أطفال الجزائر في معرض الكتاب الدولي: لهفة للقصص والألعاب

04 نوفمبر 2017
أنشطة وترفيه في باحات المعرض (العربي الجديد)
+ الخط -
"انتظرت المعرض الدولي للكتاب بشغف لأقتني قصة وألعب وأغني ويصدح صوتي"، هذا ما قالته الطفلة الصغيرة نائلة، التي لم تتجاوز العاشرة من عمرها لـ"العربي الجديد "، وهي تنتظر فتح أبواب المعرض وأجنحته، وسط حشد جماهيري رفقة زملائها من المدرسة، وللمشاركة في تقديم أناشيد وطنية فضلاً عن أخرى خاصة بالطفولة أنشدوها بتشجيع من الأساتذة.


اكتشاف عاصمة البلاد والكتاب

نائلة القادمة في حافلة صغيرة من منقطة مقرة، بولاية المسيلة جنوبي العاصمة الجزائرية، انتهزت الفرصة هي ومن معها من التلاميذ لتجوب بعض مساحات المعرض الدولي للكتاب قبيل افتتاح الأبواب قائلة: "إنها المرة الأولى التي أزور فيها العاصمة الجزائرية، وأريد أن أرى العدد الهائل من الكتب المدرسية والقصص والألعاب"، معلقة أملها بأن تحظى بفترة ترفيهية اليوم السبت كونه يوم عطلة المدارس الأسبوعية.

كثيرون قدموا إلى المعرض من ولايات داخلية في الجزائر. ونظمت العديد من المؤسسات التربوية رحلات خاصة للمعرض اليوم السبت. مجموعات من التلاميذ برفقة أساتذتهم جرى تقسيمهم إلى مجموعات وفرق يغنون ويصفقون ويهللون في باحات المعرض قبل افتتاحه. منهم من أحضر ما تيسر له من النقود لشراء قصة أو كتاب، في حين انهمك المنتظرون بأخذ صور جماعية، وبعضهم التقط صوراً للأطفال الصغار وهم يعبرون ببراءتهم عن حبهم للوطن منشدين أغنيتي "موطني" و"من جبالنا"، إذ قوبلوا بالتصفيق والتشجيع.

واعتبر بعض القادمين لحضور الفعاليات أن معرض الكتاب التفاتة رائعة تبعد التلاميذ عن ضغوط الدراسة والصفوف. وأبدت إحدى السيدات التي ترافق ابنها الحرص على جعل صغيرها يشارك بمختلف النشاطات المخصصة للأطفال.

الأساتذة من جانبهم، وجدوا في معرض الكتاب الدولي مكاناً يوفر التسلية للتلاميذ إلى جانب نقل القسم المدرسي إلى فضاء مفتوح يحفز التلاميذ على التعلم بأسلوب أفضل، ويتيح لهم فرصة الترفيه واللعب أيضاً.

ورأى أساتذة مرافقون للتلاميذ أن الطفل الجزائري غير متشبع باللعب، ولا يجد فضاء للتسلية والتنفيس والتفريغ أيضاً. وأوضح نور الدين بوهالي لـ"العربي الجديد" أن الأمر أكثر صعوبة بالنسبة لأبناء المدن الداخلية، لافتاً إلى أن الرحلات التي تنظمها بعض المدارس نحو العاصمة الجزائرية تهدف بالدرجة الأولى إلى تحفيز التلاميذ على اكتشاف عاصمة البلاد ومواقع كثيرة هنا وهناك، لكن زيارة المعرض الدولي فرصة تصيب عدة عصافير بحجر واحد، كونها تقرب التلميذ من الكتب على اختلاف أنواعها، وتفيدهم بالتمتع في مساحة شاسعة أمام المعرض تتنوع فيها الخضرة والأشجار، فضلاً عن أماكن اللعب والترفيه. ويضاف إلى ذلك تنظيم مسابقات في المسرح في الهواء الطلق المتاح ضمن المكان المخصص للمعرض الدولي للكتاب.

فسحة وفرجة

كثيرون اشتكوا من غلاء أسعار الكتب المدرسية، إلا أن بعض الأسر ارتأت أن تستغل فرصة المعرض لاقتناء القصص لأبنائها. وتقول إحدى السيدات ل"العربي الجديد" إن المعرض الدولي بالنسبة لها تقليد سنوي، تريده أن يترسخ في ذهن أبنائها، ويدفعهم نحو حب القراءة، رغم الأسعار الباهظة.

وصنع الأطفال في المعرض الفرحة والفرجة برفقة أوليائهم، وتمكنوا من اقتناء أية قصة أو كتاب وبأي سعر، هذا ما ردده كثيرون من أولياء الأمور ممن قصدوا المعرض لأجل أبنائهم، بابتسامة عريضة.

المساهمون