أمراض صيفية تنتشر في تونس

12 اغسطس 2019
حذارِ ضربة الشمس (فتحي بلعيد/ فرانس برس)
+ الخط -
تألمت أريج (10 أعوام) بسبب ألم في بطنها، إلى جانب غثيان وإسهال، ولم تتمكن هذه الطفلة التي تقطن في محافظة بنزرت شمال تونس من تناول شيء طوال يومين، فشهيتها للطعام انعدمت وباتت لا تكاد تشرب الماء. تؤكد والدتها منى لـ"العربي الجديد" أنّ هذه الأعراض أصابت بناتها الثلاث، إذ مرضت ابنتها الوسطى (8 أعوام) ثم الصغيرة (5 أعوام) لتصاب أريج بالأعراض نفسها، مشيرة إلى أنّه لولا المسارعة في نقلها إلى قسم الاستعجالي (الطوارئ) لكان الوضع كارثياً.

الكثير من الأطفال بالإضافة إلى أهلهم أصيبوا مؤخراً بأعراض في الجهاز الهضمي، فالعديد من الأمراض انتشرت مؤخراً في تونس، بعدما أصابت أطفالاً وكباراً من الشمال إلى الجنوب، وهي أمراض تظهر خلال شهري يوليو/ تموز وأغسطس/ آب، ما جعل البعض يطلق عليها أمراض الصيف. بعضها يتسبب به ارتفاع درجات الحرارة، وبعضها جرثومي مرتبط بالغذاء والبيئة، إلى جانب أمراض أخرى مرتبطة بالتهاب القصبة الهوائية مع الاستعمال المفرط للمكيفات.




تؤكد طبيبة الأطفال، بمحافظة قفصة، وسط غرب تونس، ألفة الغانمي لـ"العربي الجديد" أنّ فيروس التهاب الجهاز الهضمي انتشر في الآونة الأخيرة، إذ وصلت إليهم حالات عديدة، وذلك لتغير الطقس وارتفاع درجات الحرارة، مبينة أنّ هذا الفيروس معدٍ وينتقل عن طريق اللمس والهواء. توضح الغانمي أنّ من الأعراض التي يسببها الفيروس الإسهال والتقيؤ، وتستمر الأعراض ما بين ثلاثة أيام وخمسة، مشيرة إلى أنّ من الأسباب الأخرى لالتهاب الجهاز الهضمي التسمّم الغذائي بسبب عدم احترام سلسلة التبريد وشروط الوقاية. تلفت إلى أنّ هناك بعض الأمراض تنتشر في الشتاء مثل انسداد حلق وأنف الطفل، وصعوبة التنفس، وأخرى تنتشر في الصيف مثل التهاب الجهاز الهضمي والتهاب الحلق. تتابع أنّه لا بدّ من المسارعة إلى العلاج لتجنّب حالات الجفاف ونقص الماء في الجسم، ولا بدّ من الرضاعة الطبيعية للرضّع لأنّها تحميهم وتشكل عنصر وقاية من العديد من الأمراض الأخرى، مشيرة إلى أنّ المناعة لدى الأطفال تختلف بحسب العمر، فكلما كبروا سنة أصبح في إمكانهم مقاومة الأمراض أكثر، لذلك يجب منحهم الأدوية المناسبة وإبعادهم عن مصادر العدوى، خصوصاً الأطفال المرضى.

بدوره، يقول طبيب الأطفال، وليد سلامة، إنّ الفيروس الأكثر انتشاراً في هذه الفترة هو التهاب الجهاز الهضمي الذي يسبب الإسهال والتقيؤ، وقد يرافقه ارتفاع في حرارة الجسم. يضيف لـ"العربي الجديد" أنّ الفيروس معدٍ ويصيب الأطفال والمحيطين بهم، إذ سرعان ما ينتقل من شخص إلى آخر. يتابع أنّ استمرار الأعراض لأكثر من أسبوع قد يشكّل خطورة على الطفل ويؤدي إلى فقدان الجسم السوائل وبالتالي يجب المسارعة بالعلاج وتعويض الأملاح التي يفقدها الجسم، خصوصاً مع التقيؤ والإسهال، للوقاية من الجفاف. ويشير إلى أنّ بعض الحالات تستوجب نقل الأطفال إلى المستشفى، لعلاجهم وإبقائهم تحت المراقبة الطبية والمتابعة ووصف العلاج المناسب لهم. يشدد على ضرورة مراعاة شروط النظافة وغسل الأيدي وتنظيف المكان لتجنب العدوى ومنع انتشار المرض.

يلفت سلامة إلى أنّ من أمراض الصيف الأخرى التهاب الحلق بسبب الاستعمال المكثف للمكيفات والتهاب الأذنين لدى البعض بعد السباحة في البحر، مؤكداً أنّ هناك بعض حالات الحصبة، والتهاب الغدة النكافية أو ما يعرف بـ"البوغبة"، والتسمم الغذائي، وضربات الشمس، إذ يسبح البعض في أوقات الذروة، لكنّ الحالات في تقلص لأنّ هناك وعياً متزايداً من الأهل بضرورة تفادي السباحة في الفترات التي تشكل فيها درجات الحرارة خطراً على صحتهم، لافتاً إلى أنّ الكثير من الآباء يستخدمون كريمات الوقاية والقبعات ويحاولون تفادي أخطار الشمس وأضرارها السلبية على الجلد، خصوصاً بالنسبة لأطفالهم. ويشير في المقابل إلى أنّ العديد من الأمراض المرتبطة بالشتاء تتقلص كثيراً صيفاً مثل السعال والإنفلونزا.




وكانت وزارة الصحة قد دعت مرتادي الشواطئ إلى تفادي السباحة في أوقات ذروة الحرارة من الساعة 11 ظهراً إلى الرابعة عصراً، داعية في بيان لها عموم المواطنين، خصوصاً المسنين والأطفال والنساء الحوامل، إلى الحرص على المشي في الظلّ مع اعتمار قبعات عريضة وارتداء ملابس قطنية فضفاضة غير داكنة. كذلك، أوصت بحماية العينين بالنظارات الشمسية، والحرص على شرب الماء بكمية لا تقل عن لتر ونصف يومياً من دون انتظار الشعور بالعطش، مع تفادي المشروبات التي تحتوي على السكريات والمشروبات الغازية والعصائر الصناعية.
دلالات
المساهمون