فتحت حادثة الهبوط الاضطراري لطائرة "إيرباص-321" التابعة لشركة "خطوط أورال الجوية" في حقل ذرة، بعيد إقلاعها من مطار "جوكوفسكي" في ضواحي موسكو، من جراء اصطدامها بمجموعة من طيور النورس يوم الخميس الماضي، نقاشات ساخنة في روسيا حول ضرورة تحديث أنظمة إبعاد الطيور عن المطارات حتى لا تهدد سلامة الملاحة الجوية.
وتعد هذه الواقعة بالرغم من نجاة جميع الركاب وأفراد الطاقم، أكبر حادثة طيران ناجمة عن الاصطدام بالطيور يشهدها قطاع الطيران الروسي منذ عام 2007، حين لقي سبعة أشخاص مصرعهم جراء تحطم طائرة النقل التوربينية "أنطونوف-12" على أثر اصطدامها بالطيور بموسكو أيضاً. كذلك، تظهر إحصاءات شركات الطيران الروسية أنّ عدد حالات اصطدام الطائرات بالطيور في روسيا يفوق المعدلات الأوروبية بمقدار عشرة أضعاف على الأقل، لتبلغ 3.7 حالات في كلّ 100 ألف عملية إقلاع وهبوط، وفق أرقام الوكالة الفدرالية الروسية للنقل الجوي.
اقــرأ أيضاً
وفي هذا الإطار، يشير مدير "مجموعة علم الطيور في قطاع الطيران" سيرغي ريجوف، إلى أنّ عوامل عدة تجذب الطيور إلى أراضي المطارات، معتبراً أنّ حلّ المشكلة يكمن في الارتقاء بأداء الخبراء وتطوير وسائل جديدة للحماية. ويقول ريجوف لـ"العربي الجديد": "هناك عوامل بيئية كثيرة تحدد سلوك الطيور وتجذبها إلى أراضي المطارات، بما فيها توفر الغذاء والمياه، وأماكن التعشيش، والاستراحة والمبيت في أمان، وغياب الناس، لأنّ وجودهم هناك أمر نادر. في الواقع، يمكن تشبيه هذه الأراضي بالمحميات الطبيعية". وحول عوامل جذب الطيور إلى مطار "جوكوفسكي" تحديداً، يضيف: "حتى نفهم ماذا جذب الطيور إلى جوكوفسكي، يجب الاطلاع على مواد التحقيق، وما إذا كانت هناك مواقع مثل مكبات النفايات في محيط المطار، ومدى تأثيرها على تجمعات الطيور والحادثة الأخيرة بعينها. إذا كان هناك فعلاً مكب بالقرب من المطار، فإنه يؤثر بشكل ما، لكنّ التحقيق هو الذي سيحدد ما إذا كان دوره قوياً أو حاسماً".
وتعتبر مكبات النفايات من عوامل الخطورة التي يصعب على المطارات التأثير عليها، وهناك مكبات غير مرخصة نتيجة للفساد وتساهل الموظفين والأمن، وفق ما ذكرته صحيفة "فيدوموستي" نقلاً عن مسؤول رفيع المستوى في إحدى شركات الطيران الروسية.
أما في ما يتعلق برؤيته لكيفية الحدّ من انتشار الطيور في محيط المطارات، يتابع ريجوف: "بحسب بيانات وكالة النقل الجوي، فإنّ الطائرات اصطدمت بالطيور نحو ألف مرة في عام 2018، ما يدل على ضرورة الارتقاء بأداء الخبراء، وزيادة اهتمام سلطات الطيران المركزية بالأمر والتركيز على حلّ هذه المسألة، وتحديث تنظيم هذا المجال على أساس الإنجازات العلمية والتقنية، وتصميم أنظمة جديدة للحماية".
من جهته، يعتبر الموظف بخدمة الطيور بمطار "بولكوفو" في العاصمة الشمالية الروسية، سان بطرسبورغ، فلاد ليجينكوف، أنّه لا سبيل لإبعاد الطيور المهاجرة عن المطارات سوى الاستعانة بأخرى مفترسة مدربة. يقرّ في الوقت نفسه بصعوبة الاعتماد عليها بالمطارات الضخمة في المدن الكبرى، حيث تجري الاستعانة بوسائل سلبية. ويقول ليجينكوف لـ"العربي الجديد": "تعتاد الطيور سريعاً على الفزاعات والإشارات الصوتية والضوئية وكرات المرآة. لكن من جانب آخر، يصعب الاعتماد على الطيور المفترسة المدربة في ظروف المطارات الضخمة بالمدن الكبرى. في هذه الحالة، يجب دعم الإشارات الصوتية بعامل تخويف حقيقي مثل إطلاقها ثم إطلاق الطائر المفترس مباشرة بعدها في المرات الأولى، وذلك لإثارة خوف الطيور عند مجرد سماعها الإشارات الصوتية في المرات التالية" وهي الطريقة البافلوفية المعروفة.
يضيف في السياق نفسه: "لا يكمن جوهر الأمر في إقصاء الطيور إلى الأبد، إنّما في زرع الخوف فيها من أرض المطار وإعلامها بخطورتها. هناك اتصال متطور بين أغلب أنواع الطيور، وهي ستبلغ الطيور الأخرى بأنّه لا ينبغي التحليق فوق المطارات أثناء الهجرة، مثلاً. في المقابل، لن تأتي أيّ وسائل سلبية بمثل هذه النتائج، لأنّ الطيور تعتاد على جميع الوسائل غير القاتلة في نهاية المطاف".
وحول دور مكبات النفايات في جذب الطيور، يتابع: "هناك طيور كثيرة تتغذى بمكبات النفايات، ومنها أسراب قد تضم آلافاً من طيور النورس. في عام 2013، جرى إغلاق مكب نفايات على بعد خمسة كيلومترات فقط من مطار بطرسبورغ".
اقــرأ أيضاً
وكانت طائرة "إيرباص-321" التابعة لـ"خطوط أورال الجوية" (واحدة من أكبر خمس شركات الطيران الروسية) والمتجهة من موسكو إلى مدينة سيمفروبول الواقعة في شبه جزيرة القرم، قد هبطت اضطرارياً بحقل ذرة بلا عجلات صباح 15 أغسطس/ آب الجاري. وحدث ذلك بعد تعطل محركي الطائرة على أثر اصطدامها بسرب النورس وعلى متنها 226 راكباً وسبعة أفراد طاقم نجوا جميعاً من الموت. وبعد الحادثة، وقع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على مرسوم منح لقب "بطل روسيا" لقائد الطائرة والطيار الثاني، بالإضافة إلى أوسمة الشجاعة لباقي أفراد الطاقم.
وتعد هذه الواقعة بالرغم من نجاة جميع الركاب وأفراد الطاقم، أكبر حادثة طيران ناجمة عن الاصطدام بالطيور يشهدها قطاع الطيران الروسي منذ عام 2007، حين لقي سبعة أشخاص مصرعهم جراء تحطم طائرة النقل التوربينية "أنطونوف-12" على أثر اصطدامها بالطيور بموسكو أيضاً. كذلك، تظهر إحصاءات شركات الطيران الروسية أنّ عدد حالات اصطدام الطائرات بالطيور في روسيا يفوق المعدلات الأوروبية بمقدار عشرة أضعاف على الأقل، لتبلغ 3.7 حالات في كلّ 100 ألف عملية إقلاع وهبوط، وفق أرقام الوكالة الفدرالية الروسية للنقل الجوي.
وفي هذا الإطار، يشير مدير "مجموعة علم الطيور في قطاع الطيران" سيرغي ريجوف، إلى أنّ عوامل عدة تجذب الطيور إلى أراضي المطارات، معتبراً أنّ حلّ المشكلة يكمن في الارتقاء بأداء الخبراء وتطوير وسائل جديدة للحماية. ويقول ريجوف لـ"العربي الجديد": "هناك عوامل بيئية كثيرة تحدد سلوك الطيور وتجذبها إلى أراضي المطارات، بما فيها توفر الغذاء والمياه، وأماكن التعشيش، والاستراحة والمبيت في أمان، وغياب الناس، لأنّ وجودهم هناك أمر نادر. في الواقع، يمكن تشبيه هذه الأراضي بالمحميات الطبيعية". وحول عوامل جذب الطيور إلى مطار "جوكوفسكي" تحديداً، يضيف: "حتى نفهم ماذا جذب الطيور إلى جوكوفسكي، يجب الاطلاع على مواد التحقيق، وما إذا كانت هناك مواقع مثل مكبات النفايات في محيط المطار، ومدى تأثيرها على تجمعات الطيور والحادثة الأخيرة بعينها. إذا كان هناك فعلاً مكب بالقرب من المطار، فإنه يؤثر بشكل ما، لكنّ التحقيق هو الذي سيحدد ما إذا كان دوره قوياً أو حاسماً".
وتعتبر مكبات النفايات من عوامل الخطورة التي يصعب على المطارات التأثير عليها، وهناك مكبات غير مرخصة نتيجة للفساد وتساهل الموظفين والأمن، وفق ما ذكرته صحيفة "فيدوموستي" نقلاً عن مسؤول رفيع المستوى في إحدى شركات الطيران الروسية.
أما في ما يتعلق برؤيته لكيفية الحدّ من انتشار الطيور في محيط المطارات، يتابع ريجوف: "بحسب بيانات وكالة النقل الجوي، فإنّ الطائرات اصطدمت بالطيور نحو ألف مرة في عام 2018، ما يدل على ضرورة الارتقاء بأداء الخبراء، وزيادة اهتمام سلطات الطيران المركزية بالأمر والتركيز على حلّ هذه المسألة، وتحديث تنظيم هذا المجال على أساس الإنجازات العلمية والتقنية، وتصميم أنظمة جديدة للحماية".
من جهته، يعتبر الموظف بخدمة الطيور بمطار "بولكوفو" في العاصمة الشمالية الروسية، سان بطرسبورغ، فلاد ليجينكوف، أنّه لا سبيل لإبعاد الطيور المهاجرة عن المطارات سوى الاستعانة بأخرى مفترسة مدربة. يقرّ في الوقت نفسه بصعوبة الاعتماد عليها بالمطارات الضخمة في المدن الكبرى، حيث تجري الاستعانة بوسائل سلبية. ويقول ليجينكوف لـ"العربي الجديد": "تعتاد الطيور سريعاً على الفزاعات والإشارات الصوتية والضوئية وكرات المرآة. لكن من جانب آخر، يصعب الاعتماد على الطيور المفترسة المدربة في ظروف المطارات الضخمة بالمدن الكبرى. في هذه الحالة، يجب دعم الإشارات الصوتية بعامل تخويف حقيقي مثل إطلاقها ثم إطلاق الطائر المفترس مباشرة بعدها في المرات الأولى، وذلك لإثارة خوف الطيور عند مجرد سماعها الإشارات الصوتية في المرات التالية" وهي الطريقة البافلوفية المعروفة.
يضيف في السياق نفسه: "لا يكمن جوهر الأمر في إقصاء الطيور إلى الأبد، إنّما في زرع الخوف فيها من أرض المطار وإعلامها بخطورتها. هناك اتصال متطور بين أغلب أنواع الطيور، وهي ستبلغ الطيور الأخرى بأنّه لا ينبغي التحليق فوق المطارات أثناء الهجرة، مثلاً. في المقابل، لن تأتي أيّ وسائل سلبية بمثل هذه النتائج، لأنّ الطيور تعتاد على جميع الوسائل غير القاتلة في نهاية المطاف".
وحول دور مكبات النفايات في جذب الطيور، يتابع: "هناك طيور كثيرة تتغذى بمكبات النفايات، ومنها أسراب قد تضم آلافاً من طيور النورس. في عام 2013، جرى إغلاق مكب نفايات على بعد خمسة كيلومترات فقط من مطار بطرسبورغ".
وكانت طائرة "إيرباص-321" التابعة لـ"خطوط أورال الجوية" (واحدة من أكبر خمس شركات الطيران الروسية) والمتجهة من موسكو إلى مدينة سيمفروبول الواقعة في شبه جزيرة القرم، قد هبطت اضطرارياً بحقل ذرة بلا عجلات صباح 15 أغسطس/ آب الجاري. وحدث ذلك بعد تعطل محركي الطائرة على أثر اصطدامها بسرب النورس وعلى متنها 226 راكباً وسبعة أفراد طاقم نجوا جميعاً من الموت. وبعد الحادثة، وقع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على مرسوم منح لقب "بطل روسيا" لقائد الطائرة والطيار الثاني، بالإضافة إلى أوسمة الشجاعة لباقي أفراد الطاقم.