تحرش بالممرضات المنزليات في اليابان

28 مارس 2019
هل من تقدير كامل لها؟ (Getty)
+ الخط -
تزداد أزمة التحرش في اليابان خطورة، وتتحول شيئاً فشيئاً إلى مستوى الظاهرة، مع تسجيل أرقام ونسب مرتفعة، في العديد من القطاعات، سواء في الوظائف العامة أو الشركات الخاصة أو المنازل. آخر هذه الأرقام برزت بخصوص قطاع التمريض، واستهدف المسح الاجتماعي تحديداً الممرضات والممرضين الذين يقدمون خدمات الرعاية الصحية في المنازل.

يستعرض موقع "جابان توداي" الياباني المسح الأخير الذي أجرته وكالة حكومية، وأشار إلى أنّ 50 في المائة من الممرضات والممرضين واجهوا أحد أشكال التحرش من جانب من يتلقون منهم الرعاية الصحية بالذات.

المسح أجرته وزارة الصحة اليابانية، بالتعاون مع مكتب العمل والرفاه الاجتماعي، حول العاملات والعاملين في قطاع التمريض. وتبيّن فيه أنّ 81 في المائة ممن أبلغوا عن حوادث تحرش تعرضوا لها، مرة على الأقل عام 2018، ارتبطت حوادثهم بوقائع نفسية - سلوكية. وتبين أنّ النمط الأكثر تسجيلاً هو السلوك العدائي، والألفاظ السيئة، خصوصاً الشتائم والألفاظ ذات الطابع الجنسي.

شمل المسح 10.112 عاملاً في مجال التمريض، من بينهم 2532 يعملون في مجال الرعاية الصحية المنزلية. وتبيّن فيه أنّ 42 في المائة من الذين أبلغوا عن حالات تحرش كانت حوادثهم مرتبطة باعتداء جسدي، بما في ذلك رمي أشياء على الممرضات والممرضين، بينما أبلغ 37 في المائة منهم عن تحرش جنسي، بحسب المسح.

لا يقتصر الأمر على المرضى المتحرشين بالممرضات والممرضين، بل يمتد إلى غيرهم، فقد أبلغ 17 في المائة من المتحرش بهم أنّ من ارتكب ذلك هم أقارب المرضى. ومع سؤال الممرضات والممرضين عن أسباب التحرش بهم، اقترح 43 في المائة منهم أنّ المرضى وأفراد عائلاتهم لا يفهمون بالضبط ما هي واجبات الممرض والممرضة، وما هي الحدود التي يتوقفون عندها، بينما اقترح 39 في المائة منهم أنّ العاملات والعاملين في التمريض المنزلي ليسوا محلّ تقدير من جانب المستفيدين من خدماتهم.

التحرش بمقدمي خدمات الرعاية الصحية في المنازل يمثل مسألة خطيرة جداً، لا سيما أنّ معظمهم هنّ من الممرضات الإناث اللواتي يقدمن تلك الخدمات الخاصة وحدهن في المنازل.




في أغسطس/ آب الماضي، تقدم "اتحاد اليابان لخدمات الرعاية التمريضية"، وهو اتحاد عمالي وطني، شكله العاملون في هذا المجال، التماساً إلى وزارة العمل، طالبوا فيه بحماية قانونية أفضل من أشكال التحرش الجنسي وغيرها من الضغوط في مكان العمل. كذلك، حثّوا الحكومة على تقديم الدعم لهم، ليقوم بكلّ زيارة إلى مريض عاملان (مهما كان جنسهما) بدلاً من عامل واحد.
المساهمون