تلاميذ تونس يحتجون على استمرار أزمة التعليم: مخاوف من سنة دراسية بيضاء

21 يناير 2019
يتواصل الخلاف بين المدرسين ووزارة التعليم (فيسبوك)
+ الخط -
أخذت أزمة التعليم في تونس منعرجاً خطيراً، لاتساع الفجوة بين وزارة التعليم والنقابات ودخول التلاميذ على خطّ الاحتجاجات بسبب تهديد الأزمة مستقبلهم الدراسي وسط مخاوف من سنة دراسية بيضاء.

وتحوّلت احتجاجات التلاميذ من مقاطعة الدروس والتظاهر أمام المعاهد والمدارس، إلى مسيرات غاضبة في عدد من الجهات، وشهدت محافظات بأسرها إضرابات جماعية في معظم المعاهد وتوقفت الدروس وتعطلت الدراسة.

وشهدت محافظات القيروان، وسط غرب البلاد، ومحافظة منوبة، شمال غرب العاصمة، وصفاقس، جنوب شرق البلاد، شللا كاملا في جميع المعاهد، فيما عرفت محافظات قفصة، جنوب غرب البلاد، ومحافظتي سوسة والمهدية، وسط شرق البلاد، مسيرات واحتجاجات للتلاميذ غير مسبوقة.

وقال المنسق العام الوطني في المنظمة الوطنية التلمذية، نسيم حسني، لـ"العربي الجديد"، إنّ التلميذ هو الضحية من وراء الأزمة الخانقة الذي يعرفها التعليم في تونس منذ سنوات، ويزداد الوضع سوءا كل سنة، مشيرا إلى أن الانتفاضة التلمذية نتيجة حتمية للوضع التعليمي المتأزم وغياب أي خيار آخر أمام تواصل انسداد الأفق".

ولفت حسني إلى أن التلاميذ في جميع محافظات البلاد "سيقومون بخطوات تصعيدية، من بينها اعتصامات ومسيرات ووقفات احتجاجية وعرائض وطنية وتوقيف الدروس، وذلك بتأطير من المنظمة التلمذية الوطنية المنعقدة بشكل متواصل للتخطيط للتحركات وسبل النضال المتاحة".

وأضاف أن مطلب التلاميذ في كل محافظات البلاد يتمثل في توضيح أفق إضراب الأساتذة ومعرفة ما ستؤول إليه الأوضاع، ومصير السنة الدراسية الحالية في ظل الخلافات والتجاذبات التي سيطرت على المشهد وباتت تهدد التلميذ أولا والعائلة ثانياً.

من جانبه، اعتبر كاتب عام جامعة التعليم الثانوي، لسعد اليعقوبي، أن من حق التلاميذ الاحتجاج، ومن حق العائلات التونسية الخروج من دائرة الحيرة والضغط بالأشكال التي تريدها لإيجاد حل للأزمة.

كما دعا اليعقوبي، في تصريح صحافي، العائلات التونسية إلى التأكد من الحقيقة المتمثلة في أن النقابة لديها مطالب والحكومة ترفض التفاوض معها.

توقف الدراسة في معظم المعاهد (فيسبوك)

وأضاف اليعقوبي أنّ "الامتحانات متوقفة كليا ولن تجري سواء المراقبة أو التأليفية، إلا بعد التوصل إلى اتفاق"، مؤكدا التمسك بمطالبهم وعدم التراجع عنها.

وأعلن اليعقوبي أن الهيئة الإدارية للنقابة أقرت يوم غضب جهوي، الأربعاء القادم، الموافق لـ23 يناير/ كانون الثاني 2019، في كل المحافظات، ويوم غضب وطني في 6 فبراير/ شباط المقبل.

التلميذ ضحية الأزمة المتواصلة (فيسبوك)

وحذر اليعقوبي من توتر الأوضاع والاحتقان خاصة أمام توقف الدروس نتيجة احتجاج التلاميذ، محملا مسؤولية ما ستؤول إليه الأوضاع لوزير التربية حاتم بن سالم ورئيس الحكومة يوسف الشاهد.

من جانب آخر، أودع المئات من أولياء تلاميذ المرحلتين الإعدادية والثّانوية شكايات قضائية  لدى النيابة العمومية بالمحاكم الابتدائية بعديد من المحافظات ضدّ الجامعة العامة للتّعليم الثّانوي، وذلك بوصفهم متضرّرين من قرار مقاطعة الامتحانات ومجالس الأقسام بالنّسبة للثّلث الأول من السّنة الدّراسية الحالية.

تهديد مستقبلهم الدراسي (فيسبوك) 




وأوضح المنسق الوطني لحركة "أولياء غاضبون" حسن بن عبد العزيز الشك، في تصريح صحافي، أنّ ممثلي الأولياء الذين قدّموا الشّكايات تسلموا وصولات تفيد بالإذن بفتح تحقيق جزائي (قضائي)، وتتبع المشتكى بهم وكل من سيكشف عنه التحقيق، وذلك بالخصوص من أجل جرائم القيام بإضراب غير شرعي المنصوص عليها في مجلة الشّغل، وتعطيل إجراء العمل بالقوانين والاستعفاء من الخدمة المنصوص عليها بالمجلة الجنائية.

المساهمون