أسرة شاب سوداني قتل طعناً في لندن تنتظر العدالة

30 ابريل 2018
الشاب القتيل سامي سيدهم (تويتر)
+ الخط -
تنتقد أسرة الشاب سامي سيدهم(18 عاماً) من أصول سودانية مصرية مقيم في بريطانيا، وقتل طعناً في كمين في لندن يوم 16 إبريل/نيسان الجاري، "العدالة الناعمة" في بريطانيا، لعدم تمكن الشرطة حتى اليوم من إلقاء القبض على قاتل ابنها وتقديمه للعدالة.

وهوجم سامي سيدهم وهو طالب في جامعة كوين ماري في لندن، وتلقى طعنات عدة في ظهره، أثناء عودته إلى منزله بعد حضوره لعبة كرة قدم، في شارع سكني يبعد أمتاراً قليلة عن الباب الأمامي لمنزل عائلته في شرق لندن، عند الساعة 10:50 مساء 16 إبريل/نيسان الجاري.

وذكرت صحيفة "دايلي ميل" البريطانية أمس الأحد، أنّ عائلة الشاب استقرّت في بريطانيا منذ 27 عاماً بحثاً عن حياة أفضل. وذكرت أورانيا يوسف، عمّة الشاب الذي كان يدرس المحاماة، أنّ بريطانيا متساهلة أكثر من اللازم بشأن جرائم الطعن، وأن السلطات الأمنية تسجن المجرمين فترة قصيرة ثمّ تطلق سراحهم، على الرغم من وقوع مثل تلك الحوادث كل يوم. وتساءلت عن عدد الأشخاص الذين قتلوا طعناً في بريطانيا خلال الشهرين الماضيين، وقالت: كم عددهم، ستون... سبعون؟

يشار إلى أن سلطات الأمن أطلقت سراح رجل يبلغ من العمر 22 عاماً في 23 إبريل الجاري، بعد الاشتباه بارتكابه جريمة القتل، في انتظار المزيد من التحقيقات المرتقب استمرارها خلال مايو/ أيار المقبل.

أفراد آخرون من عائلة سيدهم دافعوا عن المحقّقين البريطانيين، بحسب "دايلي ميل". إذ أشاد متحدّث باسم عائلة سيدهم، بالمحققين من شرطة سكوتلانديارد وعملهم على مدار الساعة للعثور على القتلة. وقال: "نعتقد أنّ الشرطة تبذل كل ما بوسعها. نحن نقدّر ما يقومون به ونأمل أن يتلقوا الدعم من العامة".




ونقلت الصحيفة عن العمّة أورانيا أيضاً، أنّ أسرتها جاءت إلى بريطانيا هرباً من الحرب الأهلية في السودان، أملاً بأن يحظى أبناؤها بمستقبل أكثر إشراقاً هنا، مشيرة إلى أن العديد من أبناء عمّ سامي من المتفوقين، ويعملون في وظائف لصالح بنك إنكلترا وشركات في المدينة، كما يدرّسون القانون.

تواصل "العربي الجديد" مع رئيس الجالية السودانية في بريطانيا، محمد الفاتح النعيم، للاطلاع على تفاصيل الاعتداء، فقال إنّ المعلومات عن أسرة سيدهم تحديداً بسيطة، إنّها تقيم في شرق لندن وهم من الأقباط. مضيفا أنّهم ما زالوا يبحثون عن المزيد من المعلومات عنهم، لأنّ مجموعة الأقباط قليلة في بريطانيا، ولا تختلط مع الجالية السودانية بكثرة.



وسامي سيدهم هو ابن أحد رجال الأعمال في مجال التكنولوجيا، وكان الشاب ينوي العمل في مجال القانون. وظهرت صور للطالب الموهوب وهو يقف أمام محاكم العدل الملكية، التي كان يحلم بالحصول على وظيفة فيها. وفي عمر الرابعة عشرة، اختير سيدهم لزيارة جامعة كامبريدج، لكنه قرر في ما بعد دراسة القانون والتاريخ في جامعة كوين ماري، واستمرّ في الحصول على أعلى الدرجات. وقال متحدّث باسم الجامعة إنّ سامي كان طالباً مجتهداً ومتحمساً، سيفتقده كثيراً.

أمّا عبد الكريم إبراهيم أحد المشاركين والعاملين في مجال التوعية والمشاركة المجتمعية في بلدية ويستمنستر، فقال لـ "العربي الجديد"، إنّه لا يستطيع أن يتحدث عن الشاب كونه لا يعرف عنه الكثير في الواقع، لكن المنطقة التي كان يقيم فيها سيدهم، تحوي الكثير من العصابات وتحصل فيها جرائم طعن. موضحا أن هناك العديد من الصوماليين المتورطين فيها، كما يوجد أناس لا تميّز بينهم إن كانوا سودانيي الأصل أم صوماليين، لذلك قد يكون الشاب وقع ضحية الاشتباه في الهوية.

ولفت إبراهيم إلى أن المعلومات التي قرأها عن الجريمة تشير إلى أن سيدهم كان يسير في الشارع وتعرّض للاعتداء، معتبراً أن هذا الأمر غير طبيعي لأنّ لا أحد يتهجّم فجأة على شخص، من دون التخطيط لذلك. وتابع أن معظم جرائم الطعن التي وقعت في لندن كانت بين أشخاص يعرفون ضحيتهم ومتورطين مع العصابات.


وأضاف إبراهيم، أنّه شارك في برنامج "وقاية" الذي أنشاته الحكومة بعد الاعتداء الإرهابي الذي وقع في عام 2007، كي يتحدّث إلى الشباب المسلم بغية رفع مستوى الوعي لديه وإبعاده عن التطرّف. بيد أنّ المشكلة لا تكمن في الدين أو الراديكالية، إنّ القضية الكبرى هي تعاطي المخدرات والمتاجرة بها من قبل الشباب الصغار، وهؤلاء لا يكترثون كثيرا لأي دين. ولفت إلى ان جرائم الطعن تحدث في لندن منذ عامي 2006 و2007 لكن الإعلام لم يكن يتناولها كما يفعل اليوم.

وألقى إبراهيم اللوم على الأهل وإهمالهم في تربية أبنائهم، خصوصاً الذكور منهم، ما يؤدي في بعض الحالات إلى تورط شبان عرب بأعمال عنف وجرائم في بريطانيا، نتيجة غياب الأب أحياناً عن المنزل أو انفصال الأبوين. وأشار في المقابل إلى أنّ الفتيات على عكس ذلك ناجحات في حياتهن الدراسية.
المساهمون