وكان قد أُعلن في وقت سابق أن العدد الإجمالي يزيد على 300. وقال لي بن نائب وزير اللجنة لوسائل الإعلام إنه لن يسمح بدخول الماشية الحية مدينة ووهان بوسط الصين والتي ظهر فيها الفيروس.
وقال لي في مؤتمر صحافي مع خبراء الصحة: "كان هناك بالفعل انتقال للعدوى والإصابة من إنسان لآخر من العاملين في المجال الطبي". أضاف: "أظهرت الدلائل أن المرض قد انتقل من خلال الجهاز التنفسي وهناك احتمال حدوث طفرة فيروسية".
وحثت السلطات الصحية الصينية المواطنين في مدينة ووهان على تجنب التزاحم والتجمعات العامة، بعد تحذير صدر اليوم الأربعاء.
ويأتي المرض من نوع تم تحديده حديثا من فيروس كورونا، وهو مجموعة من الفيروسات يمكن أن تسبب نزلات البرد، بالإضافة إلى أمراض أكثر خطورة مثل مرض سارس الذي انتشر من الصين إلى أكثر من اثنتي عشرة دولة في 2002 و2003 وقتل نحو 800 شخص.
وأكدت السلطات التايلاندية، اليوم الأربعاء أربع حالات: مواطن تايلاندي وثلاثة زوار صينيين. وأبلغت اليابان وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة وتايوان عن حالة واحدة لكل منها. وكان جميع المصابين بالفيروس أشخاصا من ووهان أو الذين سافروا إلى هناك أخيرا.
وقال وزير الصحة التايلاندي، أنوتين شارفنفيراكول، للصحافيين إن "الوضع تحت السيطرة هنا"، مضيفا أنه لا توجد تقارير عن انتشار العدوى للآخرين، وقال: "فحصناهم جميعا؛ سائقي سيارات الأجرة، والأشخاص الذين دفعوا الكراسي المتحركة للمرضى والأطباء والممرضين الذين عملوا حولهم".
وأبلغت ماكاو، وهي مستعمرة برتغالية سابقة تعتبر مدينة صينية تتمتع بحكم شبه ذاتي، عن حالة واحدة اليوم الأربعاء. وذكرت وكالات السفر التي تنظم رحلات إلى كوريا الشمالية إن الصين منعت السياح الأجانب بسبب تفشي المرض، لأن معظم السياح إلى كوريا الشمالية إما صينيون أو يسافرون إليها عبر الصين.
وانضمت تايوان إلى أستراليا في تحذير مواطنيها من السفر إلى ووهان. وشددت المطارات في أنحاء العالم إجراءات فحص الركاب القادمين من الصين. وقالت عدة شركات سياحية أجنبية إن كوريا الشمالية ستفرض حظرا على دخول السائحين الأجانب بدءا من اليوم الأربعاء، بسبب انتشار فيروس كورونا.
وتأتي الغالبية العظمى من السائحين الأجانب لكوريا الشمالية من الصين، الداعم الرئيسي لبيونغيانغ. وأمرت الجهات المنظمة للطيران المدني في الصين الناقلات الجوية في البلاد، مساء أمس الثلاثاء، بإعادة تكاليف الرحلات إلى ووهان أو تغييرها دون تكلفة إذا طلب الركاب. وسمحت بعض شركات السفر الأخرى أيضا للركاب بإلغاء الحجز إلى ووهان مجانا.
وكانت كوريا الشمالية قد أغلقت حدودها مع الصين عام 2003 خلال تفشي مرض سارس. وصعدت دول أخرى من إجراءات الفحص للمسافرين القادمين من الصين، وخاصة القادمين من مقاطعة ووهان. وازدادت المخاوف مع بدء عطلة العام القمري الجديد، حيث يسافر ملايين الصينيين في الداخل والخارج.
وقال متحدث باسم المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها يوم الثلاثاء، إنه تم في مدينة سياتل تشخيص إصابة شخص قادم من الصين بفيروس كورونا المتفشي في مدينة ووهان الصينية. وكانت محطة (سي.إن.إن) أول وسيلة إعلام تنشر النبأ.
وبدأت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، الأسبوع الماضي، في الكشف على المسافرين القادمين من الصين في ثلاثة مطارات أميركية. وبالإضافة إلى الولايات المتحدة ظهرت حالات خارج الصين في كوريا الجنوبية وتايلاند واليابان.
وقال المسؤولون إنه من السابق لأوانه تشبيه الفيروس الجديد بالسارس، أو متلازمة الشرق الأوسط التنفسية، من حيث مدى خطورته. وأرجعوا الارتفاع في الحالات الجديدة إلى التقدم الكبير في عمليات الرصد والمراقبة.
وقال قاو فو، أستاذ في أكاديمية العلوم الصينية ورئيس المركز الصيني لمكافحة الأمراض في المؤتمر الصحافي: "ما زلنا في طور معرفة المزيد عن هذا المرض". وقال قاو إن المسؤولين يعملون على افتراض أن التفشي ناتج من تعرض البشر للحيوانات البرية التي تباع بطريقة غير مشروعة في سوق المواد الغذائية في ووهان وأن الفيروس يتحور، وأن الطفرات يمكن أن تجعل الفيروس أكثر انتشارا وأكثر خطورة.
وقال جياو ياهوي، مسؤول في لجنة الصحة، "إن المرض سيستمر في التطور. لقد طور قدرات مختلفة مقارنة بالمرحلة الأولى، وهو ما يجعلنا بحاجة إلى تغيير تدابير الوقاية وفقا لذلك".
ويعاني القطاع الصحي في كوريا الشمالية من نقص مزمن في الأدوية. وينتمي الفيروس الجديد إلى سلالة فيروسات "كورونا" المسبّبة لمتلازمة "سارس"، بحسب منظمة الصحّة العالمية التي ستعقد اجتماعاً طارئاً الأربعاء لتحديد ما إذا كان مناسباً إعلان "حال طوارئ صحيّة ذات بعد دولي"، وهو التدبير الذي يتّخذ عادة للتصدّي للأوبئة الأكثر خطورة.
وقال طارق ياسرفيتش المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، إن حالات إصابة جديدة بالفيروس ستظهر مع تكثيف الصين إجراءات المراقبة. ولم يُعرف منشأ الفيروس حتى الآن لكن منظمة الصحة العالمية تقول إن مصدره الرئيسي حيواني على الأرجح.
(العربي الجديد)