وقال عماد، الذي يرافق والده الذي يعاني من مرض في القلب، لـ"العربي الجديد": "جلبت أبي إلى المشفى الوطني في السويداء، فهالتني حالة المشفى السيئة. وضعوه في قسم القلب لمدة 24 ساعة تحت المراقبة. وضعوا أبي على السرير من دون أي أغطية، في حين لا توجد تدفئة في المشفى، فاتصلت بصديقي ليجلب أغطية وبعض الحاجيات".
وتابع: "الغرفة سيئة، ويقيم فيها ستة مرضى، والرطوبة واضحة في السقف والجدران، وعندما فتحت الخزانة المجاورة للسرير كانت الصدمة، فالصراصير تتجول بكل راحة، وحتى على الجدار وعلى سرير والدي، وكأنها لم تنظف منذ زمن. ورغم كل ذلك فالغرفة تعد نظيفة مقارنة بالحمامات التي لا أعلم كيف أصفها، فالروائح خانقة، والمياه الآسنة منتشرة، ولا يوجد أي نوع من مواد التنظيف أو التعقيم".
وقال إن الرد على أي معترض يكون "إن كان لا يعجبكم الوضع فاذهبوا إلى المشافي الخاصة، وكأنه ممنوع علينا أن نعترض على سوء وضع المشفى لأنه مجاني، ومن جهة أخرى فواقع المشافي الخاصة في السويداء ليس أفضل كثيرا من المشفى الوطني".
وقالت أم ورد حسن، التي ترافق طفلها في المشفى الوطني، لـ"العربي الجديد"، إن "مسألة سوء النظافة في المشفى قديمة، ولم تجد إدارة المشفى أو مديرية الصحة الملاصقة له حلولا، لكن الحال يتطور من سيئ إلى أسوأ، وعندما تم تجديد قسم الأطفال لم تستطع الإدارة الحفاظ عليه، فسرعان ما تراجع وضعه إلى ما وصل إليه اليوم".
وأضافت: "لا أعلم ما الذي يمنعهم من الإبقاء على الحمامات نظيفة؟ وأين المعقمات والمنظفات؟ ولما سألت المستخدمة التي تشطف الأرض لماذا لا تنظفون الخزانات وتجدون طريقة للتخلص من هذه الحشرات؟ قالت: لست مسؤولة عن هذا".
من جهته، قال مصدر من المشفى، طلب عدم الكشف عن هويته، لـ"العربي الجديد": "لدينا الكثير من المشكلات، أولها نقص الكادر، وضعف الرواتب، وعدم وجود محفزات للعمل، في حين يستقبل المشفى أعدادا كبيرة من المرضى والمرافقين يوميا، ولا يوجد نظام في المشفى يحدد موعد الزيارات أو عدد المرافقين".
وتابع المصدر: "البنية التحتية في المشفى قديمة، ويحتاج إلى ترميم وتوسيع لخدمة الأعداد التي تراجعه. والمرضى والمرافقون يتحملون جزءا من المسؤولية، إذ إنهم في الغالب لا يراعون الحفاظ على نظافة مرافق المشفى".
والمشفى الوطني هو المشفى الحكومي الوحيد في مدينة السويداء، في حين أن هناك ثلاث مشافٍ عامة في ريف السويداء موزعة على صلخد وسالي وشهبا، وجميعها تعاني من نقص الكادر، وعدم توفر الأدوية، وإن كان مستوى النظافة بها أفضل من مشفى السويداء، بسبب قلة المراجعين.