ارتفاع أسعار المستلزمات الدراسية يثقل كاهل العائلة العراقية

بغداد

محمد الملحم

avata
محمد الملحم
24 سبتمبر 2018
721509CB-A218-4B87-A2FF-CFC5A6F8A81D
+ الخط -

بين تحكّم التجار وفقدان الحكومة العراقية السيطرة على أسعار المستلزمات المدرسية، يتكرر المشهد سنوياً في العراق، والضحية عادة هم أولياء الأمور أو الطالب نفسه. فبعد الاحتلال الأميركي للعراق توقّف الدعم الحكومي للطلاب الذي كان يشمل سابقا الزي المدرسي والكتب والدفاتر والقرطاسية من أقلام وأصباغ وأدوات الشرح الأخرى التي كانت كلها مجانا، أما بالنسبة لطلاب الجامعات فكان الزي الموحد يوزع مجانا على الجميع.

وتغير الحال وأصبحت العائلة مسؤولة عن كل ما يتعلق بالتحضيرات اللازمة للعام الدراسي، وأضيفت لها الرسوم المالية على الكتب التي يحتاجها الطالب وتعتبر مناهج التعليم السنوية.

وقبيل بدء العام الدراسي في العراق تزدحم المكتبات وأسواق بيع المستلزمات المدرسية والقرطاسية، ومتاجر الملابس والخياطين، وتتكرر شكوى العراقيين من الأسعار غير المعقولة، ومما يسمونه ابتزازا واضحا لهم مع تغاضي الحكومة عن ذلك.

يقول إبراهيم قاسم (39 عاماً) لـ"العربي الجديد": "بدأت العائلات العراقية استعداداتها قبيل بدء العام الدراسي الجديد بتجهيز أبنائهم وشراء المستلزمات الدراسية، ولاحظنا أن بعض التجار والمحال التجارية بدأوا برفع أسعار القرطاسية والمستلزمات الدراسية الأخرى كالزي الموحد والحقائب المدرسية، مستغلين هذا الموسم، وفي الحقيقة هذه مشكلة كبيرة تلقى على كاهل العائلات الفقيرة". ويضيف قاسم "أنا قادر والحمد لله على شراء المستلزمات المدرسية لطفلتي الوحيدة، لكن هناك عائلات لديها 6 أبناء في المدارس وفي مراحل مختلفة، كيف ستتمكن من تجهيزهم، الله المستعان".

ويبيّن مثنى فوزي البلداوي (45 عاماً) لـ"العربي الجديد": "إن ارتفاع أسعار القرطاسية صار ملازماً لبداية كل موسم دراسي، ويبدأ الارتفاع من زيادة طفيفة وضعتها الدولة، نتيجة كلفة التعريفة الجمركية ورسوم الحدود المسيطر عليها من قبل فئات لا نستطيع التحدث عنها".

ويضيف البلداوي، "بعد زيادة التعريفة الجمركية والاستغلال الحدودي تصل المستلزمات إلى المستهلك بسعر غالٍ يثقل كاهل الأسرة العراقية، فعلى سبيل المثال كان سعر الدفتر المدرسي 200 ورقة في العام الماضي 2000 دينار عراقي، وصل سعره هذه السنة إلى 3000 دينار، بصراحة هذه أسعار شبه خيالية".

ويتابع البلداوي، "مجانية التعليم لم تعد مثلما كانت لأنها لا تشمل القرطاسية، وبعبارة أصح هي شبه معدومة ويمكن حصرها بنسبة 10 إلى 20 في المائة توزعها وزارة التربية على الطلاب، ولذلك تعتمد العائلة العراقية على شراء القرطاسية والمستلزمات الأخرى، وهذا تقصير من وزارة التربية التي تعلن مجانية التعليم".

ويعلل إبراهيم يحيى (30 عاماً) الأسباب، وهو تاجر عراقي، بالقول لـ"العربي الجديد": "إن أسباب ارتفاع أسعار القرطاسية والمستلزمات الدراسية يعود بالأساس إلى عدم وجود المنتج الوطني واعتماد العراق كلياً على الاستيراد، إضافة إلى فوضوية رأس المال، فهناك المال السياسي وغسيل الأموال، إذ هنالك تجارة وأموال تضخ في السوق ولا نعرف مصادرها، يضاف إلى ما سبق ارتفاع أسعار العقارات، فنحن التجار نشتري أو نستأجر محال أو مخازن، ومع كل هذه الأسباب تم رفع سعر التعريفة الجمركية، وكل ذلك يقف وراء زيادة الأسعار".


ويعزو نبيل الرئيس (55 عاما)، وهو تاجر مستلزمات دراسية، الأسباب، في حديثه لـ"العربي الجديد"، بالقول: "إن قراراً صدر برفع زيادة الأسعار الجمركية، لذا تهيأ التجار المستوردون لهذا الأمر وزادوا الأسعار بمقدار معين، وكذلك فعل أصحاب المحال، والمستهلك في العراق اليوم يعاني أصلاً من انخفاض مستوى دخله، لذلك تراه يريد الشراء بنفس سعر الموسم الماضي، وهذا صعب جداً علينا، ويسبب لنا خسائر كبيرة لنا كتجار وسطاء بين المستورد والمواطن المستهلك".

ذات صلة

الصورة
الحرب حرمت طلاب غزة من امتحانات الثانوية العامة ودمرت العديد من المدارس، 20 يونيو 2024 (الأناضول)

مجتمع

بدأ نحو 50 ألف طالب وطالبة، اختبارات الثانوية العامة بمحافظات الضفة الغربية والمدارس الفلسطينية في الخارج، بينما حرمت الحرب طلاب غزة من الاختبارات
الصورة
أضاحي مصر (خالد دسوقي/فرانس برس)

اقتصاد

يحمّل القصابون في مصر الحكومة مسؤولية الغلاء الفاحش الذي أصاب مختلف السلع، بما فيها الأضاحي، خلال الفترة الأخيرة
الصورة
اعتصام طلاب جامعة ساسكس تضامناً مع غزة - بريطانيا - 13 مايو 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

أقام عشرات من طلاب جامعة ساسكس البريطانية مخيّماً واعتصاماً مفتوحاً فيها، تضامناً مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وسط الحرب الإسرائيلية المتواصلة عليه.
الصورة
طلاب من جامعات تونس في حراك تضامني مع غزة - 29 إبريل 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

انطلق حراك طلاب تونس التضامني مع غزة والداعم للانتفاضة الطالبية في جامعات العالم، ولا سيّما في جامعات الولايات المتحدة الأميركية، وذلك من العاصمة ومدن أخرى.
المساهمون