باحثون في ندوة بـ"معهد الدوحة": أزمة المياه تؤدي إلى الحروب

17 مارس 2019
تركيز على خطورة الوضع عربياً (العربي الجديد)
+ الخط -
أكد باحثون، من العاصمة القطرية الدوحة، أنّ أزمة المياه قد تؤدي إلى نشوب الحروب والنزاعات، وأوصوا بضرورة الاهتمام بها، والتعامل معها بصورة جادة، ولفتوا إلى أنّ قضية المياه ليست أولوية في إطار السياسات المتبعة في المنطقة العربية، وهذا ما يضفي عليها مزيداً من التعقيد.

وعقد مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني في "معهد الدوحة للدراسات العليا" بالتعاون مع مكتب الدوحة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، مساء الأحد، في مقر المعهد، ندوة نقاشية بعنوان "موارد المياه والنزاعات والهشاشة في العالم العربي". وقدّم رئيس قسم العلوم الإنسانية والاجتماعية والآداب، في جامعة "كولورادو للمناجم" الأميركية، حسين عامري، لمحة عامة عن القضايا التي تؤرق المنطقة العربية، مركزاً على قضية الأمن المائي، وندرة مصادر المياه، والتغيرات المناخية.

وقال في حديثه عن الأمن المائي: "إنّ الإنسان العربي يحتاج إلى كميات أكبر من المياه مقارنة بالماضي، نسبة للتغيرات، والتطورات في عالم اليوم" مشيراً إلى أنّ أزمة المياه هي أزمة قد تؤدي إلى نشوب الحروب والنزاعات، لذلك يجب الاهتمام بها، والتعامل معها بصورة جادة.



وأضاف عامري أنّ التغيرات المناخية، والاستخدام المفرط للمياه، بالإضافة إلى تلوثها، والتنافس الجيوسياسي حول مصادرها، من الممكن أن تؤدي في المحصلة النهائية إلى التوتر والنزاع. وعدّد المتخصص في قضايا النزاعات أربعة عناصر أساسية للأمن المائي تتمثل في العنصر البيئي، والاقتصادي، والإنساني، والتقني، موضحاً أنّ هذه العناصر تؤثر بصورة أو بأخرى على مصادر المياه. وذكر عامري أنّ بلدان الخليج العربي تستخدم ما يعادل 50 في المائة من المياه المحلاة في العالم.



بدوره، قال الباحث في مركز التنمية المستدامة بجامعة "قطر" محمد السعيدي: "مسألة المياه في العالم العربي تتميز بالتعقيد الشديد، نسبة لشح مصادر المياه، وزيادة عدد السكان، فضلاً عن الاعتماد الكبير على الموارد المائية، ووجود قطاعات كبيرة من السكان ممن يعيشون على فلاحة الأرض". وأكد أنّ قضية المياه ليست أولوية في إطار السياسات المتبعة في المنطقة العربية، وهذا ما يضفي عليها مزيداً من التعقيد".

وركز الدكتور لورنت إيه لامبرت، من معهد البحوث الاجتماعية والاقتصادية المسحية، بجامعة "قطر" على التغير المناخي، باعتباره العنصر الأساسي في تغيير قواعد اللعبة حول شح المياه. وطرح عدة خيارات للمساعدة في حلّ هذه المشكلة، موضحاً أنّ تحلية المياه، بالرغم  من كلفتها الباهظة، تعدّ الخيار الأفضل لتجنب الدخول في نزاعات.
وتأتي الندوة في إطار سلسلة الندوات الدورية التي ينظمها مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني في "معهد الدوحة" بالتشارك مع مختلف المؤسسات، والمنظمات الإقليمية والدولية المهتمة بقضايا النزاع، والعمل الإنساني.
المساهمون