غزة: حملات شبابية لدعم الأسر الفقيرة في رمضان

03 مايو 2019
دعم ومساندة للأسر الفقيرة في غزة(عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
يتجهز الشاب الغزّي أمين شاهين وزميله فادي عبد النبي لاستقبال شهر رمضان بتجميع المساعدات والمساهمات من التُجار والمقتدرين، وتحضير السلال الرمضانية لتوزيعها على فقراء قطاع غزة مع حلول شهر الصوم.

ويشارك المبادران في فكرتهم، إلى جانب مجموعة شبابية، يهدف من خلالها الشبان غير المنتمين لأي مؤسسة أو حزب سياسي تجهيز السلال الغذائية والمساعدات العينية، لتوزيعها على قوائم العائلات ذات الحالة الاقتصادية والاجتماعية المعدمة والضعيفة.

ويسعى المبادرون عبر حملاتهم الشبابية إلى التخفيف عن كاهل الأسر الفقيرة في قطاع غزة من شماله إلى جنوبه، والوقوف يداً واحدة إلى جانب الفقراء والعائلات في المناطق المهمشة، تأكيداً على ترابط الروح المجتمعية، وإيصال رسالة للفقراء "لستم وحدكم".

ويوضح شاهين (30 عاماً)، مؤسس تكية الشمال الخيرية، أن فكرة الحملة بدأت من مناشدة تم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، تلتها مجموعة مناشدات تم حل مشاكلها، مشيراً إلى أنّ ذلك "شجعنا على إطلاق مجموعة حملات للتخفيف من أعباء الأسر الفقيرة".

ويشير شاهين في حديث مع "العربي الجديد" إلى أنه تم تنفيذ مبادرات لإغاثة تلك الأسر، ويتم العمل على تطبيقها خلال شهر رمضان، كتعبئة أنابيب الغاز، التشجيع على دفع الديون المتراكمة على الغارمين، راتب للفقراء، حلاقة مجانية للفقراء، توفير وجبات غذائية يومية، علاوة على توفير طرود غذائية للأسر الفقيرة.

ويسعى الفريق من خلال الحملة إلى إشعار الفقراء أنهم ليسوا وحدهم، وفق شاهين، الذي يشدد على أن المبادرة لا ترتبط بأي جهة رسمية: "نحن اجتمعنا بهدف تخفيف كربات الناس، ونشجع المقتدرين على المشاركة وفق استطاعتهم".

أما زميله فادي عبد النبي، فيوضح لـ"العربي الجديد" أنه يتم جمع التبرعات والمساهمات عبر الأصدقاء في الخارج عن طريق التحويلات المالية، إلى جانب التعامل المباشر مع الأصدقاء والتجار والراغبين في التبرع في غزة، ويبين أنهم يحظون بتشجيع لمواصلة عملهم التطوعي، رغم عدم قدرة نسبة كبيرة على المساهمة نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة.

ويشير عبد النبي إلى أنه على الرغم من الواقع الصعب، إلا أن هناك فئات معنية بالتخفيف عن المواطنين، وتلتزم بالمشاركة والمساهمة بنسب متفاوتة، مضيفاً: "نشعر بالفخر الكبير حين نوصل المساعدات لمستحقيها، هم في أمسّ الحاجة إليها".

ويوافقه في الرأي أديب عبد الحليم عن مبادرة "منا وفينا"، مبيناً أنهم نفذوا عبر حملتهم الشبابية مجموعة مبادرات، استهدفت الأسر الفقيرة ومعدمة الحال، وتحديداً في المناطق الشرقية المهمشة، من شمال قطاع غزة حتى جنوبه.

ويوضح عبد الحليم لـ"العربي الجديد" أن الحملة تحاول توفير أكبر قدر ممكن من الطرود والسلال الغذائية لتوزيعها على تلك الأسر، مبيناً أنه تم تجهيز قوائم بأسماء أكثر العائلات حاجة، وسيتم استهدافها وفق ما يتم توفيره من مساهمات.

ويبين أن المبادرة التي لا تتبع لأي جهة رسمية تسعى لتطبيق فكرتها عن طريق مساهمات الأصدقاء، مضيفاً: "نحاول توفير الحاجيات الأساسية، والتي يمكن أن تعين تلك الأسر في وجبتي السحور والإفطار".

أما زميله في المبادرة باسل عدوان فيقول لـ"العربي الجديد" إنه بإمكان أي شخص أو مجموعة شبابية التركيز على معاناة تلك الأسر، ومحاولة مساعدتها بالقدر الممكن. ويضيف: "رأينا الفرحة في عيون الأطفال حين نفذنا فعاليات ترفيهية خاصة بهم، ونطمح لرؤية الابتسامة على وجوه عائلاتهم في شهر رمضان".

ولم تختلف الفكرة عند حملة "أهل الخير لمساعدة الأسر الفقيرة"، وهي حملة فردية يشرف عليها الناشط مصعب الطويل، إذ تسعى لمساعدة الأسر الفقيرة بتوفير طعام أو شراب أو علاج أو إيجار بيوت، وتحمل شعار "من يد المتبرع إلى يد المحتاج".

مساعدة الأسر الفقيرة (عبد الحكيم أبو رياش)

ويوضح الطويل لـ"العربي الجديد" أن المبادرة تسعى لخدمة أكبر قدر ممكن من تلك العائلات خلال شهر رمضان، مضيفاً: "لدينا خطة عمل، وهي توزيع طرود غذائية ووجبات فطور وتوزيع مياه وتمر على مفترقات الطرق وتوزيع كسوة العيد قبل عيد الفطر".

توزيع طرود غذائية (عبد الحكيم أبو رياش)

أما الناشط علاء بشير، فقد أطلق حملة خاصة به لتجميع المساهمات من أصدقائه لإغاثة الأسر الفقيرة، وقد كتب عبر صفحته على "فيسبوك": "في شهر #رمضان المبارك، هناك عائلات فقيرة لا تقدر على إطعام أطفالها، كن لهم معيناً، واجعل لك سهماً في الخير، أنا شخصياً مستعد لاستقبال أي مساعدات وإعطائها لمن يستحقها، #رمضان_يجمعنا،#فقراء_غزة_بانتظاركم".

وعن سبب إطلاق مبادرته، يوضح لـ"العربي الجديد" أنها تأتي من شعور داخلي بضرورة مساندة الأسر الفقيرة، خاصة مع تفاقم أزمات قطاع غزة بفعل اشتداد الحصار، وارتفاع نسب الفقر والبطالة وعدم انتظام رواتب الموظفين.

المساهمون