"صابرين"... محل استئجار بدل عرائس يتحدى الظروف جنوبي غزة

خانيونس

ماهر عبد الرحمن

avata
ماهر عبد الرحمن
09 يوليو 2019
5291E66E-C872-4416-A729-565C7A932F60
+ الخط -
وجدت العروس الفلسطينية ميَسّر اللحام (20 عامًا)، من مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، ضالتها في محل "صابرين"، بعد أن تمكنت من استئجار بدلة زفافها بسعرٍ يتناسب مع ظروفها المادية الصعبة.

وتعبر اللحام عن سعادتها بأن وجدت بدلة زفافها بالثمن الذي تريد، مشيرةً إلى أن استئجار البدلة ليس سهلاً، في ظل الوضع المادي الصعب للمقبلين على الزواج، وارتفاع ثمن تأجيرها، وهو ما دفع كثيرا من العرائس للبحث عن بدائل بأقل تكلفة.

وتتردد الكثير من العرائس والراغبات في استئجار ملابس للمناسبات السعيدة على محل صابرين الجبري (34 عامًا)، في منطقة مترامية الأطراف، بمخيم خان يونس للاجئين الفلسطينيين، وتحيط به منازل من الصفيح، ما يعكس حجم حالة العوز والفقر لسكان المنطقة.

وعند ذهابك للمحل، قد تُدهش من مكان تواجده، فالمنطقة بعيدة كل البُعد عن الأحياء المُكتظة، والمرافق العامة، والمحال التجارية، التي تساعد على توافد الزبائن عليه، لكن عدم مقدرة صابرين على دفع ثمن الإيجار، دفعها لتخصيص جزء من منزلها لتُقيم عليه مشروعها الصغير.

تخرجت الجبري من تخصص العلوم الطبية وتدرس حاليا القانون وأوجدت لنفسها مشروعا تقول إنها تغلبت به على ظروفها المعيشية ليدر دخلا وفيرا لها ولأسرتها المكونة من 6 أطفال.

تتحدث عن الفكرة لـ"العربي الجديد"، وتقول إنها مستوحاة من واقع الأزمة المالية التي تعيشها الأسر الفلسطينية بغزة، مشيرةً إلى أنها تحظى بإقبال كبير من الفتيات والأهالي الذين يعانون من ظروف صعبة ويبحثون عن أسعار زهيدة لتأجير الفساتين.

المشروع جاء في ظل الأزمة المالية (خالد شعبان) 

وتصف الجبري مشروعها بالجريء على الرغم من كافة المعوقات التي واجهتها، ومنها حالة الإحباط التي ألمت بها من صديقاتها حول فشل المشروع، فضلاً عن خوضها في مشاريع أخرى كانت قد أغلقتها بسبب الأوضاع الكارثية.

فتحت محلاً للعرائس في حي شعبي (خالد شعبان)

وتوضح أن أسعارها تتناسب مع البسطاء والفقراء والميسورين وقدّرت ثمن الاستئجار بمبلغ 20 دولارا وصولا لـ50 دولارا للفساتين الملونة ومن 50 إلى 150 دولارا للفساتين البيضاء أي ثوب الزفاف.

أسعارها مناسبة للجميع (خالد شعبان)


وتوضح أنّ مشروعها يدر دخلاً جيداً عليها، وهو مدخل للوصول للحالات الفقيرة وفي الوقت ذاته مخرج من أزمتها المالية، إذ تسكن في منزل بسيط مسقوف من الزينقو وسط حي شعبي، لافتة إلى أنّ مشروعها عبارة عن غرفة مسقوفة من الزينقو تضم العشرات من الفساتين بشتى الألوان.

اختيارات تناسب كل الأذواق (خالد شعبان)

وتؤكد أنها تعمل برفقة أبنائها على تنظيف وترتيب الفساتين إلى جانب تجهيزها وغسلها وإعادتها، حيث يمكن استئجارها من جديد. واستطاعت صابرين أن تفتح مشروعها من مبلغ مالي تصفه بـ"تحويشة العمر"، وتوضح أنّ النجاح لا ياتي بسهولة وهي اليوم تغلبت على كافة الظروف المحبطة التي وضعت فيها.

تحدت صابرين كل الظروف الصعبة (خالد شعبان)



ذات صلة

الصورة
تأثر بشار الشوبكي نجم منتخب فلسطين بتوقف الدوري المحلي (العربي الجديد/Getty)

رياضة

أسفر توقف المنافسات الكروية المحلية على أرض فلسطين المحتلة، عن آثار متفاوتة، خصّت أكثر من ستة آلاف لاعب كرة قدم يمارسون اللعبة في البلاد مع فرقهم.

الصورة
نازحة فلسطينية رفقة أبنائها بخيمة برفح، 9 إبريل 2024 (الأناضول)

مجتمع

تُكابد أمهات نازحات في غزة معاناة مضاعفة لرعاية مواليدهن وسط ظروف معيشية واجتماعية واقتصادية قاسية تفتقر لأبسط الاحتياجات الضرورية، وسط مخاطر سوء التغذية
الصورة
كرة القدم الفلسطينية تعاني بسبب العدوان (العربي الجديد/ فيسبوك)

رياضة

خسرت كرة القدم الفلسطينية الكثير من الشهداء الذين بلغ عددهم 305 لاعبين، خلال حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرّة على الشعب الفلسطيني.

الصورة
آثار قصف مدرسة الزيتون ج جنوب مدينة غزة (فيسبوك)

سياسة

استشهد أكثر من 21 شخصاً في مدرسة تؤوي نازحين في حيّ الزيتون بجنوب مدينة غزة إثر استهدافها من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي.
المساهمون