الأردن: مختصون يطالبون بتعزيز خدمات الصحة النفسية في ظل الصراعات والحروب

10 أكتوبر 2024
طفلة فلسطينية مصدومة بعد القصف الإسرائيلي بمخيم النصيرات بغزة، 29 إبريل 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أكد مؤتمر "استعادة الأمل: الصحة النفسية في الشرق الأوسط" على أهمية تعزيز خدمات الصحة النفسية في المناطق المتأثرة بالصراعات، مع التركيز على دعم الأطفال اللاجئين والمجتمعات المضيفة في الأردن.
- أشار وزير الصحة الأردني إلى تزايد الأمراض النفسية غير السارية، بينما أكدت ممثلة منظمة الصحة العالمية على التحديات الإقليمية الناتجة عن الصراعات وزيادة أعداد اللاجئين.
- أسست رابطة الطبيبات العربيات منصة للصحة النفسية لخدمة المجتمعات المتضررة، مع التركيز على فلسطين ولبنان، وتواجه تحديات مثل الخشية من الوصم وصعوبة استخدام التكنولوجيا.

أكد مختصون خلال انعقاد مؤتمر "استعادة الأمل: الصحة النفسية في الشرق الأوسط"، الخميس، الذي عقدته منظمة "أطباء بلا حدود"، بالتزامن مع اليوم العالمي للصحة النفسية، في العاصمة الأردنية عمان، ضرورة تعزيز خدمات الصحة النفسية في ظل الصرعات والحروب في المنطقة.

وقال الأمير الحسن بن طلال خلال المؤتمر: إنّ "الاستثمار في الصحة النفسية أساسي لرأس المال الإنساني"، مشيرا إلى أهمية توجيه الاهتمام والرعاية إلى 17 ألف طفل من غزة فقدوا السند الأسري، وأن العمل يجب أن يكون من أجل الأجيال القادمة ودعم العاملين على الأرض. وأضاف أن 25% من اللاجئين والمجتمعات المضيفة في الأردن شخّصوا بشكل أو بآخر باضطراب من اضطرابات الصحة النفسية.

أهمية الاستثمار في الصحة النفسية

من جانبه، قال وزير الصحة الأردني فراس الهواري، إن الوزارة تعمل على إعطاء الصحة النفسية اهتماما أكبر، مبينا أن الأمراض النفسية التي تصنف أمراضا غير سارية تسجل زيادة ملحوظة في السنوات الأخيرة.

بدورها أفادت ممثلة منظمة الصحة العالمية في الأردن الدكتورة جميلة الراعبي، أن حوالي مليار شخص حول العالم يعانون من اضطرابات نفسية. وأضافت أن هناك تحديات إقليمية متمثلة بزيادة حدة الصراعات، وبالتالي زيادة أعداد اللاجئين والنازحين ورفع حالات الطوارئ في العديد من المناطق، والتي تتطلب جهود جميع الجهات الحكومية والدولية لتقديم خدمات الصحة النفسية.

وعلى هامش المؤتمر، أكد رئيس بعثة أطباء بلا حدود في الأردن، معين الشائف لـ"العربي الجديد"، أن منظمة أطباء بلا حدود موجودة في الأردن منذ عام 2006، وتُعنى بجانب الطوارئ بشكل عام، والجراحة الترميمية، واليوم تولي الصحة النفسية اهتماما كبيرا، في ظل الأوضاع بالمنطقة والاحتياجات المتزايدة لهذه الخدمة. وأضاف "مرضانا في الأردن قادمون من سورية والعراق واليمن وفلسطين، خاصة غزة"، مشيرا إلى أن موضوع الصحة النفسية أصبح أولوية وليس رفاهية، في ظل ما يحدث من حروب وصراعات.

بدورها قالت مديرة قسم الطب النفسي في أطباء بلا حدود، في مستشفى الجراحة الترميمية، دعد المنيزل، لـ"العربي الجديد": نقدم خدمات نفسية للمتضررين والناجين من الحروب القادمين من اليمن والعراق وسورية وغزة، والذين أغلبهم لديهم مستويات عالية من القلق والاكتئاب والإحباط بسبب الإصابات التي تولد أحيانا إعاقات دائمة، وأصبحوا غير قادرين على التكيف معها. وأوضحت أن الفريق النفسي متعدد التخصصات في المنظمة يحاول المساعدة لتحسين جودة الحياة ومساعدتهم على التكيف مع المشكلات التي يعانون منها، والخروج من العزلة.

وتابعت إضافة إلى البرامج العلاجية يجري تعليمهم وإكسابهم خبرات تتعلق بالتدريب المهني التي تؤهلهم للتعامل مع حياتهم كما في السابق.. استقبلنا مرضى من غزة حديثا، عندهم اضطرابات ما بعد الصدمة واضحة جدا، ومستويات عالية من التوتر والقلق والخوف من المستقبل، مشيرة إلى أن المنظمة تحاول تقديم خدماتها للمرضى والمرافقين.

بدورها، قالت رئيسة رابطة الطبيبات العربيات الدكتورة ميسم عكروش، لـ" العربي الجديد"، إن الرابطة أسست منصة للصحة النفسية جاءت لخدمة المجتمع العربي المنكوب بالكوارث الطبيعية والحروب، مشيرة إلى أنها تضم جميع طواقم الطب النفسي وطب الأسرة وعلم النفس وفنانين مبدعين ومتطوعين لتقديم الخدمة الطبية لكل من يحتاجها، وهناك حوالي 38 طبيبا نفسيا يقدمون خدماتهم لمحتاجي الخدمة عبر المنصة.

وأوضحت "نعمل بسرية تامة مع الحالات من خلال التواصل عبر الفيديو، وحاليا يجري التركيز على فلسطين ولبنان، والمريض يأخذ عدة جلسات مع الطبيب"، وتابعت "من الملاحظ أن الخشية من الوصم تغلب على متلقي الخدمة، فعادة ما يسعون للتواصل مع أطباء من غير جنسيتهم، بالإضافة إلى عدم قدرة كبار السن على استخدام التكنولوجيا، وعدم القدرة على إيصال الأدوية إلى محتاجيها خاصة في قطاع غزة".

بدوره، قال ذيب علي، من اليمن، وهو أحد المستفيدين من خدمات منظمة أطباء بلا حدود لـ"العربي الجديد"، إنه أصيب برصاصة خلال الصراع السياسي في اليمن عام 2016، دخلت من القدم اليمنى وخرجت من اليسرى وتسببت بكسر العظم وقطع الوريد الرئيسي. وأضاف: "أجريت لي عملية بعد أن تلقيت بداية العلاج في اليمن"، مشيرا إلى أن العملية تكللت بالنجاح، مؤكدا أهمية خدمات الطب النفسي التي تقدمها منظمة أطباء بلا حدود. وتابع: "لا يكتفون بالعلاج فقط، فهناك مدرسة للتدريب والتعليم المهني، كنا نعتقد أننا قادمون للعلاج الجسدي، لكن جرى تقديم خدمات مهمة في الصحة النفسية"، مشيرا إلى مشاركته في دورات صناعة عطور، وصياغة فضة، وحلاقة، وإسعافات أولية ساعدته ليفهم أن الإصابة ليست نهاية العالم.

المساهمون