"صوروني كندير الخير"... موضة مساعدة الفقراء بالمغرب

03 ديسمبر 2018
"صوروني كندير الخير" في المغرب (فيسبوك)
+ الخط -
"صوروني كندير الخير"، شعار ظاهرة جديدة منتشرة في المغرب، وتعني "صوروني فأنا أقوم بأعمال الخير"، وفيها يتباهى أثرياء ومشاهير بمنح الصدقات للفقراء والمحتاجين أمام عدسات الكاميرات، ما يثير انتقادات مجتمعية كثيرة.

ونشر المطرب الشعبي الشهير "الستاتي" على "فيسبوك"، صورا له وهو يوزع أغطية ومساعدات غذائية على سكان إحدى المناطق القروية المهمشة، كما وضع صورته الشخصية على الأكياس التي تضم المساعدات، فأعاد إلى الواجهة الهجوم على تلك الظاهرة التي يعتبرها البعض نموذجا معبرا عن "الموضة الرائجة".

وقبل المغني الشعبي، أثيرت ضجة بشأن برلمانية من حزب الاتحاد الاشتراكي التقطت صورا لها وهي تمنح مساعدة لمتسولة وابنتها على قارعة الطريق، كما انتشرت صور لقيادي في حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة، وهو يمنح دجاجة لإحدى المحتاجات في حي فقير بمدينة تطوان، وقبله صورت عارضة أزياء معروفة نفسها وهي تقدم الصدقات للنساء الفقيرات.

وبات نشطاء ومتطوعون يعتمدون التصوير خلال منح الصدقات والمساعدات للأسر المعوزة، وهي وقائع تباينت بشأنها المواقف بين مؤيد ومعارض، وقال الفنان الشعبي الستاتي لـ"العربي الجديد"، إنه لم يكن يتوقع أن يحدث الأمر ضجة إلى هذه الدرجة، وأنه لا يحتاج إلى تصوير قيامه بفعل الخير حتى يشتهر، باعتبار أن لديه جمهوره، مبينا أن ما قام به كان من أجل تحفيز الفنانين والمشاهير الآخرين على التصدق ومساعدة الفقراء.

وعانى الناشط الشاب يوسف الزروالي، الذي يقيم بفرنسا، من اتهامات بالرغبة في الشهرة من خلال تصويره عمليات توزيع الصدقات والمساعدات العينية والغذائية على الأسر الفقيرة عندما يحل بالمغرب.

ورد الزروالي على من اتهمه بأنه يرغب في الشهرة من خلال "صوروني كندير الخير"، بأنه لا يوزع المساعدات والصدقات على الفقراء إلا لكونه يحب المساكين، وأن توثيقه لما يقوم به هو من أجل إثبات عمله أمام المحسنين الذين يكلفونه بتوزيع زكواتهم وصدقاتهم على من يستحقون.

ويؤكد الواعظ الديني إبراهيم بلكراب، لـ"العربي الجديد"، رفضه منح المساعدات على طريقة "صوروني كندير الخير" التي ينتهجها البعض، إلا إذا كان الهدف هو تشجيع الآخرين على القيام بها، أو بهدف إثبات أين تصرف الأموال والمساعدات التي يمنحها المحسنون.

وأوضح أن "المجتمع المغربي خيري بطبعه، وميال إلى التكافل، والصدقة جزء من سلوكه الاعتيادي، وأن الظواهر الشاذة لا حكم لها ما دام أغلب الناس يحبون مساعدة الفقراء بالقليل أو الكثير، والنية في نهاية المطاف هي مناط العمل عند الجزاء الإلهي".




دلالات
المساهمون