"صانع السعادة"... غزل البنات بأشكال فنية في غزة

غزة

علاء الحلو

avata
علاء الحلو
29 اغسطس 2019
BE159483-4A50-416D-8A17-8C02B43FBA05
+ الخط -
يشكل الثلاثيني الفلسطيني فايز الوكيل مسحوق السكر "غزل البنات" على عصا خشبية وفق اللون أو الشكل الذي يرغب به الطفل، بعد أن صمم الماكينة الخاصة بصناعة تلك الحلوى المحببة للأطفال.

تتعدد الأشكال والأحجام التي يقوم الوكيل بصناعتها لأطفال غزة، بعد أن أطلق على نفسه لقب "صانع السعادة"، إذ يصنع حلوى "غزل البنات" على شكل قلب أحمر، أو ورود ملونة، ودباديب، أو شخصيات كارتونية حسب رغبة الطفل.

ويحاول الوكيل التميز عبر ماكينة غزل البنات التي قام بتصميمها لجذب أنظار الأطفال، من أجل توسيع مصدر رزقه الذي يعينه على توفير مستلزمات أسرته المكونة من أربعة أفراد. يتجمع الأطفال حول العربة التي زُينت بأشكال وألوان متنوعة لغزل البنات بغرض الحصول على الحلوى.

ويقول فايز الوكيل (33 سنة)، إنه متزوج ولديه طفل وطفلة، وإنه بدأ دراسة الصحافة والإعلام، إلا أنه توقف عن الدراسة لمساعدة والده في ورشة الحدادة وتصنيع وصيانة الماكينات.

وأوضح لـ"العربي الجديد"، أن "الخبرة التي اكتسبتها في صيانة وتصنيع الماكينات دفعتني إلى تطوير ماكينة غزل البنات التي صنعتها عام 2008، وحولتها إلى ماكينة حديثة تمكنني من تشكيل الحلوى حسب الرغبة. استمر العمل على تطوير الماكينة 8 شهور، وخلالها تعلمت كيفية صناعة الأشكال، والتعامل مع العصا، وتحريكها أمام فوهة الماكينة التي تتميز عن غيرها بأنها تخرج نسيج الحلوى إلى الأعلى، وليس إلى الجوانب، ما يمكنني من تشكيلها وفق الحجم والشكل المطلوب".

وتتكون ماكينة غزل البنات من مجسم يضم محركا للرأس بعد تسخينه، ما يدفع الرأس إلى إخراج النسيج الحلو الذي ينتج من السكر، ويكتسب خصوصيته وفق ما تتم إضافته من الألوان والنكهات، ويعمل المحرك على بطارية خارجية تساعد على تحريك العربة.

ويختلف الشكل المطلوب وفق عدد الألوان التي يرغب بها الطفل أو الزبون، إذ يقوم "صانع السعادة" بصناعة الطبقة الأولى، وتتلوها طبقات ملونة تضفي مزيداً من الجمال، وتضم الماكينة أربعة ألوان أساسية هي الأصفر، والأحمر، والأزرق، والأبيض، ويمكنها دمج الألوان للخروج بألوان إضافية.


وأوضح الوكيل أنه بدأ تجربة الماكينة للمرة الأولى في ساحة الكتيبة غربي مدينة غزة، وحازت الأشكال التي صنعها على إعجاب الأطفال والأهالي، ما شجعه على صناعة العديد من الأشكال والأحجام، "شعرت حينها بالسعادة، خاصة وأنني بتّ أرى نجاح فكرتي في عيون الأطفال".

ولمّح الوكيل إلى أنه واصل عمله رغم الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع غزة، وأن عمله الصيفي يعتمد على المنتجعات، بينما يتوجه خلال باقي شهور العام إلى أبواب المدارس والمتنزهات العامة، والفعاليات والأنشطة المجتمعية.

وعن تقييمه للتجربة بعد أشهر من انطلاقتها، يقول إنها "ممتعة رغم التعب المصاحب لها، وأعمل حالياً على صناعة أكبر قطعة غزل بنات في العالم، بغرض دخول موسوعة غينيس للأرقام القياسية".



ذات صلة

الصورة
جنديان إسرائيليان يعتقلان طفلاً في الضفة الغربية (حازم بدر/ فرانس برس)

مجتمع

بالإضافة إلى الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة، لا يتوقف الاحتلال الإسرائيلي عن التنكيل بالضفة الغربية، فيعتقل الأطفال والكبار في محاولة لردع أي مقاومة
الصورة
مكب نفايات النصيرات، في 21 مايو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

يشكّل مكبّ نفايات النصيرات في قطاع غزة قنبلة بيئية وصحية تُهدّد بإزهاق الأرواح وانتشار العديد من الأمراض والأوبئة، وسط أوضاع إنسانية مأساوية..
الصورة
حرب غزة | آثار قصف المواصي في رفح 22/6/2024 (بشار طالب/فرانس برس)

سياسة

ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجزرة جديدة بعد قصفها خيام نازحين في منطقة المواصي بمدينة رفح في أقصى قطاع غزة، التي سبق أن ادعت أنها مناطق آمنة.
الصورة
عائلة أبو عمشة في غزة تعاني من ويلات النزوح والمرض والحرب، 18 يونيو 2024 (الأناضول)

مجتمع

لم يتجاوز عمر الطفلة انشراح أبو عمشة الـ 16 عاماً، عاشتها في غزة كغيرها من أطفال القطاع المحاصر غير أنها عانت خلال أعوامها الصغيرة الحرب والسرطان
المساهمون