"التعليم" الإسرائيلية تجيز استخدام التعابير العنصرية بالامتحانات الرسمية

11 أكتوبر 2017
الطالب الفلسطيني ملزم بالإجابة وفق المنهاج(عواد عواد/فرانس برس)
+ الخط -


بموازاة سعي وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية، بقيادة نفتالي بينت من حزب البيت اليهودي (الممثل للتيار الديني الصهيوني) لتهويد جهاز التعليم في إسرائيل، ومنح أفضلية للقيم "اليهودية" على حساب الديمقراطية، فهي تعمل على تعزيز الروح "الصهيونية القومية الشوفينية" عبر إفساح المجال للنقاش في المدارس الثانوية بموضوع المواطنة، لترسيخ الرواية الصهيونية، وشرعنة الخطاب العنصري حتى داخل المدارس الإسرائيلية.

وكشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية اليوم الأربعاء، أن وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية، رفعت أخيراً الحظر الذي كان مفروضاً على استخدام تعابير عنصرية في إجابات الامتحانات الرسمية بما يخص موضوع المواطنة.

وأوضحت الصحيفة أن المسؤول التربوي لوزارة التربية والتعليم، موشيه فينشطوك، عمم أخيراً منشوراً عاماً على معلمي موضوع المواطنة في المرحلة الثانوية، لفت فيه إلى رفع الحظر عن استخدام التعابير العنصرية والتحريضية في إجابات الطلبة، والتي كان استخدامها في امتحانات التوجيهي يعني شطب الامتحان، وعدم منح الطالب علامة على كل إجابة يستخدم فيها تعابير عنصرية.

وجاءت هذه الخطوة بالرغم من الاستطلاعات المتكررة التي تشير إلى ارتفاع نسبة المواقف العنصرية والتحريضية في أوساط التلاميذ اليهود ضد العرب، وحتى ضد يهود وإسرائيليين من أصول شرقية، أو من أصول أفريقية مثل يهود إثيوبيا، وضد المهاجرين من دول الاتحاد السوفييتي سابقا.

وتجدر الإشارة إلى تفاقم المواقف العنصرية الصادرة عن جهات رسمية في إسرائيل، وفي مقدمتها وزيرة الثقافة والفنون ميريت ريجف، ووزير الأمن الداخلي جلعاد أردان، ناهيك عن المواقف التحريضية والخطاب العنصري الذي يستخدمه رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو ضد الفلسطينيين في الداخل.

وقال النائب د. يوسف جبارين (عن القائمة المشتركة) وعضو لجنة المعارف البرلمانية لـ"العربي الجديد": "وزارة المعارف الإسرائيلية في ظل الوزير نفتالي بينط من حزب المستوطنين لا تعرف حدوداً من ناحية جهودها المستمرة لتعزيز الرواية اليهودية الدينية والرواية الصهيونية في جهاز التعليم، وتغيير معالم هذا الجهاز ليعبّر أكثر عن البرنامج السياسي لحزب البيت اليهودي المتطرف".





وأوضح أن "الوزارة أصدرت كتاب المدنيات الجديد الذي يحمل تزييفاً وتشويهاً للتاريخ وللنظريات الديمقراطية، والآن تسعى إلى شرعنة المواقف العنصرية والمواقف غير الديمقراطية بين الطلاب لتكون بمثابة "وجهة نظر" مقبولة، ما يكرّس المواقف العنصرية المعروفة بين الشباب اليهود، ويعطيها الضوء الأخضر".

وأكد جبارين: "نحن نرفض مواقف الوزارة ونحذّر من خطورتها، وسنبادر إلى عقد جلسة لبحث الموضوع في لجنة المعارف البرلمانية. من واجب وزارة التربية مناهضة المواقف العنصرية ونبذها، وليس القبول بها وشرعنتها كما يسعى وزير المعارف. هذا موقف غير أخلاقي وغير ديمقراطي ويكشف مرة أخرى عن النوايا السياسية الضيّقة لوزير المعارف بينط، الذي يتبنى سياسات بوزارة المعارف وكأنها فرع من فروع حزبة اليميني المتطرف. نحن بدورنا سنتصدى لسياسته هذه قدر الإمكان".

الناشطة السياسية والمربية نيفين أبو رحمون، المختصة بتدريس موضوع المواطنة المعروف في إسرائيل باسم موضوع المدنيات، قالت لـ "العربي الجديد": " كل المنهاج عنصري وفيه إقصاء للطالب العربي. هذا القرار يعزز الرواية الصهيونية ويشرعنها أكثر"، معتبرة أن "وزير التربية والتعليم الإسرائيلي المتطرف نفتالي بينيت لديه هوس بيهودية الدولة، وفي كل مرة يأتي بـ"قيم" جديدة لشرعنة الأمر أكثر، وبتعليمات أكثر وضوحاً. وهذا أيضا فيه تقييد أكبر للمعلم الفلسطيني في الداخل".

وأضافت أبو رحمون التي تشغل أيضاً عضوية المكتب السياسي للتجمع الوطني الديمقراطي، ويفترض أن تصبح قريباً نائبة في الكنيست: "هنالك مشكلة جدية في مواد المدنيات والتاريخ والجغرافية، التي تشهد تعزيزاً للرواية الصهيونية، وتغييب المكان الفلسطيني والمعالم الفلسطينية في موضوعاتها. دائماً هنالك تعديل في الكتب للتركيز على القوانين الجديدة التي تشدد على هوية الدولة والرواية الصهيونية".

وبحسب أبو رحمون فإن "الطالب الفلسطيني غير معتاد على التعبير عن رأيه في هذه المواضيع، لأن الرواية الصهيونية بعيدة عن الرواية الحقيقية الأصلية وعن واقعه. والمنهاج يسعى لقولبة الطالب العربي لصالح يهودية الدولة".

ولفتت إلى أن المعلم العربي محاصر في مثل هذه المواضيع، وفيما يمنح المعلم اليهودي والطالب اليهودي مساحة من التعبير وإرساء القيم اليهودية والصهيونية وتذويت رموز الدولة، فإن المعلم العربي وإن قام بتوعية الطالب الفلسطيني، فإن الأخير يبقى في نهاية المطاف ملزماً بتقديم الامتحان بما يتماشى مع المنهاج وإلا يرسب، في حين يتمكن نظيره اليهودي من التعبير عن نفسه حتى باستخدام عبارات عنصرية.


المساهمون