فرق طبية جوالة لتحسين صحة الطفل والأم في أفغانستان

30 يوليو 2018
يقصدون الأرياف والمناطق النائية(تويتر)
+ الخط -
الرعاية الصحية الجوالة هو مشروع يوفر الطبابة والعلاج للأمهات والأطفال في المناطق الجبلية البعيدة والنائية في أفغانستان، لكن القيمين على المشروع هم منظمات دولية يحاولون سد النقص في القطاع الصحي الحكومي الذي تعاني من غيابه مختلف شرائح المجتمع الأفغاني، ويجعل النساء والأطفال الأكثر تضرراً.

وتؤكد تقارير وزارة الصحة الأفغانية أن سوء الوضع الأمني ليس السبب الوحيد وراء الافتقار للرعاية الصحية، وإن كان هو الأهم. وثمة أسباب كثيرة أخرى أبرزها فقدان الوعي لدى المواطن الأفغاني وتهميش الحكومة والمعنيين للقطاع الصحي، علاوة على الفساد المستشري فيه كما هو الحال في جميع قطاعات الحياة. وتشير التقارير أيضاً إلى وجود أطباء وهميين ومستشفيات وعيادات وهمية.

تحاول بعض المؤسسات الدولية بالتنسيق مع الحكومة الأفغانية تارة ومن دونها تارة أخرى، تنفيذ مشاريع تنعكس إيجاباً على الوضع الصحي، لكن تلك الجهود لا تكفي نظراً لحجم المعاناة.

من بين تلك المشاريع التي تركز على المناطق النائية والبعيدة مشروع الفرق الطبية الجوالة التي يبلغ عددها 70 فرقة مجهزة بالأجهزة الطبية والأدوية والأطباء والممرضين. المشروع تموله المعونة البريطانية لأفغانستان، وتشرف منظمة "يونيسف" على تنفيذه. لكن المشروع ينحصر بالمناطق الآمنة في الأرياف البعيدة، خصوصاً أن البعثات الطبية تكون عرضة لهجمات مسلحة واعتداءات في البلاد.

وتقول مندوبة "يونيسف" في أفغانستان، أديل خودر في تصريحات صحافية: "في بلد كأفغانستان ضربته الحروب يصبح الوصول إلى المجتمعات البعيدة لمعالجة الأطفال والنساء والحفاظ على حياتهم أمراً في غاية الخطورة".

وتضيف: "في بعض الأحيان تعد الفرق الطبية الجوالة شريان الحياة الوحيد للنساء والأطفال، لا سيما وأن الوصول إلى المناطق البعيدة الوعرة غير ممكن في فصل الشتاء. من هنا التركيز الكامل على تلك المناطق والمجتمعات المنعزلة تماماً".

وتعمل الفرق حالياً في إقليم دايكندي، وفي مناطقه الجبلية كمنطقة ميان دره، حيث تقيم الفرق مراكز علاجية في القرى والأحياء المختلفة داخل المساجد والمدارس والأماكن العامة، ويستقبل المركز الواحد منها نحو 150 مريضاً يومياً.

وتشير خودر إلى أن تقديم الرعاية الصحية ليس العمل الوحيد لتلك الفرق، بل تقدم كذلك الأغذية المناسبة للأطفال، إضافة إلى تثقيف الأم وتعليمها بشأن تربية طفلها من الناحية الصحية. وتحث الفرق الطبية النساء على الاهتمام بصحتهن وصحة الأطفال، ويعملون على إقناع الأمهات بإعطاء الأطفال حليبهن بدلاً من الحليب الصناعي، خصوصاً بعد انتشار الظاهرة التي أضرت بالأطفال كثيراً، لا سيما أن منتجات الحليب الجاف الموجودة في أسواق أفغانستان لا تخضع لأي رقابة، والحال ينطبق على صناعات الغذاء عموماً.

ويقول عبد الرازق آمري، وهو ممرض يعمل في إحدى الفرق الطبية الجوالة، "إن تثقيف الأم وتعليمها بشأن الطفل وصحته هو الوقاية ما قبل العلاج، كما نقدم العلاج بالتأكيد".
دلالات
المساهمون