وقف الطفل، محمد الراعي، وسط جموع من الأطفال الفلسطينيين المتظاهرين على أرض السرايا، وسط مدينة غزة. رفع لافتة كُتب عليها "من حقنا نعيش"، للمناداة بحقه في الحصول على متطلبات الحياة الضائعة في القطاع، مع اشتداد وطأة الحصار، مستذكراً والده الذي قضى شهيداً خلال العدوان الإسرائيلي عام 2008.
الراعي وعشرات غيره من طلبة المدارس الخاصة والجمعيات الخيرية وقفوا محتجين على الوضع الكارثي في القطاع، اليوم الأحد، بدعوة من تجمع المؤسسات الخيرية. ونادوا وناشدوا عبر لافتاتهم لإنقاذ غزة، وإحياء آمال الأطفال الذين يذوقون العذاب مع دخول الحصار الإسرائيلي عامه الثاني عشر.
ببراءة وصوت متقطع، قال الراعي، من مدينة دير البلح، وسط القطاع، لـ"العربي الجديد": "جئت اليوم لأتضامن مع الأقصى والقدس وأطالب بحقي في العيش بغزة، ورفع الحصار لأن الكهرباء دائماً مقطوعة في بيتنا".
بدوره، أوضح الطفل، عمرو درويش، وهو ابن شهيد سقط خلال حرب 2008، لـ"العربي الجديد"، أنه يعاني في العيش وسط الأزمات التي تعصف بغزة، وقال "أريد أن أطالب الدول العربية بأن تقدم لنا يد العون في رفع الحصار عنّا، لأننا هنا نعاني من أزمات عديدة".
وخلال الفعالية، اعتلى الطفل محمد أبو شملة المنصّة وغنّى بصوت دافئ "سوف نبقى هنا كي يزول الألم، سوف نحيا هنا سوف يحلو النغم..."، وسط ارتفاع اللافتات التي حملها العشرات من الأطفال المشاركين والتي دعت إلى إحياء الوضع في غزة، وإعادة الحياة إلى نحو مليوني مواطن تقطّعت بهم السُبل والآفاق.
أمّا الطفل شادي صبيح، فوقف حاملاً لافتة "غزة تعيش بلا مأوى"، وشرح لـ "العربي الجديد" عن الأزمة التي يدرك تداعياتها فعلاً في القطاع، وهي الكهرباء، بعيداً عن المشاكل السياسية والاقتصادية الأخرى. وقال "لما برجع على البيت مفش كهرباء، من زمان ما بنشوفها إلا ساعات قليلة وأوقات بالمرة".
من جهته، قال نزيه البنا، مدير حملة "أنقذوا غزة": "في ظل الظروف التي نعاني منها في كل القطاعات ما زلنا نطالب بحقنا في الدواء والعلاج والسفر والعيش الكريم، وإبعاد حقوق هؤلاء الأطفال عن الأزمات السياسية في المنطقة، لأنهم أصحاب قضية إنسانية عادلة".
وأشار إلى أن "نحو ستة آلاف طفل يدرسون في 12 مدرسة خاصة، شارك معظمهم في الوقفة، لأنهم لم يتلقوا استحقاقاتهم المالية وكفالاتهم بسبب إغلاقات حساباتهم البنكية، في ظل الأزمات الأخيرة التي تضرب غزة وأثرت على قطاعات الحياة فيها".
وتأتي هذه الوقفة امتداداً لصرخة "أنقذوا غزة" التي أطلقتها هيئة الحراك الوطني لكسر الحصار، الأحد الماضي، تنديداً بالأوضاع الكارثية التي يمر بها القطاع على خلفية الأزمات الأخيرة التي تعصف بهم. وأدخلت غزة في كارثة إنسانية في مختلف القطاعات الخدماتية والصحية والاجتماعية والتعليمية والاقتصادية.