العودة إلى المدرسة قريبة. البعض ينتظم في الصفوف خلال الأيام القليلة المقبلة. أما أولئك الذين يحظون بأوقات إضافية، لا شكّ في أنهم لن يفوتوا فرصة لإثارة غيرة الآخرين. وإذا ما ردّ البعض باشتياق أو حبٍّ للمدرسة، فالأمر مرتبط بلقاء أصدقاء عادة ما يتفرقون خلال الصيف بحسب نشاطات أهلهم.
في هذه الأيام، يتهافت الأهالي على شراء الكتب والقرطاسيّة والأزياء المدرسية، ويفرح التلاميذ، خصوصاً الصغار منهم، بالأقلام الملوّنة والحقائب المناصرة لأبطال الرسوم المتحركة، أو أبطال كرة القدم، ويتماهون معها. لكنّ ثمّة تفاصيل تقلق هؤلاء الصغار، والتي قد تنمّ علن قلّة ثقة في النفس. وإن كان حكم كهذا كبير بالنسبة لطفل ما زال يكوّن شخصيّته، فلنقل إنه يتكّل على قبول المجتمع له قبل أن يقبل نفسه.
وإن كانت صفة عامة بشكل أو بآخر، لا شكّ أن هناك تفاوت. قبل الدخول إلى المدرسة، يقلق الأطفال لمجرّد أنهم سيلتقون بأصدقائهم. كيف يكون اللقاء؟ هل ما زالوا يعتبرونهم أصدقاء مقرّبين؟ هل سيكونون في الصف نفسه؟ وهل سيلعبون معاً في أوقات الاستراحة؟
وأكثر، ماذا عن المدرّس أو المدرّسة هذا العام. هل يكونون لطفاء أو مثل مدرّسي العام الماضي الذين كانوا يمتهنون الصراخ؟ وهل ستميّز المدرسة بين طفل وآخر؟
لا يعرف الأطفال إن كان "الأقوياء" سيمرّرون لهم الكرة للتسديد أثناء لعب كرة القدم. وإن لم يفعلوا، وضعوا أنفسهم على الفور في خانة الضعفاء. وهناك التنمّر. ويحرص الصغار على اختيار الحذاء الذي لن يثير سخرية الآخرين، أو على الأقل يثيرها بدرجة أقل، للتخفيف من أثر ذلك عليهم.
اقــرأ أيضاً
والحال أنّ قلّة هم الأهل الذين يثيرون هذه المشاكل أو الهواجس مع صغارهم استعداداً للدخول إلى المدرسة. إحدى الأمهات، وخلال قراءتها وطفلها قصة عن القلق، طلبت منه كتابة بعض الأمور التي تقلقه قبل بدء المدرسة. وعلى الرغم من الحماسة التي أبداها للعودة، معرباً عن اشتياقه لأصدقائه، إلا أنه أبدى قلقاً من العزلة والتنمّر. وإن كان ابن الثماني سنوات لا يعرف
وضع ما يحدث في إطار علمي، إلا أنه يشعر بتأثيره عليه، وهذا كاف.
بشكل عام، لا يمهد الأهل أو المدارس في لبنان لعودة الأطفال إلى صفوفهم. وقبل الوصول إلى هذه المرحلة، هل يطلب المدرسون من التلاميذ، على سبيل المثال، السعي إلى التقرب من أقرانهم الوحيدين في الملعب؟ لنقل إنّ مثل هذه الحالات فردية. والأكيد أن العودة إلى المدرسة لا تقتصر على بضعة أقلام وحقيبة "منافِسة" وقصّات شعر ليست على الموضة. ثمة ما هو أهم بكثير من أجل صحة أطفالنا.
في هذه الأيام، يتهافت الأهالي على شراء الكتب والقرطاسيّة والأزياء المدرسية، ويفرح التلاميذ، خصوصاً الصغار منهم، بالأقلام الملوّنة والحقائب المناصرة لأبطال الرسوم المتحركة، أو أبطال كرة القدم، ويتماهون معها. لكنّ ثمّة تفاصيل تقلق هؤلاء الصغار، والتي قد تنمّ علن قلّة ثقة في النفس. وإن كان حكم كهذا كبير بالنسبة لطفل ما زال يكوّن شخصيّته، فلنقل إنه يتكّل على قبول المجتمع له قبل أن يقبل نفسه.
وإن كانت صفة عامة بشكل أو بآخر، لا شكّ أن هناك تفاوت. قبل الدخول إلى المدرسة، يقلق الأطفال لمجرّد أنهم سيلتقون بأصدقائهم. كيف يكون اللقاء؟ هل ما زالوا يعتبرونهم أصدقاء مقرّبين؟ هل سيكونون في الصف نفسه؟ وهل سيلعبون معاً في أوقات الاستراحة؟
وأكثر، ماذا عن المدرّس أو المدرّسة هذا العام. هل يكونون لطفاء أو مثل مدرّسي العام الماضي الذين كانوا يمتهنون الصراخ؟ وهل ستميّز المدرسة بين طفل وآخر؟
لا يعرف الأطفال إن كان "الأقوياء" سيمرّرون لهم الكرة للتسديد أثناء لعب كرة القدم. وإن لم يفعلوا، وضعوا أنفسهم على الفور في خانة الضعفاء. وهناك التنمّر. ويحرص الصغار على اختيار الحذاء الذي لن يثير سخرية الآخرين، أو على الأقل يثيرها بدرجة أقل، للتخفيف من أثر ذلك عليهم.
والحال أنّ قلّة هم الأهل الذين يثيرون هذه المشاكل أو الهواجس مع صغارهم استعداداً للدخول إلى المدرسة. إحدى الأمهات، وخلال قراءتها وطفلها قصة عن القلق، طلبت منه كتابة بعض الأمور التي تقلقه قبل بدء المدرسة. وعلى الرغم من الحماسة التي أبداها للعودة، معرباً عن اشتياقه لأصدقائه، إلا أنه أبدى قلقاً من العزلة والتنمّر. وإن كان ابن الثماني سنوات لا يعرف
وضع ما يحدث في إطار علمي، إلا أنه يشعر بتأثيره عليه، وهذا كاف.
بشكل عام، لا يمهد الأهل أو المدارس في لبنان لعودة الأطفال إلى صفوفهم. وقبل الوصول إلى هذه المرحلة، هل يطلب المدرسون من التلاميذ، على سبيل المثال، السعي إلى التقرب من أقرانهم الوحيدين في الملعب؟ لنقل إنّ مثل هذه الحالات فردية. والأكيد أن العودة إلى المدرسة لا تقتصر على بضعة أقلام وحقيبة "منافِسة" وقصّات شعر ليست على الموضة. ثمة ما هو أهم بكثير من أجل صحة أطفالنا.