يتعرض بعض التلاميذ في تونس لاعتداءات من حين إلى آخر خارج أسوار المدارس من قبل عصابات، ما يجعل الأهالي وآخرين يطالبون بحماية هذه الأماكن أمنياً، مع أن ما يحصل لا يزال حجمه محدوداً.
يقع بعض من التلاميذ في تونس ضحية اعتداءات جسدية وأعمال عنف ونهب. ولا يتردد السارقون/المنحرفون في أخذ هواتفهم الجوالة ومصروفهم اليومي وأحياناً أحذيتهم في محيط مدارسهم ومعاهدهم. وعلى الرغم من أن هذه الحوادث ليست ظاهرة من ناحية الحجم، إلا أن وقوعها من حين إلى آخر يدعو إلى مزيد من الحماية والحيلولة دون وقوع أية اعتداءات.
تعطّلت الدروس في تاريخ 30 سبتمبر/ أيلول الماضي في المدرسة الإعدادية "دار الأمان" في القيروان وسط تونس، بسبب اعتداءات لفظية وجسدية على التلاميذ والكادر التربوي وأولياء الأمور من قبل عدد من اللصوص. واحتج الكادر التربوي داعياً إلى ضرورة تمركز قوة أمنية من أجل الحفاظ على سلامتهم.
تؤكد أماني، وهي في صف البكالوريا، لـ"العربي الجديد"، أنّها تعرضت أخيراً لسرقة هاتفها الجوال قرب المعهد الذي تدرس فيه، وتشير إلى أن الناس كانوا يتابعون ما يحصل من دون أن يتدخل أحد. وتلفت إلى أن هذه الحادثة سجلت في وضح النهار، وعادة ما يختار السارقون الهواتف الجوالة والمال أو النظارات الشمسية وكل ما يمكن أن يعجبهم.
من جهته، يقول زميلها محمد إن "هؤلاء المنحرفين لا يتوانون عن رصد التلاميذ قرب محيط المعاهد، ويستولون على الهواتف والحواسيب. وهناك من طلب من أحد التلاميذ نزع حذائه الرياضي الباهظ الثمن، والذهاب في حال سبيله، مؤكداً أنه لا بد من تأمين محيط المدارس أكثر.
اقــرأ أيضاً
ويؤكد إيهاب الذي يدرس في معهد في المدينة الجديدة وسط تونس العاصمة، أنه يتوخى الحذر كلما وصل إلى شارعين قريبين من المعهد، إذ عادة ما يوجد السارقون هناك ويتربصون بالتلاميذ لسلبهم أي شيء يعجبهم من قبعات وساعات يدوية وهواتف. ويشير إلى أن معظم التلاميذ لا يجلبون معهم هواتفهم. وإن حملوها، فعادة ما يحاولون إخفاءها.
من جهته، يشير التلميذ كمال إلى أنهم أصبحوا يعرفون هيئة هؤلاء وأماكنهم. وعادة ما يختارون الزوايا والأمكنة التي لا يقصدها الكثير من الناس، وينتظرون حتى بداية حلول الظلام للإيقاع بالضحية. وتكثر هذه السرقات خلال فصل الشتاء، مبيناً أن بعض الأشخاص باتوا معروفين في المنطقة. وينتقد قلة عدد رجال الأمن في محيط معهدهم، فـ"الحارس يؤمن المعهد من الداخل لكن لا بد من دوريات أكثر في محيط المعاهد". ويلفت إلى أن الخوف أكبر على الفتيات بسبب احتمال تعرضهن لاعتداءات وكلام بذيء.
تلفت الأربعينية سنية إلى أنها ترافق ابنتها التي تدرس بالسنة الثامنة- إعدادي- في الذهاب والإياب يومياً من المعهد خشية أية حوادث ممكنة وتحسباً من عمليات السلب والسرقة، مؤكدة أنها منعت أولادها من حمل أي مصروف مالي معهم وحمل الهواتف، وتحذر من أن هؤلاء المنحرفين يمكنهم تجاوز السرقة إلى الاعتداء الجسدي، وبالتالي لا بد من تكثيف الجوانب الأمنية في محيط المدارس.
ويشير فادي، وهو تلميذ في المدرسة الابتدائية، إلى سرقة هاتفه ومصروفه من حقيبته المدرسية، مؤكداً أنّ بعضهم يستولي حتى على مبالغ زهيدة كربع دولار. ويعتبر أن مثل هذه الحوادث لا تقع من قبل المنحرفين فقط، بل أيضا تلاميذ يكبرونهم سناً، وهؤلاء يضربونهم ويسلبونهم.
اقــرأ أيضاً
من جهته، يرى رئيس جمعية أولياء التلاميذ رضا الزهروني، خلال حديث لـ"العربي الجديد"، أنه لا بد من استراتيجية تعتمد على تنظيم وقت الدراسة وتقليص ساعات الفراغ ليبقى التلاميذ داخل المحيط المدرسي وليس خارجه. ويطالب بإعادة قاعات المراجعة التي كانت موجودة وتم التخلي عن الكثير منها، إذ إنها تحميهم من المخاطر خارج الأسوار المدرسية. ويؤكد أنه لا بد من تضافر جهود أولياء الأمور والإطار التربوي ووزارة التربية والتنسيق مع وزارة الداخلية. ويوضح المتحدث أن المنتهكين يوجدون في محيط المعاهد، التي غالباً ما تكون معروفة. ولا بد من تعميم صورهم لدى المؤسسات التربوية، والتأكيد على ضرورة مرافقة أولياء الأمور التلاميذ، خصوصاً في المسالك والمواقع الخطرة أو المشبوهة، إضافة إلى تجنب حمل أغراض ثمينة كالقلادات الذهبية والهواتف الباهظة والأموال.
ويشدد المتحدث على ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة بحق كل من يعتدي على تلاميذ للحيلولة دون تكرر مثل هذه الحوادث. ويؤكد أنه لا بد من توفير مناخ سليم وتحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للشباب، لأن هؤلاء المنحرفين هم ضحية التسرب المدرسي (100 ألف متسرب سنوياً في المراحل الإعدادية). هؤلاء يتم الدفع بهم إلى المجهول بدل تشجيعهم على التعليم. بالتالي، المنظومة ككلّ تعاني، على حد تعبير الزهروني.
ويدعو إلى ضرورة تحديد المؤسسات التربوية المعنية والمخاطر الممكنة التي تتضمن نسبة حوادث مرتفعة، كي يعرف مثلاً رجل الأمن والمربي أدوارهما، وتقييم الأداء عاماً بعد عام. ويلفت المسؤول عن الإعلام في وزارة التربية، محمد الحاج طيب، لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ الوزارة في صدد العمل على الأمر، وقد تولت خلال هذا العام تقليص ساعات الفراغ لأن الجداول أنجزت مبكراً. ويشير إلى تعيين مستشار أمني في وزارة التربية حديثاً، بهدف التنسيق مع المعاهد والمؤسسات التربوية حول الحوادث التي تقع، وتلقي أية شكاوى، وتعزيز محيط المؤسسات التربوية من خلال دوريات متنقلة.
ويعتبر الزهروني أن التنسيق بين وزارة التربية والداخلية لحماية المحيط المدرسي من أية اعتداءات ممكنة، أمر ضروري، إضافة إلى البلديات لتوفير الإنارة خصوصاً مع اقتراب فصل الشتاء.
يقع بعض من التلاميذ في تونس ضحية اعتداءات جسدية وأعمال عنف ونهب. ولا يتردد السارقون/المنحرفون في أخذ هواتفهم الجوالة ومصروفهم اليومي وأحياناً أحذيتهم في محيط مدارسهم ومعاهدهم. وعلى الرغم من أن هذه الحوادث ليست ظاهرة من ناحية الحجم، إلا أن وقوعها من حين إلى آخر يدعو إلى مزيد من الحماية والحيلولة دون وقوع أية اعتداءات.
تعطّلت الدروس في تاريخ 30 سبتمبر/ أيلول الماضي في المدرسة الإعدادية "دار الأمان" في القيروان وسط تونس، بسبب اعتداءات لفظية وجسدية على التلاميذ والكادر التربوي وأولياء الأمور من قبل عدد من اللصوص. واحتج الكادر التربوي داعياً إلى ضرورة تمركز قوة أمنية من أجل الحفاظ على سلامتهم.
تؤكد أماني، وهي في صف البكالوريا، لـ"العربي الجديد"، أنّها تعرضت أخيراً لسرقة هاتفها الجوال قرب المعهد الذي تدرس فيه، وتشير إلى أن الناس كانوا يتابعون ما يحصل من دون أن يتدخل أحد. وتلفت إلى أن هذه الحادثة سجلت في وضح النهار، وعادة ما يختار السارقون الهواتف الجوالة والمال أو النظارات الشمسية وكل ما يمكن أن يعجبهم.
من جهته، يقول زميلها محمد إن "هؤلاء المنحرفين لا يتوانون عن رصد التلاميذ قرب محيط المعاهد، ويستولون على الهواتف والحواسيب. وهناك من طلب من أحد التلاميذ نزع حذائه الرياضي الباهظ الثمن، والذهاب في حال سبيله، مؤكداً أنه لا بد من تأمين محيط المدارس أكثر.
ويؤكد إيهاب الذي يدرس في معهد في المدينة الجديدة وسط تونس العاصمة، أنه يتوخى الحذر كلما وصل إلى شارعين قريبين من المعهد، إذ عادة ما يوجد السارقون هناك ويتربصون بالتلاميذ لسلبهم أي شيء يعجبهم من قبعات وساعات يدوية وهواتف. ويشير إلى أن معظم التلاميذ لا يجلبون معهم هواتفهم. وإن حملوها، فعادة ما يحاولون إخفاءها.
من جهته، يشير التلميذ كمال إلى أنهم أصبحوا يعرفون هيئة هؤلاء وأماكنهم. وعادة ما يختارون الزوايا والأمكنة التي لا يقصدها الكثير من الناس، وينتظرون حتى بداية حلول الظلام للإيقاع بالضحية. وتكثر هذه السرقات خلال فصل الشتاء، مبيناً أن بعض الأشخاص باتوا معروفين في المنطقة. وينتقد قلة عدد رجال الأمن في محيط معهدهم، فـ"الحارس يؤمن المعهد من الداخل لكن لا بد من دوريات أكثر في محيط المعاهد". ويلفت إلى أن الخوف أكبر على الفتيات بسبب احتمال تعرضهن لاعتداءات وكلام بذيء.
تلفت الأربعينية سنية إلى أنها ترافق ابنتها التي تدرس بالسنة الثامنة- إعدادي- في الذهاب والإياب يومياً من المعهد خشية أية حوادث ممكنة وتحسباً من عمليات السلب والسرقة، مؤكدة أنها منعت أولادها من حمل أي مصروف مالي معهم وحمل الهواتف، وتحذر من أن هؤلاء المنحرفين يمكنهم تجاوز السرقة إلى الاعتداء الجسدي، وبالتالي لا بد من تكثيف الجوانب الأمنية في محيط المدارس.
ويشير فادي، وهو تلميذ في المدرسة الابتدائية، إلى سرقة هاتفه ومصروفه من حقيبته المدرسية، مؤكداً أنّ بعضهم يستولي حتى على مبالغ زهيدة كربع دولار. ويعتبر أن مثل هذه الحوادث لا تقع من قبل المنحرفين فقط، بل أيضا تلاميذ يكبرونهم سناً، وهؤلاء يضربونهم ويسلبونهم.
من جهته، يرى رئيس جمعية أولياء التلاميذ رضا الزهروني، خلال حديث لـ"العربي الجديد"، أنه لا بد من استراتيجية تعتمد على تنظيم وقت الدراسة وتقليص ساعات الفراغ ليبقى التلاميذ داخل المحيط المدرسي وليس خارجه. ويطالب بإعادة قاعات المراجعة التي كانت موجودة وتم التخلي عن الكثير منها، إذ إنها تحميهم من المخاطر خارج الأسوار المدرسية. ويؤكد أنه لا بد من تضافر جهود أولياء الأمور والإطار التربوي ووزارة التربية والتنسيق مع وزارة الداخلية. ويوضح المتحدث أن المنتهكين يوجدون في محيط المعاهد، التي غالباً ما تكون معروفة. ولا بد من تعميم صورهم لدى المؤسسات التربوية، والتأكيد على ضرورة مرافقة أولياء الأمور التلاميذ، خصوصاً في المسالك والمواقع الخطرة أو المشبوهة، إضافة إلى تجنب حمل أغراض ثمينة كالقلادات الذهبية والهواتف الباهظة والأموال.
ويشدد المتحدث على ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة بحق كل من يعتدي على تلاميذ للحيلولة دون تكرر مثل هذه الحوادث. ويؤكد أنه لا بد من توفير مناخ سليم وتحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للشباب، لأن هؤلاء المنحرفين هم ضحية التسرب المدرسي (100 ألف متسرب سنوياً في المراحل الإعدادية). هؤلاء يتم الدفع بهم إلى المجهول بدل تشجيعهم على التعليم. بالتالي، المنظومة ككلّ تعاني، على حد تعبير الزهروني.
ويدعو إلى ضرورة تحديد المؤسسات التربوية المعنية والمخاطر الممكنة التي تتضمن نسبة حوادث مرتفعة، كي يعرف مثلاً رجل الأمن والمربي أدوارهما، وتقييم الأداء عاماً بعد عام. ويلفت المسؤول عن الإعلام في وزارة التربية، محمد الحاج طيب، لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ الوزارة في صدد العمل على الأمر، وقد تولت خلال هذا العام تقليص ساعات الفراغ لأن الجداول أنجزت مبكراً. ويشير إلى تعيين مستشار أمني في وزارة التربية حديثاً، بهدف التنسيق مع المعاهد والمؤسسات التربوية حول الحوادث التي تقع، وتلقي أية شكاوى، وتعزيز محيط المؤسسات التربوية من خلال دوريات متنقلة.
ويعتبر الزهروني أن التنسيق بين وزارة التربية والداخلية لحماية المحيط المدرسي من أية اعتداءات ممكنة، أمر ضروري، إضافة إلى البلديات لتوفير الإنارة خصوصاً مع اقتراب فصل الشتاء.