عائلة عراقية في العراء تحت جسر على شط العرب في البصرة

10 اغسطس 2018
مئات العائلات العراقية بلا مأوى (هاني العبيدي/فرانس برس)
+ الخط -
تسبب مقطع فيديو نشره أحد ناشطي محافظة البصرة لعائلة عراقية تعيش في العراء أسفل جسر على "شط العرب"، في غضب شعبي واسع وانتقادات للأوضاع التي تعيشها آلاف العائلات الفقيرة، وغياب الحكومة عن إنهاء معاناة العوائل المشردة.

وأقر مسؤولون في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، أن أكثر من 10 آلاف عراقي لا يملكون مأوى، وأن ظاهرة التشرد اتسعت في بلد لم يعرفها عبر تاريخه الطويل إلا بعد الاحتلال الأميركي وما أعقبه من حكومات.

وقال الناشط الحقوقي في البصرة، حيدر علي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الفيديو الذي يخص عائلة أبو زهراء، التي تسكن أسفل (جسر خالد) على شط العرب، أحدث ضجة كبيرة بعد أن انتقد المرجعية الدينية التي أسماها بالمرجعية النائمة، وانتقد الحكومة ووصفها بالفاسدة. الناشط سخّر الفيديو لمناشدة أهالي البصرة الميسورين، لمساعدة العوائل المشردة التي تفترش الطرقات".

وأضاف أن "عائلة أبو زهراء المؤلفة من ستة أفراد، تعتبر نموذجا لعشرات العوائل التي تعيش في الشوارع، وتعاني العوز المالي والغذائي. الجهات الدينية والقادة السياسيون يمتلكون أموالا طائلة، وعقارات في الداخل والخارج، في حين تتشرّد العوائل العراقية وتستجدي المارّة".

وقال  حسن خالد، وهو من أهالي منطقة شط العرب، لـ"العربي الجديد"، إنّ "عائلة أبو زهراء إحدى العائلات الفقيرة المشردة، وتعاني ابنتهم من مرض السرطان وتحتاج إلى العلاج، وعلى أهالي البصرة مساعدة هذه العائلة، وغيرها من العوائل المشردة".




وقال مسؤول في دائرة العمل والشؤون الاجتماعية في البصرة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "عدد العوائل المشردة في البصرة يقدر بـ4 آلاف عائلة، حسب أحدث إحصاء رسمي، والحكومة تقدم لهم رواتب، وشكلنا لجنة خاصة لمتابعة العائلة التي تم تناقل أوضاعها عبر الفيديو، وإيجاد حل سريع لتوفير سكن مناسب ورعاية صحية".

وقال رئيس جمعية أهل البصرة الخيرية، حسام عبد القادر، لـ"العربي الجديد"، إنّ "البصرة وحدها تضم أكثر من 7 آلاف عائلة معدمة. اتصلنا بعائلة أبو زهراء، وتبين أنّ الأب مريض، وابنته الصغرى مصابة بالسرطان، والعائلة تسكن أسفل الجسر منذ فترة طويلة. هناك عشرات العوائل المماثلة، لكن لا يوجد من يوثق معاناتها، فالجميع يدرك أنّ نشر المعاناة لا يجدي نفعا مع حكومة نخرها الفساد المالي والإداري".

دلالات
المساهمون