التسجيل، الذي فتح مجددا ملف التعامل السيئ والمهين من قبل القوات العراقية تجاه النازحين الفارين من مناطق المعارك، دفع بناشطين وسياسيين عراقيين إلى مطالبة الحكومة بتحمل مسؤوليتها تجاه ذلك ومحاسبة المتورطين.
ويظهر التسجيل المئات من النساء والأطفال وقد بدا عليهم التعب بسبب المسافات الطويلة التي قطعوها وسط الأمطار، ويقوم أفراد من القوات العراقية بجمعهم في زاوية واحدة قبل وضعهم في سيارات عسكرية كبيرة لنقلهم إلى مناطق أخرى.
ويظهر في إحدى اللقطات جندي عراقي يحمل طفلا في يده ويسب النساء المصطفات إلى يساره بشتائم باللهجة العراقية.
واستنكر ناشطون العبارات المسيئة وسوء المعاملة للمدنيين الفارين واصفين إياها بالعمل الممنهج القديم.
وقال رئيس منظمة السلام لحقوق الإنسان، محمد علي، إنّ الفيديو يمثل جزءاً بسيطاً من سوء المعاملة التي يتلقاها السكان الفارون.
وأضاف، في اتصال مع "العربي الجديد": "أهل الموصل وغيرهم ليسوا هم من أدخل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، بل فرار القوات العراقية هو السبب، واليوم يتعرضون لسوء تعامل وإهانة من قوات كان المفترض بها أن تقدم لهم اعتذاراً على عدم تمكنها من حمايتهم عام 2014 عندما هربت وتركتهم فريسة بيد تنظيم داعش".
من جانبه، طالب عضو التيار المدني العراقي حسام عيسى، رئيس الوزراء حيدر العبادي بوضع حد لما وصفه باستهتار الجنود وامتهانهم لكرامة النازحين، ونبه إلى أن الشتائم تهين المؤسسة الأمنية العراقية قبل أن تهين سكان الموصل.