خالد سراج: الحرب تدمّر مستقبل أفغانستان

02 سبتمبر 2018
هناك مسؤولية كبيرة على عاتق الحكومة (العربي الجديد)
+ الخط -

في الآونة الأخيرة، تحديداً بعد عيد الفطر الذي شهد وقف إطلاق نار بين الحكومة الأفغانية وطالبان لمدة ثلاثة أيام وكان الشعب الأفغاني قد رحب به بكلّ حفاوة، بدأت سلسلة هجمات ممنهجة ضد المنشآت التربوية أدت إلى تدمير بعضها، وسقوط ضحايا. وهو ما يتحدث عنه التربوي والأستاذ الجامعي أحمد خالد سراج إلى "العربي الجديد"

- كيف تعلقون على استهداف المسلحين المدارس والموظفين التربويين؟ وما الآثار المتوقعة؟

الأمر مؤسف للغاية وغير متوقع. كنا نأمل في تحسن عملية التعليم في أفغانستان، فكانت النتائج معاكسة. الحرب تحصد الأرواح وتهلك الحرث والنسل. وها هي الآن بدأت تدمر مستقبلنا، وما حصل فعلاً مقلق لكلّ من له صلة بعملية التعليم. ولا شك أنّنا في بلد تتكاثر فيه الويلات التي لا حلّ لها بغير تعليم وتثقيف الجيل المقبل. لاستهداف العملية التعليمية ككلّ آثار كبيرة، خصوصاً في المناطق النائية، فالمشاكل قائمة أساساً هناك، وقد أُغلقت أعداد كبيرة من المدارس. وهناك خشية كبيرة الآن من إغلاق مزيد من المدارس بعد هذه الهجمة الشرسة. وبالتالي، ستُحرم أعداد كبيرة من أبناء وبنات شعبنا من التعلم.

- ما هي مسؤولية الحكومة؟

هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الحكومة، فقد أعلنت أنّ العام الحالي هو عام التعليم في البلاد. وبالتالي، فإنّ عليها أن تتخذ كلّ خطوة من شأنها الوقوف في وجه كلّ تهديد موجه إلى عملية التعليم في أفغانستان، لا سيما أنّها الحلّ الوحيد للخروج من كلّ الأزمات التي تواجهها البلاد. لكنّ الحكومة مشغولة بملفات عديدة أخرى منها الوضع الأمني المتردي.



- إذاً، ماذا عن مسؤولية الشعب الأفغاني؟

بالفعل، لا تقتصر المسؤولية على الحكومة، بل تمتد إلى الشعب، خصوصاً مؤسسات المجتمع المدني التي تقع عليها مسؤولية كبيرة على صعيد تعزيز العملية التعليمية وتحصينها. كذلك، فإنّ على عاتق رجال الدين وزعماء القبائل مسؤولية أكبر، إذ بإمكانهم أن يتحدثوا إلى المسلحين في هذا الشأن وفي كلّ شأن اجتماعي أيضاً.