بولسونارو يواجه فريري في مدارس البرازيل

03 مارس 2019
باولو فريري (لوحة لـ: لويز كارلوس كابيلانو)
+ الخط -
البرازيل تشهد تغييراً، إذ يحكمها الآن رئيس يميني، مقرّب - في أفكاره على الأقل - من الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وهكذا أعلن المسؤولون مؤخراً، خططاً لإزالة مواضيع تتعلق بحقوق النساء، والنضال النسوي، وحقوق المثليين من الكتب المدرسية، في إطار أشمل للتغيير في المناهج ومخرجات المدارس.

ينتقد الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو ومسؤولون آخرون أفكار باولو فريري (1921 - 1997)، أحد أشهر معلمي البرازيل، وهو المؤلف التربوي الذائع الصيت عالمياً، من خلال كتابه الشهير "تعليم المقهورين" الذي يركز على ضرورة وصول التعليم إلى أبناء الطبقات المسحوقة، وعلى تسامح المقهورين مع قاهريهم حين يصلون إلى الحكم، وعدم الانتقام منهم كي لا يكونوا مثلهم.

يشير تقرير من موقع "ليرنينغ إنغليش" الذي يتناول أخبار القارّة الأميركية، إلى أنّ العديد من التربويين يقولون إنّ الحكومة تريد محاربة عدوّ غير موجود. وفيما قد لا ينتبه التلاميذ كثيراً للتغييرات التي ستطرأ، فإنّ التغييرات الكبرى آتية لاحقاً. فبالنسبة للحكومة، تبدأ المعركة الإيديولوجية بإزالة إرث فريري من المدارس، إذ يتهمه بولسونارو ومن معه، بتقديم منهجية تحوّل التلاميذ إلى "مناضلين سياسيين"، مشيرين إلى أنّ أساليب فريري تشجع التلاميذ على مقاومة القيم والمؤسسات التقليدية مثل العائلة والكنيسة.



في المقابل، يريد بولسونارو وفريقه، تحويل اتجاه مدارس البرازيل لاعتناق منهجية تربويين آخرين، من قبيل أولافيو دي كارفالو، الذي يعيش في الولايات المتحدة ويشتهر بآرائه المناهضة للاشتراكية. وفيما تشدد مؤلفات فريري على مسؤولية الحكومة عن تعليم الشعب البرازيلي، بمن في ذلك المزارعون الفقراء غير القادرين على القراءة، فإنّ دي كارفالو يؤمن بضرورة تقليص دور الحكومة في التعليم، وتحميل المدارس الخاصة أو الدينية هذه المسؤولية، معلناً أنّ "على المجتمع أن يعلِّم نفسه بنفسه".

من جهتها، تقول التربوية كلوديا كوستان، إنّ الجهود الحكومية يجب أن تركز على أمور أخرى، مثل تدريب المعلمين، وتحسين أجورهم، وجعل اختبارات الدخول إلى هذه الوظيفة أكثر صعوبة.




وتظهر خطورة النهج الجديد من خلال الأرقام. ففي العام الماضي، وصل عدد التلاميذ في المدارس الحكومية البرازيلية إلى 39.5 مليون تلميذ، أما تلاميذ المدارس الخاصة فقد بلغوا 9 ملايين تلميذ. كذلك، تقول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، إنّ لدى البرازيل واحداً من أكبر أعداد البالغين من دون تعليم ثانوي في العالم. وتتسم المدارس بالاكتظاظ، وانخفاض أجور المعلمين، وغالباً ما تكون المباني المدرسية في حاجة إلى ترميم وصيانة.
المساهمون