"طالبان" تغلق مراكز صحية جنوب أفغانستان

21 يوليو 2018
تعطيل الطبابة والاستشفاء في إقليم زابل (تويتر)
+ الخط -
أعلنت مصادر قبلية في إقليم زابل جنوب أفغانستان أن مسلحين من حركة "طالبان" أغلقوا جميع مراكز الرعاية الصحية وحملات التطعيم ضد شلل الأطفال والمشاريع الإنسانية التابعة لمشروع التنسيق الوطني، بعد رفض الحكومة وقف العمليات ضد الحركة، والعودة عن قرارها بمنع استخدام الدراجات النارية في الإقليم.

وأضافت المصادر لـ"العربي الجديد" أن "طالبان" طلبت من الحكومة وقف جميع أنواع العمليات ضدها والسماح لسكان الإقليم باستخدام الدراجات النارية، وتوظيف عناصرها في تلك المستشفيات وجميع المشاريع الخيرية.

وذكرت المصادر ذاتها أن الحكومة رفضت مطالب مسلحي الحركة في الإقليم، ما دفعهم إلى إغلاق مراكز الرعاية الصحية في مديرية شاجوي، التي كان سكان مديريات أخرى يستفيدون منها.

وقال أحد رموز القبائل عبد المجيد زابلي، في تصريح صحافي، إن إغلاق "طالبان" المستشفى المركزي في مديرية شاجوي حرم سكان ثلاث مديريات من الرعاية الصحية، وهي: شاجوي، وخاك أفغان، وأرغنداب، موضحاً أن المستشفى المركزي في شاجوي كان يعالج بين 250 و300 مريض يومياً، وكل هؤلاء حرموا من الرعاية الصحية.

وأعرب الزعيم القبلي عن أسفه الشديد حيال قرار "طالبان"، معتبرا ذلك "انتقاما من الشعب وعداءً علنياً معه"، ومؤكدا أن "القرار لن تكون له نتائج إيجابية، وإنما سيزيد مشاعر الكراهية في قلوب المواطنين له"، وأن قرار إغلاق المراكز الصحية زاد من معاناة السكان العزل الذين دمرتهم الحروب والفقر والبطالة، مناشداً قيادة الحركة بمراجعة القرار والسماح للمراكز الصحية بالعمل.

بدوره، قال نائب حاكم الإقليم رحمت الله زيارمل، في تصريحات صحافية، إن "طالبان" تنتقم من الشعب لوقوفه مع الحكومة، في حماية استراتيجيتها في الحرب والدعوة للمصالحة، لذا تعمد "طالبان" إلى إغلاق المراكز الصحية وتحظر حملات تطعيم الأطفال ضد الشلل.

وأوضح زيارمل أن الحركة أغلقت بعض المراكز الصحية المهمة وهددت أخرى، وفي المجموع تأثر قطاع الصحة إلى حد كبير، مشيراً إلى أن المسلحين دائماً يستخدمون المواطنين وسيلة ضغط على الحكومة، التي لن ترضخ لمطالب الحركة.

وذكر زيارمل أن قرار وقف استخدام الدراجات النارية جاء نتيجة مطالب أقوام وعشائر زابل، الذي أثر إيجاباً وإلى حد كبير على الوضع الأمني، لذلك تبدو مراجعة القرار غير ممكنة.

وقال عضو مجلس الشورى الإقليمي، أسد الله كاكر، إن امرأة أفغانية وضعت طفلها في وسط السوق في مديرية شاجوي أول من أمس الخميس لأن "طالبان" أغلقت المركز الصحي، لافتاً إلى أن الحركة هددت جميع المراكز الصحية والمدارس وأغلقت بعضها في مديرية شاجوي ومناطق مجاورة لها.

يشار إلى أن المسلحين أغلقوا سابقاً المراكز الصحية والمدارس في مناطق مختلفة من البلاد، لا سيما الجنوب، وتحديداً في هلمند وأورزجان وقندهار. ولم تعلق "طالبان" على هذه التطورات حتى الآن.
المساهمون