أكد الدالاي لاما، في بيان نشره موقعه الإلكتروني الرسمي، اليوم الثلاثاء، إنّ تصريحاته الصحافية الأخيرة حول اللاجئين والنساء، التي تسببت في انتقادات حادّة "فُهمت بطريقة خطأ"، وقدّم اعتذاره لكل من تسببت في انزعاجهم.
وقال الزعيم البوذي، في مقابلة مع شبكة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، الخميس الماضي، إنّه "يجب السماح لعدد محدود من المهاجرين بالبقاء في أوروبا، ويجب أن يحصلوا على مهارات قبل إعادتهم. أوروبا ملزمة باستقبال من يحتاجون إلى المساعدة فقط".
وأوضح البيان أنّ "وجهات نظره (الدالاي لاما) حول أزمة اللاجئين والهجرة الحالية قد أُسيء تفسيرها. إنّه يدرك بالتأكيد أنّ العديد من الذين يغادرون بلادهم قد لا يرغبون في العودة، أو أنهم غير قادرين على العودة، واللاجئون الذين غادروا التيبت (مثله) الذين يعتزّون بفكرة العودة إلى ديارهم، يدركون هذا أيضاً. ومع ذلك، فإنّه يفهم أيضاً الصعوبات التي تواجهها البلدان التي يقيم فيها اللاجئون والمهاجرون".
ويعيش الدالاي لاما (83 سنة) الذي يقدسه ملايين البوذيين حول العالم، لاجئاً في الهند منذ فراره من مسقط رأسه التيبت عام 1959 خشية على حياته، ورافقه وقتها نحو 80 ألفاً من أتباعه، بعد أن أرسلت الصين قواتها إلى التيبت لقمع انتفاضة، وهو حائز جائزة نوبل للسلام عام 1989.
وعرض البيان مقطعاً مما كتبه الزعيم البوذي، في مقال افتتاحي لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، في 13 يونيو/ حزيران 2016، حول هذه القضية، وجاء فيه: "من المشجع أننا رأينا العديد من الأشخاص العاديين في جميع أنحاء العالم يظهرون تعاطفاً كبيراً مع محنة اللاجئين. كلاجئ أشعر بالتعاطف الشديد مع وضعهم، وآلامهم، ويجب أن نبذل قصارى جهدنا لمساعدتهم، ويمكنني أيضاً أن أفهم مخاوف الناس في البلدان المضيفة الذين يشعرون بالارتباك (...) رغم أننا لم نتمكن بعد من العودة إلى وطننا، فإننا شاكرون للدعم الإنساني الذي تلقيناه عبر عقود من الأصدقاء".
Twitter Post
|
لكن البيان لم يأت على ذكر ما قاله من أنّ أوروبا قد تصبح "مسلمة أو أفريقية" إذا لم يتم إعادة المهاجرين إلى بلدانهم الأصلية، وهو ما اعتبره كثيرون حول العالم تمييزاً ضد المسلمين والأفريقيين، في حين اعتبره آخرون تحريضاً على اللاجئين القادمين من بلاد إسلامية أو أفريقية.
وفي سبتمبر/ أيلول 2018، قال الدالاي لاما، خلال مؤتمر عقد في مدينة مالمو السويدية التي تضم عدداً كبيراً من المهاجرين، إنّ "أوروبا للأوروبيين"، وإنّ على اللاجئين العودة إلى بلادهم لإعادة بنائها. وأثارت كلمات الزعيم البوذي حينها، ردود فعل واسعة في مواقع التواصل الاجتماعي، ودعاه نشطاء ولاجئون إلى أن يعطي مثالاً عملياً على تصريحاته بالعودة إلى وطنه الذي فرّ منه قبل 60 عاماً.
وفي يونيو/ حزيران 2016، قال في مقابلة مع صحيفة "فاز" الألمانية، إنّ "هناك الكثير من اللاجئين في أوروبا، وهذا صعب من الناحية العملية. العدد كبير جداً. أوروبا، وعلى سبيل المثال ألمانيا، لا يمكن أن تصبح دولة عربية".
من جهة أخرى، ركّز البيان على اتهامات وجهت إلى الدالاي لاما بسبب حديثه عن إمكانية أن تكون خليفته امرأة، التي قال فيها إنّها "يجب أن تكون جذابة"، وأوضح أنه "يأسف بشدة لكون البعض قد تأذوا مما قاله، ويقدم اعتذاره الصادق".
وأضاف في البيان أنّ السياق الأصلي لإشارته إلى المظهر الجسدي للخليفة الأنثى، هو محادثة مع رئيس تحرير مجلة "فوغ"، وأنّه قال ذلك "على سبيل المزاح"، ضمن لقاء مع مجلة "تركيزها الأساسي هو عالم الأزياء".
وأكد البيان موقفه الرافض لفكرة "نحن" و"هم"، مذكّراً بأننا جميعاً "إخوة وأخوات ننتمي إلى أسرة إنسانية واحدة، ومعاً يمكننا اتخاذ إجراءات للتصدي للتحديات التي تواجهنا".