تشهد مناطق في محافظة صلاح الدين (شمال بغداد)، تزايد أعداد جرائم القتل المنظمة التي تنفذها جماعات مسلحة تسيطر على هذه المناطق، في ظل تدهور أمني ملحوظ.
وأكد مصدر في شرطة بلدة الدجيل (جنوب صلاح الدين)، أنه تم، صباح اليوم الثلاثاء، العثور على ثلاث جثث لأشخاص قتلوا رمياً بالرصاص على يد جماعة مسلحة اختطفتهم من منازلهم قبل أيام، موضحاً لـ"العربي الجديد"، أن تلك الجماعة "تتجول في المنطقة علنا بسيارات دفع رباعي لا تحمل لوحات تسجيل".
وأشار المصدر الأمني الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إلى أن الحادثة ليست الأولى، وأن المنطقة تشهد عمليات قتل واختطاف وتهديد متكررة، لافتاً إلى أن "مركز شرطة الدجيل يتلقى شهرياً عشرات الشكاوى، لكن السيطرة على الوضع الأمني في البلدة صعبة، بسبب تعدد الجهات التي تحمل السلاح".
بدوره، ذكر عضو مجلس شيوخ عشائر صلاح الدين، محمد الجبوري، أن "الوضع الأمني في بلدتي (الدجيل) و(بلد) سيئ، ويتطلب تدخلاً أمنياً من الحكومة المركزية"، مبينا لـ"العربي الجديد"، أن "الشرطة المحلية عاجزة عن حفظ الأمن".
وقال "شهدنا في السنوات الماضية عمليات اعتداء على مراكز الشرطة في مناطق جنوب صلاح الدين من قبل مليشيات مسلحة من أجل إخراج مجرمين، وهذه الحوادث تثبت أن الوضع خطير، ويتطلب تدخلا حكوميا عاجلا".
وتساءل "إذا كانت الشرطة غير قادرة على حماية سجونها وعناصرها، فكيف يمكنها الحفاظ على أمن المواطن؟ العصابات المسلحة التي تسببت بقتل واختطاف العشرات في الدجيل وبلد، تمارس جريمة من نوع آخر، هي عدم السماح بعودة بعض نازحي بلدة يثرب المجاورة إلا بعد دفع مبالغ مالية كبيرة".
وفي السياق، قال أحمد ناجي، وهو مدرس من سكان الدجيل، إنه اضطر إلى مغادرة منزله والسكن مؤقتا عند أقاربه في بلدة الضلوعية، موضحاً لـ"العربي الجديد"، أن "التضييق وصل إلى مرحلة لا تحتمل في ظل تغاضي واضح من قبل قوات الشرطة".
ولفت إلى أن "عدداً غير قليل من الأسر اضطرت لترك منازلها إلى مناطق أكثر أمناً، والأوضاع هناك على هذه الحال منذ سنوات".
يشار إلى أن بلدتي الدجيل وبلد من أكبر معاقل المليشيات في العراق، وأبرز المليشيات المسيطرة هناك هي "بدر" و"عصائب أهل الحق"، و"سرايا الخراساني"، فضلا عن مليشيا "سرايا السلام" التي تسيطر على مدينة سامراء، جنوب غرب صلاح الدين.