مطالبات بمحاكمة قتلة والدي عروس عراقية ليلة زفافها

13 يوليو 2019
ارتكبت الجريمة بحجة "النهوة العشائرية" (Getty)
+ الخط -
ما تزال قضية الهجوم على حفل زفاف في محافظة الديوانية جنوبي العراق، مطلع الشهر الحالي، تتفاعل في المحافظة التي شهدت ردود فعل غاضبة ورافضة للجريمة التي ارتكبت بداعي "النهوة العشائرية"، وأسفرت عن إصابة العروس ومقتل والديها.

و"النهوة العشائرية" هي تقليد عشائري في المجتمع العراقي، وخاصة محافظات الوسط والجنوب، إذ يتم منع الفتاة من الزواج برجل من خارج قبيلتها، أو خارج حدود العوائل.

ضابط في شرطة الديوانية قال، لـ "العربي الجديد"، اليوم السبت، إنّ "4 أشخاص آخرين من أقارب العروس أُصيبوا بجروح"، مؤكداً أنّ "الهجوم على حفل الزفاف في بلدة عفك بالديوانية نفذه عدد من الأشخاص تم اعتقال أغلبهم".

وأشار إلى إحالة أوراق المتورطين إلى القضاء من أجل إكمال سير التحقيق، مبيّناً أنّ "الشرطة ستلقي القبض على كل من يثبت تورطه في الجريمة المروعة".

وكانت قيادة الشرطة في الديوانية قد أكدت، في وقت سابق، أنّ قوة أمنية مشتركة تمكّنت من القبض على متورطين بالهجوم على العرس، موضحة، في بيان، أنّ الجريمة حدثت بسبب "النهوة العشائرية".

وفي السياق، أكد المحامي سعد الشمري، أنّ الجرائم التي تحدث في مدن وقصبات محافظة الديوانية تحت مسمى "النهوة العشائرية" تصاعدت بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة، لافتاً، في حديث لـ "العربي الجديد"، إلى تشكيل فريق من المحامين للتصدي للانتهاكات التي ترتكب بسبب الأعراف العشائرية.

وشدد على ضرورة محاسبة مرتكبي جريمة الديوانية وفقاً للقانون، وعدم السماح بحدوث حالات ثأر بعد الجريمة، لافتاً إلى أنّ أعراف العشائر تفوق سلطة القانون في الديوانية، وبقية مدن جنوب العراق.


إلى ذلك، دعت عضو البرلمان العراقي هدى سجاد، المؤسسات الحكومية والدينية إلى التدخل من أجل محاسبة مرتكبي جريمة الديوانية التي نفذت بداعي "النهوة العشائرية"، محذرة من أنّ ما حدث في المحافظة، أخيراً، ضد أشخاص بينهم نساء "يعد مؤشراً خطيراً على حصول انتهاكات واعتداءات ترتكب ضد المرأة بدواع واهية".

وأوضحت أنّ الفاجعة تسببت في مقتل شخصين، وإصابة خمسة آخرين، مطالبة، في بيان، القضاء بمحاكمة مرتكبي جرائم "النهوة العشائرية"، وفقاً لقانون مكافحة الإرهاب.


ورأت البرلمانية العراقية، أنّ "المؤسسة الدينية مدعوة هي الأخرى لزيادة وعي الناس وحثهم على مكافحة هذه الحالات"، داعية العشائر إلى "إدراك خطورة هذه الجرائم، ومحاسبة كل من يقوم بارتكابها، وتسليمه للجهات الحكومية المختصة، وأن تبث روح المحبة بين أبناء العشيرة بدل لغة العنف والسلاح".

يُشار إلى أن مدن جنوب العراق تشهد انتشاراً واسعاً للأسلحة بمختلف أنواعها، تستخدم في كثير من الأحيان في النزاعات القبلية التي تندلع بسبب "الدكة العشائرية"، وأحياناً نتيجة لـ"النهوة العشائرية".