أهالي القلمون الشرقي بين التهجير والبقاء... الاختيار الصعب

20 ابريل 2018
مسلسل تهجير السوريين يصل إلى القلمون (فيسبوك)
+ الخط -

تستمر عمليات تهجير المدنيين السوريين برعاية روسية، وكانت حلقتها الأخيرة في مدن وبلدات القلمون الشرقي بريف دمشق، بعد ضغوط على الأهالي للرضوخ للمصالحة، أو قبول التهجير إلى الشمال السوري.


ويؤكد أحد الأهالي، وهو أحمد خطاب، لـ"العربي الجديد"، أنه كان يرفض بشكل القاطع الخروج من مدينة الرحيبة في القلمون الشرقي، واصفا الخروج بأنه "إهانة وانكسار لا يمكن تحمله بعد صمود لسنوات، كنت مع القتال والدفاع عن بلدي حتى الرمق الأخير، لكنْ هناك أمر يؤرقني كما يؤرق غيري، وهو حماية الأطفال والنساء".

ويوضح أن "السيناريو الذي حدث في مدينة دوما باستخدام النظام وروسيا للسلاح الكيميائي يضعنا في معضلة قبول الخروج والتفريط بالأرض للحفاظ على أرواح أهلنا، فضلا عن خطورة البقاء والعيش في إطار ما يسمى المصالحة، والذي يعتبر مصيبة لا يمكن التنبؤ بما يمكن أن يحدث فيها، ما يبقي أطفالنا ونساءنا تحت خطر دائم يجعل البعض يفضل التهجير على البقاء".


أما محمد عزيز، فيؤكد لـ"العربي الجديد" "سأبقى في مدينة الضمير رغم كل الظروف، فلا أعرف ما الذي ينتظر المنطقة التي سيتم تهجيري أنا وعائلتي إليها بعد ترك بيتي وما جنيته طوال سني العمر، لا يمكنني ترك كل سنوات حياتي وراء ظهري والمضي. قد تكون المصالحة خيارا أقل سوءا من التهجير. في النهاية سنبقى في مدينتنا".

كذلك، قررت أم وحيد سلامة، البقاء مع أولادها ذلك أنه ليس لديها أبناء ذكور ليجندهم النظام، كما أنها ترى أن البقاء في بيتها أسهل كثيرا من النزوح، وعبرت عن مخاوفها مما سيحل بالمناطق التي يتم تجميع المهجرين فيها.

وكانت أمس الخميس، قد خرجت 30 حافلة تضم مهجرين من مدينة الضمير في القلمون الشرقي باتجاه مدينة جرابلس شمالي حلب، ضمن الاتفاق الذي توصلت إليه القيادة الموحدة في المنطقة مع روسيا، في حين تستعد قوافل أخرى من مدن القلمون للانطلاق باتجاه ريف حلب الشمالي وفق اتفاق مشابه لاتفاق مدينة الضمير.

دلالات
المساهمون