وفي هذه الأيام، يكثر الطلب على الحلّاق من طرف زبائن معظمهم من الشباب والأطفال يطلبون قصات شعر مختلفة تقلد أبطال مسلسلات رمضانية، أو تواكب الموضة لتحضير أنفسهم للاحتفال بهذه المناسبة.
ويقول سيف الدين ذو الـ18 سنة لـ"العربي الجديد"، إنّ الحلاقة جزء مهم من المظهر بالنسبة للشباب والأطفال، فعيد الفطر يعتبر "فرصة لتغيير المظهر وارتداء اللباس الجديد".
غير أن نوعية الحلاقة هي مربط الفرس لدى هؤلاء الشباب بحسب المتحدث، فهي "يجب أن تتناسب مع موضة القصات الخاصة بشاب في عمره".
وعن أنواع القصّات المطلوبة في العيد، يوضح نور الدين صاحب محل حلاقة في بلكور بالعاصمة الجزائرية لـ"العربي الجديد": "اجتاحت الجزائر في الفترة الأخيرة، قصات كثيرة ومنها الشبيهة بقصات أبطال مسلسل" أولاد الحلال" الجزائري الذي تدور أحداثه في حي الدرب بعاصمة الغرب الجزائري وهران، وهو ما دفع العشرات من الشباب إلى تقليد أبطاله "زينو ومرزاق" وطلب نفس قصة شعرهما.
ويتابع نور الدين: "يتعامل الحلاقون مع الشباب بمنطق ما يطلبه الزبون، ويسير الزبائن بالمثل القائل: "قل ما تحب وأظهر للناس بما يحبون"، ولكثرة الطلب هذا العام على حلاقة أبطال المسلسل الرمضاني، فإننا فهمنا الأمر وبات السؤال واحدا وهو: "مرزاق ولا زينو؟ لتحديد نوعية القصة المطلوبة وإرضاء الزبون".
وللأطفال نصيب أيضا من المظهر الجديد احتفاء بالعيد؛ "غدوا العيد يا بوزيد التحفيفة والقش جديد"، أغنية يرددها أطفال منطقة ميلة شرقي العاصمة الجزائرية احتفالا بقدوم عيد الفطر المبارك، وتعني أن "العيد سيكون غدا وعلينا أن نحلق رؤوسنا ونلبس ثيابا جديدة"، وهي الأغنية التي لطالما تغنى بها وليد بن عبد الرحمن عندما كان صغيرا، قبل أن يفتح محلا للحلاقة في حي رويسو وسط العاصمة الجزائرية.
وعلاوة على أن العيد مناسبة جيدة للبعض لتغيير مظهرهم وتحسينه بعد شهر من الصيام، تعتبر الحلاقة مجالا يدر على أصحابه مدخولا محترما خلال الأيام التي تسبق عيد الفطر، إذ تستقطب الزبائن بالعشرات، وهو ما يجعل هذا المجال فرصة لتحسين المدخول والربح عكس الأيام العادية.