إضراب المدرسين يتواصل في ريف حلب بسبب غياب الدعم

16 نوفمبر 2019
معلمون مضربون عن العمل في ريف حلب (فيسبوك)
+ الخط -
يواصل معلمون إضرابهم في ريفي حلب الغربي والشمالي الغربي، احتجاجا على انقطاع الرواتب منذ أوقفت المنظمات الداعمة دفع أجور المعلمين البالغ عددهم 3500 مدرس يعملون في 275 مدرسة تضم نحو 90 ألف طالب.

وقال أحد المدرسين، الذي فضل عدم ذكر اسمه، لـ"العربي الجديد"، إن "ظروف العملية التعليمية في المناطق المحررة شديدة الصعوبة، حيث حرم الطلاب من الكتب والقرطاسية، ثم حرم المعلمون من رواتبهم، فمنذ سبعة أشهر لم يحصل أي معلم على أي مقابل مادي أو أجر، والمعلمون كغيرهم بحاجة لتوفير متطلبات المعيشة لأسرهم، ونتيجة كل هذه التراكمات كان لا بد من تنفيذ الإضراب عن العمل".

وتابع: "الإضراب ليس ضد شخص بعينه أو جهة بعينها، بل هو لصالح الطلاب المهددين بفقدان عام دراسي كامل، ونطالب المنظمات والجهات الدولية باستئناف دعم العملية التعليمية في المنطقة نظرا لما يترتب على توقفه من أمور كارثية، والإضراب هدفه أن يشعر الجميع بما يعانيه المدرس في المنطقة، ونحن مصرون على مواصلته حتى تحقيق مطالبنا بشكل كامل".
وأكد المكتب الإعلامي في النقابة السورية للمعلمين في حلب، لـ"العربي الجديد"، أن "الإضراب مستمر، ودخل المرحلة الثالثة، والمعلمون المقطوع عنهم الدعم يبلغ عددهم 3 آلاف معلم، بينما يتجاوز عدد الطلاب المتضررين 50 ألفا".
وأوضح نقيب معلمي حلب الأحرار، عمر ليلى، أن "عدد المدارس المشاركة في الإضراب يقدر بالمئات في كل من مناطق إدلب وحلب، وهذا الإضراب دعت إليه مجموعة من المعلمين، والنقابة العامة للمعلمين الأحرار تقف مع المطالب المشروعة لهم، والتي تتمثل بحصول المعلم على حقوقه التي تضررت منذ إيقاف المنظمات المانحة نسبة كبيرة من المنح المخصصة لدعم التعليم".
وأضاف النقيب: "طالبنا بالاستجابة لمطالب المعلمين، ونظمنا وقفات احتجاجية بهذا الخصوص، وناشدنا كل الجهات المعنية في الداخل والخارج، وفي الأمم المتحدة والجهات الداعمة ضرورة دعم هذا القطاع لما له من أهمية قصوى".

وقال المدرس من مدينة بنش، محمد رجب، لـ"العربي الجديد"، إن "إيقاف الدعم كان له أثر واضح على المدرسين، فالمدرس يمكنه أن يتدبر أموره المعيشية لمدة شهر أو شهرين، لكن أن يتجاوز الأمر سبعة أشهر، فهذا وضع بالغ الصعوبة".
وأوضح رجب: "الوضع كارثي، وكأن المقصود من إيقاف الدعم إرغام الطلاب على ترك المدارس، وهذا يحصل الآن، فالمدرسون لم يعودوا قادرين على العمل بشكل تطوعي، ولجأ بعضهم للبحث عن فرص عمل أخرى خارج مجال التعليم، وأنا شخصيا أتدبر مصاريف عائلتي من بقالة أمتلكها".
وبدأت مدارس في ريف حلب الغربي إضرابا مفتوحا في التاسع من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بهدف لفت نظر الجهات المانحة لقطاع التعليم إلى ضرورة استئناف دعم المدارس، ثم انتشرت دعوة الإضراب لتشمل المزيد من المدارس في المنطقة.

المساهمون