تقول وزارة اللاجئين الأفغانية إنّ أكثر من 650 ألف لاجئ عادوا إلى أفغانستان من باكستان وإيران العام الماضي. معظم هؤلاء يعيشون في أوضاع حرجة، ويمضون أياماً صعبة وسط برد قارس، مثلهم مثل النازحين داخلياً الذين ازدادت أعدادهم بسبب المعارك والجفاف.
بحسب بيان الوزارة، فإنّ عدد من عادوا من باكستان عام 2018 بلغ 27.375 ومن إيران 630.283 موزعين في أصقاع البلاد. تضيف الوزارة أنّ معظم هؤلاء جرت مساعدتهم من قبل المؤسسات الدولية المعنية. لكنّ هؤلاء يشكون من أنّ المساعدات التي قدمت لهم لا تساوي شيئاً، وأنّهم يواجهون مشاكل كبيرة في جميع نواحي الحياة.
اقــرأ أيضاً
في هذا الصدد، يقول محمد وسيع العائد من باكستان إلى مدينة جلال آباد، شرقي أفغانستان، ويعيش مع أحد أبناء عمه في منطقة خوش كومبت وسط المدينة، لـ"العربي الجديد"، إنّ المساعدات التي قدمت لهم قليلة جداً بالنسبة لما يواجه هؤلاء من مشاكل جمة. ومن أبرز المشاكل التي تواجه هؤلاء عدم توافر منازل لهم وارتفاع إيجاراتها في المدينة، لا سيما أنّ العيش في المناطق البعيدة صعب، كما لا يمكن في بعض تلك المناطق العيش أساساً، بسبب نفوذ الجماعات المسلحة، مثل مديرية خوجياني مسقط رأس وسيع، حيث يملك منزلاً وأرضاً يخشى زيارتهما حتى، بسبب وجود المسلحين فيها. يطلب وسيع من المجتمع الدولي ومن المؤسسات المعنية بشؤون النازحين أن تقدم لهم مساعدات كافية، ومن الحكومة الأفغانية أن تساعدهم بقطعة أرض في مكان مناسب كي يتمكن من بناء منزل، ويتخلص من العيش مع الأقارب أو مقابل إيجار مرتفع، خصوصاً في ظلّ غياب فرص العمل، وعدم امتلاكهم الموارد اللازمة لفتح مشاريعهم الخاصة وإن كانت صغيرة.
حالة العائدين إلى الشمال الأفغاني، حيث الطقس بارد جداً، أسوأ بكثيرمن حالة العائدين إلى شرق أو جنوب أفغانستان. يقول مسؤول إدارة اللاجئين في إقليم بغلان، شمالي البلاد، شريف الله شفق لـ"العربي الجديد" إنّ العائدين من دول الجوار إلى الإقليم لم تجرِ مساعدتهم بشكل مناسب، والسبب الرئيس هو غياب التنسيق اللازم بين إدارة اللاجئين المحلية وبين المؤسسات المعنية بشؤون اللاجئين. يذكر شفق أنّ 700 أسرة عادت العام الماضي إلى مناطق مختلفة من الإقليم، وأنّ المؤسسات الدولية لم تقدم المساعدات اللازمة إلا لـ45 أسرة فقط، ما يعتبر رقماً ضئيلاً جداً، إذ ليس بإمكان بقية الأسر تدبير أمورها بنفسها.
من الأسر التي عادت إلى الإقليم أخيراً، عائلة محمد مالك خان (44 عاماً) الذي يؤكد لـ"العربي الجديد" أنّ وضعهم مزرٍ، إذ يعيشون في برد قارس، موضحاً أنّهم تلقوا الدعم المالي من قبل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عند الدخول إلى أفغانستان، بعد العودة من باكستان، لكنّهم بعد ذلك لم يتلقوا أيّ دعم. كذلك يتهم خان الحكومة الأفغانية والمؤسسات الدولية معاً باللامبالاة إزاء قضية العائدين إلى البلاد، هو نادم على العودة وترك العمل وراءه في باكستان: "ظننت أنّي سأنشئ حياة جديدة في أفغانستان، فبعت البقالة التي أسستها بجهودي الشخصية بعد سنوات من العمل، وجئت إلى هنا، لأرمي بنفسي وبأسرتي في أتون الفقر وويلاته، إذ لم أعد أملك شيئاً".
ليس العائدون من باكستان وإيران وحدهم في حالة من المعاناة، بل إنّ النازحين داخلياً من جراء المعارك والجفاف، لا تختلف حالهم بالرغم من كثرة ادعاءات المؤسسات المحلية والحكومة بالعمل الكثير من أجلهم. هؤلاء يعيشون أوضاعاً سيئة، ويتوقع أن يزيد عددهم أكثر بحلول موسم الربيع، حين تبدأ المعارك عادة. وتعلن حركة طالبان والجماعات المسلحة عمليات الربيع بعد انتهاء موسم البرد سنوياً، ويكون التركيز خلال تلك العمليات على الحرب في أماكن السيطرة أكثر من التسلل إلى المدن. ومن المعروف أنّ سكان القرى والأرياف العزل هم أكثر ضحايا تلك العمليات. جدير بالذكر أنّ الأمم المتحدة، قالت في تقرير لها في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، إنّ الحرب وحدها في أفغانستان أدت إلى نزوح 290 ألف شخص بين بداية العام الماضي ونوفمبر. ومن المعروف أنّ نازحين آخرين كثراً لا يمكن تسجيلهم لدى الأمم المتحدة، خصوصاً من نزحوا إلى مناطق نائية.
اقــرأ أيضاً
ونزح آلاف من أهالي أقاليم جنوب أفغانستان داخل الأقاليم نفسها، أو إلى العاصمة كابول ومحيطها. وفي شرق البلاد، خصوصاً إقليم ننجرهار الحدودي مع باكستان، نزحت آلاف الأسر من المديريات الحدودية هرباً من تنظيم "داعش". وبالرغم من سيطرة القوات الحكومية مجدداً على تلك المناطق، لم يعد الأهالي بعد.
بحسب بيان الوزارة، فإنّ عدد من عادوا من باكستان عام 2018 بلغ 27.375 ومن إيران 630.283 موزعين في أصقاع البلاد. تضيف الوزارة أنّ معظم هؤلاء جرت مساعدتهم من قبل المؤسسات الدولية المعنية. لكنّ هؤلاء يشكون من أنّ المساعدات التي قدمت لهم لا تساوي شيئاً، وأنّهم يواجهون مشاكل كبيرة في جميع نواحي الحياة.
في هذا الصدد، يقول محمد وسيع العائد من باكستان إلى مدينة جلال آباد، شرقي أفغانستان، ويعيش مع أحد أبناء عمه في منطقة خوش كومبت وسط المدينة، لـ"العربي الجديد"، إنّ المساعدات التي قدمت لهم قليلة جداً بالنسبة لما يواجه هؤلاء من مشاكل جمة. ومن أبرز المشاكل التي تواجه هؤلاء عدم توافر منازل لهم وارتفاع إيجاراتها في المدينة، لا سيما أنّ العيش في المناطق البعيدة صعب، كما لا يمكن في بعض تلك المناطق العيش أساساً، بسبب نفوذ الجماعات المسلحة، مثل مديرية خوجياني مسقط رأس وسيع، حيث يملك منزلاً وأرضاً يخشى زيارتهما حتى، بسبب وجود المسلحين فيها. يطلب وسيع من المجتمع الدولي ومن المؤسسات المعنية بشؤون النازحين أن تقدم لهم مساعدات كافية، ومن الحكومة الأفغانية أن تساعدهم بقطعة أرض في مكان مناسب كي يتمكن من بناء منزل، ويتخلص من العيش مع الأقارب أو مقابل إيجار مرتفع، خصوصاً في ظلّ غياب فرص العمل، وعدم امتلاكهم الموارد اللازمة لفتح مشاريعهم الخاصة وإن كانت صغيرة.
حالة العائدين إلى الشمال الأفغاني، حيث الطقس بارد جداً، أسوأ بكثيرمن حالة العائدين إلى شرق أو جنوب أفغانستان. يقول مسؤول إدارة اللاجئين في إقليم بغلان، شمالي البلاد، شريف الله شفق لـ"العربي الجديد" إنّ العائدين من دول الجوار إلى الإقليم لم تجرِ مساعدتهم بشكل مناسب، والسبب الرئيس هو غياب التنسيق اللازم بين إدارة اللاجئين المحلية وبين المؤسسات المعنية بشؤون اللاجئين. يذكر شفق أنّ 700 أسرة عادت العام الماضي إلى مناطق مختلفة من الإقليم، وأنّ المؤسسات الدولية لم تقدم المساعدات اللازمة إلا لـ45 أسرة فقط، ما يعتبر رقماً ضئيلاً جداً، إذ ليس بإمكان بقية الأسر تدبير أمورها بنفسها.
من الأسر التي عادت إلى الإقليم أخيراً، عائلة محمد مالك خان (44 عاماً) الذي يؤكد لـ"العربي الجديد" أنّ وضعهم مزرٍ، إذ يعيشون في برد قارس، موضحاً أنّهم تلقوا الدعم المالي من قبل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عند الدخول إلى أفغانستان، بعد العودة من باكستان، لكنّهم بعد ذلك لم يتلقوا أيّ دعم. كذلك يتهم خان الحكومة الأفغانية والمؤسسات الدولية معاً باللامبالاة إزاء قضية العائدين إلى البلاد، هو نادم على العودة وترك العمل وراءه في باكستان: "ظننت أنّي سأنشئ حياة جديدة في أفغانستان، فبعت البقالة التي أسستها بجهودي الشخصية بعد سنوات من العمل، وجئت إلى هنا، لأرمي بنفسي وبأسرتي في أتون الفقر وويلاته، إذ لم أعد أملك شيئاً".
ليس العائدون من باكستان وإيران وحدهم في حالة من المعاناة، بل إنّ النازحين داخلياً من جراء المعارك والجفاف، لا تختلف حالهم بالرغم من كثرة ادعاءات المؤسسات المحلية والحكومة بالعمل الكثير من أجلهم. هؤلاء يعيشون أوضاعاً سيئة، ويتوقع أن يزيد عددهم أكثر بحلول موسم الربيع، حين تبدأ المعارك عادة. وتعلن حركة طالبان والجماعات المسلحة عمليات الربيع بعد انتهاء موسم البرد سنوياً، ويكون التركيز خلال تلك العمليات على الحرب في أماكن السيطرة أكثر من التسلل إلى المدن. ومن المعروف أنّ سكان القرى والأرياف العزل هم أكثر ضحايا تلك العمليات. جدير بالذكر أنّ الأمم المتحدة، قالت في تقرير لها في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، إنّ الحرب وحدها في أفغانستان أدت إلى نزوح 290 ألف شخص بين بداية العام الماضي ونوفمبر. ومن المعروف أنّ نازحين آخرين كثراً لا يمكن تسجيلهم لدى الأمم المتحدة، خصوصاً من نزحوا إلى مناطق نائية.
ونزح آلاف من أهالي أقاليم جنوب أفغانستان داخل الأقاليم نفسها، أو إلى العاصمة كابول ومحيطها. وفي شرق البلاد، خصوصاً إقليم ننجرهار الحدودي مع باكستان، نزحت آلاف الأسر من المديريات الحدودية هرباً من تنظيم "داعش". وبالرغم من سيطرة القوات الحكومية مجدداً على تلك المناطق، لم يعد الأهالي بعد.