تشهد مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار، غرب العراق، بعد نحو ثلاث سنوات من تحريرها من تنظيم "داعش" الإرهابي، خروقات أمنية تتمثل في تزايد حالات السطو المسلح والسرقة التي تنفذها عصابات منظمة.
وكشف ضابط في مديرية شرطة الفلوجة لـ"العربي الجديد"، أن تزايد حالات السطو المسلح والسرقة أصبح مقلقا خلال الأسابيع الأخيرة، مؤكدا أن عصابات منظمة تقف وراء ذلك. "تلقينا أكثر من بلاغ خلال الأيام الماضية عن قيام متسولات بتنفيذ عمليات سطو مسلح في أحياء جنوب الفلوجة، وكوادر الشرطة تعمل ليل نهار من أجل السيطرة على تمدد هذه العصابات".
وقال فراس العيساوي، وهو مسؤول محلي في منطقة "جبيل"، جنوب الفلوجة، إنّ متسولتين هاجمتا، الأربعاء، أحد المنازل الواقعة خلف جامع التقوى بالمنطقة بالسكاكين، مشيرا لـ"العربي الجديد"، إلى أنهما قامتا بسرقة جميع محتويات المنزل من أموال ومقتنيات، فضلا عن الاعتداء على النساء والأطفال الذين كانوا فيه. "الحادثة ليست الأولى، إذ شهد حي الشهداء المجاور جرائم مماثلة، وبسؤال السكان تبين أن المتسولات ينفذن الجرائم في ظل حماية من سيارات حديثة فيها أشخاص غرباء".
وأوضح عمر خالد، وهو صاحب محل لبيع الذهب في سوق النزيزة، وسط الفلوجة، لـ"العربي الجديد"، أن عددا من زبائنه من النسوة تعرضن للسرقة من قبل نساء بعد خروجهن من محله. "بعض النساء المتسترات برداء التسول يتوقفن لساعات طويلة بالقرب من مدخل سوق الصاغة، من أجل اختيار الأشخاص الخارجين من محال الذهب، قبل أن يتم الاقتراب منهن في المناطق المزدحمة من أجل سرقة ما في جيوبهن أو الحقائب اللاتي يحملنها".
أما خالد دحام، وهو أحد عناصر فوج الطوارئ المسؤول عن حماية الفلوجة، فأوضح لـ"العربي الجديد"، أن السكان يخشون في كثير من الأحيان مواجهة اللصوص خشية ارتباطهم بمليشيات متنفذة في المدينة، مضيفاً "نتلقى الكثير من البلاغات، إلا أننا لا نمتلك صلاحية الذهاب إلى تلك المناطق، لأن الأمر منوط بقيادة الشرطة".