هذه أسباب واحتمالات حدوث المجاعة في الصومال

17 مارس 2017
هل يتعافى من سوء التغذية الحاد؟ (أندرو رينيسين)
+ الخط -
كان إعلان الأمين العام للأمم المتّحدة، أنطونيو غوتيرس، عن مواجهة أكثر من عشرين مليون شخص في الصومال وجنوب السودان واليمن وشمال شرق نيجيريا خطر المجاعة، إنذاراً حقيقيّاً، يضاف إلى تقارير كثيرة تحذّر من المجاعة في حال عدم استجابة الدول المانحة ومنح المنظّمات الأممية المال لتؤمن بدورها المساعدات اللازمة.

ماذا قد يحصل لو عجزت المنظمات عن الاستجابة؟ الدراسة التي أعدّها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية –المكتب الإقليمي لجنوب وشرق أفريقيا مؤخّراً، تفيد بأنّه في حال لم تصل المساعدات الإنسانية في الصومال إلى مستوى يلبّي احتياجات السكان المتضرّرين، سيتعذر تلافي المجاعة في بعض المناطق الأشد تضرّراً من الجفاف في البلاد. وثمّة تشابه يدعو للقلق بين الوضع الراهن والظروف التي أدت إلى مجاعة في عام 2011 وأودت بحياة 260 ألف نسمة.

الدراسة تفيد بأنّ المجاعة قد تصبح واقعاً عمّا قريب في بعض مناطق الصومال الأكثر تضرّراً بسبب الجفاف، ما لم تحدث زيادة عاجلة في المساعدات الإنسانيّة. واستناداً إلى آخر تحليل أجرته وحدة تحليل الأمن الغذائي والتغذية التابعة لمنظّمة الأغذية والزراعة (الفاو)، بالتعاون مع شبكة أنظمة الإنذار المبكّر ضد المجاعة، والذي صدر في 2 فبراير/ شباط 2017، فإنّ عدد السكان الذين يحتاجون إلى مساعدات إنسانية ازداد من 5 ملايين في سبتمبر/ أيلول في عام 2016، إلى 6.2 ملايين في العام الحالي، أي أكثر من نصف عدد السكان.

وبحسب التحليل، يرجّح أن يزداد العدد الحالي للأطفال المصابين بسوء تغذية شديد، والبالغ 185 ألف طفل، ليصل في الأشهر المقبلة إلى 270 ألف طفل في حاجة إلى علاج عاجل. وحتّى الآن، تسرّب نحو 30 ألف طفل من الدراسة في المناطق المتضرّرة من الجفاف في إقليمي أرض البنط وأرض الصومال.

في ظلّ هذا الواقع، تخطّط المنظّمات الإنسانيّة الشريكة لتقديم المساعدة لإنقاذ حياة 5.5 ملايين نسمة. ويفترض أن تساهم المساعدات في زيادة وصول الأسر إلى الأغذية، بما في ذلك قسائم الأموال والأغذية المشروطة وغير المشروطة. كذلك، سيقدّم الشركاء مساعدة متكاملة من الغذاء والمياه والإصحاح لتقليل معدّل الأمراض والوفيات بين الفتيات المعرّضات للخطر، والنساء الحوامل والمرضعات، والصبيان والرجال، بالإضافة إلى تقديم عاجل لخدمات التعليم والحماية الحيوية.



أيضاً، يواجه نحو 12.8 مليون نسمة في كلّ من إثيوبيا وأوغندا وكينيا والصومال انعداماً شديداً في الأمن الغذائي، وهم في حاجة إلى مساعدات إنسانيّة. وبعد تقييم الأمطار قصيرة الأمد في يناير/ كانون الثاني الماضي، لوحظ تضاعف عدد السكان الذين يواجهون انعدام الأمن الغذائي في كينيا، ليصل إلى 2.7 مليون نسمة، بعدما كان 1.3 مليون في أغسطس/ آب في عام 2016. ويحتاج نحو 5.6 ملايين نسمة في إثيوبيا إلى مساعدات غذائيّة هذا العام، في حين يتوقّع أن يواجه نحو ثلاثة ملايين نسمة في الصومال حالات تقارب حدود الأزمة والطوارئ بحلول يونيو/ حزيران في عام 2017، وهو رقم أكبر من ضعف الرقم المسجل في الأشهر الستة المنصرمة. وتشير المنظمة إلى أنّ الجفاف الشديد، وغلاء الأسعار، واستمرار العنف، ومحدوديّة وصول المساعدات الإنسانية، والتوقعات القاتمة للأمطار، جميعها عوامل توحي باحتمال حدوث مجاعة في الصومال في عام 2017.

وسيكون هناك 600 ألف طفل تقريباً (بين 6 أشهر و59 شهراً) في الصومال وكينيا وإثيوبيا في حاجة إلى علاج بسبب سوء التغذية الحاد الوخيم في عام 2017، ومن المتوقع أن يزداد هذا الرقم بسرعة. وفي الصومال، تعاني 13 من أصل 27 مجموعة ريفية ونازحة من سوء التغذية الحاد العام بمستوى يتجاوز حد الطوارئ (بنسبة 15 في المائة). وفي ثلاث مناطق في كينيا (هي شمال توركانا، وشمال هور، ومانديرا)، تتجاوز مستويات سوء التغذية الحاد العام نسبة 30 في المائة، أي ضعف حد الطوارئ.

وثمّة احتمال بأن يؤدّي الجفاف، وما يسببه من ضعف الوصول إلى المياه والإصحاح، إلى تفاقم انتشار الأمراض الحالية ونشوء أمراض جديدة. ولن يتمكن نحو 15 مليون نسمة من الوصول إلى مياه الشرب في أثيوبيا وكينيا والصومال في عام 2017.

وسجلت في أقاليم جنوب الصومال وإقليم أرض البنط 3113 إصابة بمرض الكوليرا في يناير/ كانون الثاني 2017، وهو رقم أكبر بكثير من عدد الإصابات المسجلة في الفترة نفسها من عام 2016. ورغم احتواء الكوليرا الذي تفشى في 30 من أصل 47 مقاطعة في كينيا (باستثناء نهر تانا) منذ يناير/ كانون الثاني في عام 2014، ما زال خطر ظهور إصابات جديدة في المناطق المجاورة بسبب ندرة المياه وتزايد حركة السكان قائماً.