عشرات الأسر ما زالت نازحة في طرابلس

23 يناير 2019
استمر القتال طوال أيام (محمود تركية/ فرانس برس)
+ الخط -

الخوف من مخلفات القتال الذي استمر طوال أيام في جنوب شرق طرابلس، يمنع السكان من العودة إلى منازلهم التي تضرر بعضها

بالرغم من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار نهائياً بين جميع الأطراف، في جنوب شرق العاصمة الليبية طرابلس، منذ مساء الإثنين، بقيت عشرات من الأسر نازحة عن مساكنها، منذ بدء المواجهات، الأربعاء الماضي.

وبحسب إعلانات جهاز الهلال الأحمر، وجهاز الإسعاف والطوارئ، التابعين لحكومة الوفاق، فإنّ 225 أسرة أجليت عن بيوتها الواقعة في مناطق الاشتباكات، فيما عجز الجهازان عن الوصول إلى أكثر من 300 أسرة كانت عالقة وسط المعارك، بسبب شدة القتال، وتعرض فرق الإنقاذ إلى أضرار وصلت إلى حد إصابة بعض أفرادها وسيارات الإسعاف بالرصاص والشظايا.

إجلاء أسرة من مناطق الاشتباكات (العربي الجديد) 












في هذا الإطار، يقول العضو في فرع الهلال الأحمر في طرابلس، ناجي حمودة، إنّ الإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار في طرابلس، لا يعني بدء عودة النازحين، أو حتى نجاة العالقين داخل منطقة التوتر، فالخطر ما زال قائماً. ويوضح حمودة في حديث إلى "العربي الجديد" أنّ "المنطقة ما زالت خطرة بسبب مخلفات الحرب، فمن المؤكد أنّ هناك مخلفات قابلة للانفجار في البيوت والمزارع، وتشكل خطراً كبيراً على الأهالي". يلفت حمودة إلى أنّ انتشال هذه المخلفات يتطلب جهوداً ستبدأ خلال الساعات المقبلة، من خلال أجهزة حكومية متخصصة بتفكيك وإزالة المتفجرات. يتابع أنّ آخر جهود جهاز الهلال الأحمر في إنقاذ الأسر العالقة كان إجلاء 15 أسرة مكونة من 73 شخصاً، بالتزامن مع محاولات للوصول إلى أسر أبلغت عن وجودها داخل مناطق القتال. يشير إلى أنّ شدة القتال وخطر التنقل حدّا في الأيام الماضية من فرص الوصول إلى أصحاب البلاغات التي وصلت إلى الجهاز من خلال أرقامه الهاتفية.




عن الأماكن التي انتقل إليها النازحون، يؤكد حمودة أنّ أغلبهم اتجه إلى منازل أقاربه، داخل أحياء العاصمة أو خارجها في المناطق المجاورة، لكنّه يلفت إلى أنّ الجهاز نشر على صفحاته صوراً تؤكد استمرار تواصله مع الأسر النازحة من خلال توزيع مساعدات إنسانية على أغلبها بالتعاون مع فرقه بالمدن المجاورة.

استمر الهلال الأحمر، حتى أمس الثلاثاء، في تحذير المواطنين من التنقل عبر طرقات قصر بن غشير والسبيعة وسوق الأحد وسوق الخميس بسبب إمكانية وجود بقايا قنابل أو قذائف وغيرها من المخلفات الحربية التي يمكن أن يؤدي انفجارها إلى أضرار بالغة.

من جانبه، طلب جهاز الإسعاف والطوارئ من المواطنين ضرورة الإبلاغ عن أي جسم مشبوه بالقرب من منازلهم أو على الطرقات، مؤكداً اعتزامه نشر علامات تنبيه في المناطق الخطرة للإشارة إلى تجنب المرور بها حتى الانتهاء من تأمينها.

توزيع مساعدات لأسرة نازحة (العربي الجديد) 












ويؤكد فتحي بوفارس، من جهاز الاسعاف والطوارئ، أنّ حصيلة ضحايا الاشتباكات المعلن عنها حتى الأحد الماضي هي 18 قتيلاً و65 مصاباً، لكنّه أشار إلى أنّ من بين القتلى خمسة مدنيين ومن بين المصابين 17 مدنياً، بالإضافة إلى فقدان سبعة مدنيين. ويوضح بوفارس في حديثه إلى "العربي الجديد" أنّ 12 مصاباً غادروا المستشفيات بسبب إصاباتهم الطفيفة، لكنّ خمسة آخرين ما زالوا يتلقون العلاج، من بينهم طفلة ما زالت في غرفة الإنعاش بسبب تضررها بشكل كبير من شظايا قذيفة. ويشير بوفارس إلى استمرار جهود الجهاز في البحث عن المفقودين السبعة، لكنّه يشدد على أنّ بعض المواطنين لا يتعاونون مع جهود الجهات الرسمية، إذ إنّ عدداً من المفقودين ربما عادوا إلى أسرهم من دون أن يجري إبلاغ الجهات الرسمية عن ذلك لتكفّ البحث: "وبالتالي، فنحن الآن لا يمكننا تأكيد حقيقة الرقم الموثّق لدينا".




من جانبها، وثقت المنظمة العربية لحقوق الإنسان (غير حكومية) أضراراً إضافية في مناطق القتال، موضحة أنّ بعض المدارس تعرضت لأضرار من جراء القذائف، من بينها مدرسة الميثاق الوطني التي تعرض طابقها الثاني لأضرار كبيرة. وقالت المنظمة إنّ أضراراً كبيرة أيضاً لحقت بالعديد من المنازل والمحلات التجارية بمناطق السبيعة، وسوق الخميس أمسيحل، وقصر بن غشير، مطالبة البعثة الأممية والمنظمات الدولية بالتدخل من أجل وضع حد نهائي لعدم عودة القتال الذي يهدد أرواح مئات المدنيين في المنطقة.

وكان النقيب بلقاسم الكبير، عضو مديرية أمن قصر بن غشير، قد أكد في تصريح لـ"العربي الجديد"، أمس الثلاثاء، أنّ العودة التدريجية للحياة في مناطق التوتر بدأت منذ صباح أمس، موضحاً أنّ لجان الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين الأطراف مساء الإثنين، بدأت بفتح المسارات والطرقات المقفلة في مناطق الاقتتال.
المساهمون