يومياً". ويقول إنه استعان بلجنة حي الزيب لمعاينة البيت والمساعدة في ترميمه، من دون أن تلبي النداء. وحتى اليوم، لم يتحقق شيء. "مشكلتي أنّني شخص محترم ولا أحبّ افتعال المشاكل مع الآخرين. لو كنت كذلك، وعمدت إلى قطع الطريق أو ما شابه، ربما كان المعنيون نظروا بحالي، حتى المنظمات والمؤسسات الإنسانية المعنية بتقديم المساعدات". ويلفت إلى أن الأخيرة تستثني الفقراء من المساعدات، التي تذهب لمن ليسوا في حاجة إليها.
إضافة إلى الخطر الذي يمكن أن يشكله سقوط أحجار أخرى من السقف، يتحدث فارس عن رائحة العفونة. "لا نستطيع ارتداء أي قطعة ثياب قبل غسلها مرة ثانية بسبب الرائحة الناتجة عن الرطوبة. كما أن ابنتي في حاجة إلى دواء لعلاج الحساسية، وليس في استطاعتي تأمينه. أما زوجتي، فتطلبت حالتها الصحية إجراء عملية وتناول علاج لمدة عام كامل. لكنني لا أستطيع شراءه بسبب وضعنا الاقتصادي الصعب".
اقــرأ أيضاً
ويضيف: "في وقت سابق، كان شقيقي المسافر يقدّم لي المساعدة، لكن لكلّ شخص منا ظروفه. في الوقت الحالي، صار عاجزاً عن تقديم المساعدة إلي، علماً أنه ليس في استطاعتي إلا العمل مع أخي في تنظيف المنجرة ريثما تتحسن ظروفنا في المخيم، ويتحسن الوضع الاقتصادي في لبنان بشكل عام".
واقعٌ لا يقتصر على فارس وحده، بل ينسحب على العديد من الفلسطينيين المقيمين في مخيم عين الحلوة، الذين يعيشون الظروف نفسها. أخيراً، سقط جزء من سقف منزل الحاج محمود غوطاني الكائن في منطقة عرب الغوير في المخيم، لكن العائلة نجت من تساقط الكتل الإسمنتية. ويقول معنيون إنّ "وفداً من الأونروا يزور تلك المنازل لمعاينتها ويعد بالترميم. لكن تلك الوعود تبقى حبراً على ورق".
فارس ياسين فارس (45 عاماً)، الذي يتحدّر من بلدة الزيب في فلسطين (قضاء عكا)، ويعيش في مخيم عين الحلوة، هو أحد هؤلاء. بات يخشى على صحة أفراد عائلته وعلى حياتهم نتيجة سقوط حجر من سقف المنزل. بسبب تسرّب المياه من السطح والرطوبة، تعاني ابنته من حساسية، فيما أصيبت زوجته بمرض جلدي (البهاق)، إلا أنه لا يملك المال لعلاجهما. يقول: "الحمد الله على أنّنا كنا نائمين حين سقط الحجر من سقف غرفة الجلوس، ولم يتأذ أحد. لكن لا أعرف ماذا قد يحدث لاحقاً في حال استمرّ الوضع على ما هو عليه. في الوقت نفسه، لا أستطيع ترميم المنزل. ومنذ خمس سنوات، أصبحت عاطلاً من العمل، علماً أنني كنت أعمل في حقل النجارة، لكن في الوقت الحالي ما من فرص عمل".
يتابع: "يملك شقيقي منجرة وكان يعمل بشكل جيّد. لكن في الآونة الأخيرة تراجع العمل بشكل كبير نتيجة التضييق عند الحاجز على البضائع التي تدخل إلى المخيّم. ولأنني شقيقه، أنظف المنجرة أو أقطع بعض ألواح الخشب وأحصل على أربعة أو خمسة آلاف ليرة لبنانية (نحو 3.5 دولارات) يومياً. وهذه الليرات ليست لقاء أتعابي، لكن شقيقي يساعدني بهذه الطريقة. وفي معظم الأحيان، يُقسّم المال بيني وبينه حتى أستطيع تأمين الطعام لأولادي. وكثيراً ما يطلب مني أولادي أشياء أعجز عن شرائها لهم".
أما عن البيت الذي يسكنه، فيقول: "هذا البيت كان لأهلي. جميع أشقائي تزوجوا وتركوا البيت. وبعد وفاة والديّ، تزوجت بمساعدة شقيقي المسافر وسكنت في هذا البيت".
بالنسبة لسقف البيت، يوضح: "كانت المياه تتسرب إليه من الطابق العلوي، وقد عالجنا تلك المياه. لكن منذ مدة عاد تسرب المياه بشكل أكبر. لجأنا إلى الأونروا، وقدم موظفون من قبلها لمعاينة البيت وتفحّص مكان التسرب. وحتّى اليوم، لم يتغيّر شيء. كان ذلك قبل سنتين تقريباً. قصدت الوكالة مرة أخرى من أن دون أن تبادر لعلاج المشكلة. كما أن زوجتي توجهت إلى الوكالة لطلب المساعدة بسبب حاجتنا إلى المال وعدم وجود فرص عمل، لكن كان الجواب عدم قبول طلبات لمساعدات شهرية".
يتابع فارس: "أصيبت ابنتي بحساسية، كما تعاني من نقصٍ في الكالسيوم بسبب الرطوبة في البيت. وكل ذلك هو نتيجة تسرّب المياه إلى السطح إضافة إلى عدم وصول أشعة الشمس إلى البيت، علماً أن الطبيب طلب أن يتعرّض الأطفال للشمس لمدة ساعة يومياً". ويقول إنه استعان بلجنة حي الزيب لمعاينة البيت والمساعدة في ترميمه، من دون أن تلبي النداء. وحتى اليوم، لم يتحقق شيء. "مشكلتي أنّني شخص محترم ولا أحبّ افتعال المشاكل مع الآخرين. لو كنت كذلك، وعمدت إلى قطع الطريق أو ما شابه، ربما كان المعنيون نظروا بحالي، حتى المنظمات والمؤسسات الإنسانية المعنية بتقديم المساعدات". ويلفت إلى أن الأخيرة تستثني الفقراء من المساعدات، التي تذهب لمن ليسوا في حاجة إليها.
إضافة إلى الخطر الذي يمكن أن يشكله سقوط أحجار أخرى من السقف، يتحدث فارس عن رائحة العفونة. "لا نستطيع ارتداء أي قطعة ثياب قبل غسلها مرة ثانية بسبب الرائحة الناتجة عن الرطوبة. كما أن ابنتي في حاجة إلى دواء لعلاج الحساسية، وليس في استطاعتي تأمينه. أما زوجتي، فتطلبت حالتها الصحية إجراء عملية وتناول علاج لمدة عام كامل. لكنني لا أستطيع شراءه بسبب وضعنا الاقتصادي الصعب".
ويضيف: "في وقت سابق، كان شقيقي المسافر يقدّم لي المساعدة، لكن لكلّ شخص منا ظروفه. في الوقت الحالي، صار عاجزاً عن تقديم المساعدة إلي، علماً أنه ليس في استطاعتي إلا العمل مع أخي في تنظيف المنجرة ريثما تتحسن ظروفنا في المخيم، ويتحسن الوضع الاقتصادي في لبنان بشكل عام".
واقعٌ لا يقتصر على فارس وحده، بل ينسحب على العديد من الفلسطينيين المقيمين في مخيم عين الحلوة، الذين يعيشون الظروف نفسها. أخيراً، سقط جزء من سقف منزل الحاج محمود غوطاني الكائن في منطقة عرب الغوير في المخيم، لكن العائلة نجت من تساقط الكتل الإسمنتية. ويقول معنيون إنّ "وفداً من الأونروا يزور تلك المنازل لمعاينتها ويعد بالترميم. لكن تلك الوعود تبقى حبراً على ورق".