ارتفعت نسبة النساء العراقيات العازبات في السنوات الأخيرة، لأسباب مختلفة بعضها متعلق بالحروب المتكررة، والبعض الآخر له صلة بأسباب اجتماعية واقتصادية، نتج عنها العزوف عن الزواج.
وفي السياق، تؤكد منى القيسي البالغة من العمر (49 عاماً)، أنّ ذنبها يتحمله أهلها الذين أصروا على عدم تزويجها من أجل خدمة والديها الكبيرين في السن، موضحة أن جميع إخوتها وأخواتها تزوجوا، فيما قضت هي زهرة عمرها متحملة مسؤولية والديها.
وتضيف لـ"العربي الجديد" "لا ذنب لي سوى أنني الأخت الصغرى في أسرتي، لقد رفضوا الرجال الذين تقدموا طلباً للزواج مني في مراحل سابقة، على الرغم من إبداء موافقتي على بعضهم".
وتشير إلى أن أهلها كانوا يرفضون جميع الضغوط التي تمارس عليهم من قبل الأقارب للقبول بتزويجها، مبينة أنها في النهاية استسلمت للأمر الواقع، وعملت على خدمة ورعاية والديها قبل أن يغادرا الحياة.
وتتابع "بعد وفاة أمي وأبي قرر إخوتي تزويجي، إلا أن عمري أصبح حينها 45 عاماً"، موضحة أن فرص الزواج في هذا العمر تقلّ بشكل كبير، وإن توفرت فإنها لا بد أن تكون من مطلق أو أرمل، أو القبول بأن أكون زوجة ثانية، أو ثالثة، أو رابعة".
من جهتها، لا تتوقف العراقية مها فيصل التي دخلت العقد الخامس عن لوم نفسها، إذا تؤكد أنها كانت ترفض جميع الرجال الذين تقدموا لها، بسبب جمالها وكونها حاصلة على شهادة الدكتوراه في الترجمة، ومن أسرة غنية، مؤكدة لـ "العربي الجديد" أنها تشعر الآن بندم كبير على ذلك، بعد أن حُكم عليها بالتعاسة بقية عمرها.
ويعزو مراقبون ونشطاء، ارتفاع نسبة العازبات في المجتمع العراقي إلى أسباب عديدة منها، العنف الذي يضرب البلاد وانتشار البطالة، وكذا ارتفاع نسبة الفقر وهجرة الشباب إلى خارج البلاد.
وتوضح الحاجة خيرية عباس التي تعمل في جمعية خيرية للزواج في بغداد، أن أبرز هذه الأسباب تعود إلى الحروب المتكررة التي مر بها البلد خلال السنوات الماضية.
وتضيف لـ "العربي الجديد"، "توجد أسباب أخرى، مثل الأوضاع الاقتصادية التي تدفع الشباب للعزوف عن الزواج، فضلاً عن عادات وتقاليد وأعراف ما زالت تتمسك بها بعض الأسر"، لافتة إلى أنها تمكنت من خلال جمعيتها من تزويج عدد غير قليل من النساء، مستدركة "إلا أن تزويج امرأة تجاوزت الأربعين عاماً يعدّ أمراً صعباً جداً".
وتشير إلى وجود ارتفاع كبير في نسبة الفتيات غير المتزوجات في العراق، موضحة أن "هذا الأمر خلق مشاكل كبيرة داخل بعض الأسر التي غالباً ما تشعر بالحرج بسبب وجود امرأة عانس بداخلها".
وكانت تقارير صدرت العام الماضي، أكدت أنّ العراق يحتل المرتبة الثالثة بنسبة العازبات بعد لبنان والإمارات، إذ وصلت النسبة إلى 70 بالمائة.