130 ألف أسرة تعود لمناطقها المحررة في الأنبار

30 يناير 2017
يعودون بعد ثلاث سنوات من النزوح المرّ(معاذ الدليمي/فرانس برس)
+ الخط -


أعلنت وزارة الهجرة العراقية ليل أمس الأحد عن عودة نحو 130 ألف أسرة نازحة إلى المناطق المحررة في محافظة الأنبار أخيراً، بعد استعادة القوات العراقية السيطرة على أكثر من 90 في المائة من مدن المحافظة من قبضة تنظيم "داعش".

وقال مدير دائرة الهجرة في محافظة الأنبار غرب العراق، محمد رشيد، في بيان صحافي إن "مدن الرمادي والفلوجة والرطبة وهيت والكرمة والخالدية وحديثة، شهدت عودة 130 ألف أسرة نازحة".

وأشار إلى أنّ "عدد الأسر النازحة التي ما زالت تعيش في المخيمات يبلغ نحو 22 ألف أسرة، تعاني ظروفاً قاسية بانتظار عودتهم إلى مناطقهم المحررة".

وأعرب نازحون عائدون إلى مناطقهم المحررة عن فرحهم، لخلاصهم من معاناة المخيمات التي استمرت نحو ثلاثة أعوام مريرة من النزوح والتشرد.

وقال عباس الدليمي (47 عاماً) من أهالي الرمادي العائدين مؤخراً، إن "محنة النزوح كانت طويلة ومريرة، ولم نكن نتخيل يوماً أننا سنعود إلى مناطقنا. ورغم أننا وجدناها مدمرة لكن العيش، وسط أنقاض مدننا أفضل من الحياة في مخيمات النزوح المذلة".

بيوت لم تعد صالحة للسكن (صباح عرار/فرانس برس) 


وقال عباس لـ"العربي الجديد" كانت محنة النزوح قاسية خاصة أن الحكومة ووزاراتها لم تقدم لنا شيئاً، واعتمدنا على المنظمات المدنية والناشطين، ولا نريد تكرار هذه المأساة مرة أخرى".

وشهدت مدن الأنبار منتصف عام 2014، أكبر موجات تهجير في تاريخ البلاد بسبب المعارك التي اندلعت بين تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) والقوات العراقية.

وكانت أكبر موجة هجرة شهدتها الأنبار مطلع ومنتصف عام 2015 حين نزح أكثر من 150 ألف مدني من مدينة الرمادي، مركز الأنبار، عقب سيطرة تنظيم "داعش" على المدينة، سبقتها موجات هجرة كبيرة لأكثر من 500 ألف مدني من الفلوجة وضواحيها نحو إقليم كردستان وعدد من مدن البلاد.





وذكرت مصادر حكومية في الأنبار إن "الدوائر المعنية والقوات الأمنية، وبعد إكمال تنظيف المناطق المحررة من المخلفات الحربية، وتأمينها بالكامل، تبلغ النازحين الراغبين بالعودة إليها".

ولفتت المصادر لـ"العربي الجديد" إلى أنّه "ما زالت مناطق معينة في الفلوجة والرمادي ومدن أخرى، غير مؤمّنة، بسبب العبوات الناسفة والمنازل المفخخة التي تحتاج إلى جهود هندسية مضنية، والعمل جارٍ تمهيداً لإعادة النازحين من أهلها في الأيام المقبلة".

لكن آلافاً من النازحين من مدن الأنبار، سيكونون مجبرين على البقاء في مخيمات النزوح حتى تصرف الدولة، تعويضات مالية لهم لترميم وإعادة بناء منازلهم المدمرة بالكامل.

قسوة العيش في مخيمات النزوح (معاذ الدليمي/فرانس برس) 


أما أبو حسن، من أهالي حي البكر في الرمادي، فروى لـ"العربي الجديد" "دمرت الحرب حينا بالكامل مع أحياء أخرى، وسوّيت منازلنا بالأرض ولا نملك المال لإعادة ترميمها أو بنائها من جديد".

ورأى أنّ "على الدولة أن تأخذ بعين الاعتبار صرف تعويضات مالية مناسبة للمدمرة منازلهم، ليتمكنوا من إعادة بنائها أو تأهيلها على الأقل حتى تنتهي معاناة النزوح القاسية إلى الأبد".

وتستمر موجات النزوح من مدينة الموصل 450 كلم شمال العاصمة العراقية بغداد نحو أطراف المدينة، في وقت أكملت فيه القوات العراقية سيطرتها على الجانب الأيسر من الموصل بعد معارك ضارية مع تنظيم "داعش".

إلى ذلك، يتوقع ناشطون حصول موجات نزوح أخرى من مدن عنّه وراوه والقائم غرب الأنبار التي ما زال تنظيم "داعش" يسيطر عليها حتى الآن، في حين تستعد القوات العراقية لشن عملية عسكرية كبيرة، لاستعادة تلك المدن بعد انتهاء معركة الموصل.

ومع عودة آلاف النازحين إلى مناطق ومدن الأنبار المحررة، تشهد الموصل في أقصى شمال البلاد هجرة مستمرة نحو المخيمات والمناطق الصحراوية، حيث تستعد القوات العراقية لاقتحام الساحل الأيمن من الموصل، بهدف استعادة السيطرة الكاملة على المدينة.