أعلنت أجهزة الأمن الجزائرية، عن تفكيك 30 شبكة كانت تقوم بتنظيم رحلات هجرة سرية للمهاجرين غير النظاميين، مقابل أموال تدفع للمهربين في منطقة وهران غربي الجزائر.
وكشف تقرير عام نشره جهاز الدرك الوطني في منطقة وهران، أنّ الأجهزة الأمنية نجحت في تفكيك ما لا يقل عن 30 شبكة للهجرة غير الشرعية عبر البحر خلال السنة الماضية، وأكد أنه تم "توقيف أكثر من 55 عنصرا من هذه الشبكات التي كانت تؤمن ممرات وقوارب للمهاجرين.
كما أشار إلى اعتقال 261 شخصا شكّت السلطات في صلتهم بشبكات الهجرة، وتمت إحالتهم
إلى العدالة ضمن 145 قضية تخصّ تهريب المهاجرين والتواطؤ على الهجرة غير الشرعية عبر البحر.
وبحسب التقرير الأمني، فقد تم تسجيل زيادات في عدد الشبكات التي تنظم رحلات الهجرة السرية وأعضائها، حيث تم في عام 2017 توقيف 133 من عناصر هذه الشبكات، وتسجيل 132 قضية تهريب للمهاجرين عبر البحر.
ووفّرت بعض الشبكات مقابل مبالغ مالية مهمة ما يعرف بـ"رحلات في آي بي" لمهاجرين غير شرعيين، وتكون هذه الرحلات على قوارب مجهزة ومضمونة وتتوفر على ظروف أفضل للهجرة.
ويصنف القانون هذا النوع من القضايا كجرائم، ويعاقب القانون الصادر عام 2005 الخاص بالهجرة غير الشرعية ومغادرة التراب الوطني بشكل غير قانوني، بالسجن لمدة خمس سنوات، عناصر الشبكات المسؤولة عن تنظيم عمليات الهجرة السرية عبر البحر أو البر.
ويكشف تقرير جهاز الدرك، عن إحباط محاولة تهريب 1160 شخصاً، من جنسيات جزائرية وغيرها، عبر سواحل منطقة وهران فقط، وحجز معدات كثيرة تتمثل في 106 قوارب كانت ستستخدم للهجرة السرية.
وتعد منطقة وهران من أبرز بؤر الهجرة السرية في الجزائر، حيث تنطلق منها بشكل يومي عمليات هجرة عبر البحر لمهاجرين يحاولون الوصول إلى السواحل الإسبانية القريبة، كان آخرها محاولة هجرة غير شرعية لـ18 شخصا الثلاثاء الماضي.
وتزايدت في الأشهر الأخيرة، عمليات الهجرة السرية من السواحل الغربية كوهران والغزوات وعين تموشنت باتجاه إسبانيا، ومن السواحل الشرقية كعنابة والطارف والقالة باتجاه إيطاليا.
وأخفقت التدابير الزجرية التي اتخذتها السلطات الجزائرية لمنع انطلاق وعبور قوارب الهجرة، والجهود التحسيسية بمخاطرها، في ثني الشباب الجزائري عن ركوب قوارب الموت رغم المخاطر وحوادث الغرق المأساوية.
ويفسر الباحث المتخصص في علم الاجتماع، نور الدين بكيس، لـ"العربي الجديد" هذه المفارقة، المتمثلة في إصرار الشباب على الهجرة رغم المخاطر، وعجز الدولة عن إقناعهم بالعمل في البلاد، بكونها "مسألة مرتبطة بحالة إحباط يعاني منها الشباب الجزائري بشأن غياب أفق لتحسين حالته الاجتماعية، بسبب تردي الوضع الاقتصادي وفشل السياسات الحكومية في التنمية".
ويوضح أنّ " عدداً من الشباب ما زال متأثرا بالدعاية التي تجعل من الحلم الأوروبي ممكنا، خاصة أنّ بعض المهاحرين الذين ينجحون في الهجرة، يعودون إلى البلاد في أوضاع اجتماعية جيدة تثير الرغبة في الهجرة لدى أقرانهم في الجزائر".