طارق من لجوء إلى آخر.. والهجرة هدفه

06 ابريل 2016
ألازم المخيّم، في انتظار فرصة للهجرة (العربي الجديد)
+ الخط -

ضاقت كلّ السبل بطارق، هذا اللاجئ الفلسطيني الشاب الذي ترك مخيّم اليرموك في سورية ليلجأ إلى مخيّم عين الحلوة في جنوب لبنان. ولأن "لا حياة كريمة"، ما كان عليه إلا التفكير في الهجرة.

يشكو طارق حمد (20 عاماً) الذي يتحدّر من بلدة الصفصاف في فلسطين، من أنه اضطر إلى "ترك سورية ومخيمي وبيتي، نتيجة الحرب. عندما اشتدت المعارك، قصدنا أقارب لنا، ومن ثمّ إلى لبنان مباشرة. في مخيم عين الحلوة، دار جدي. أهل والدتي يقطنون في حي الصفصاف في المخيم".

يخبر: "في سورية، كنت أعمل في البناء، لأنني لم أكمل تعليمي. وقد عملت فيه أيضاً لفترة وجيزة جداً في لبنان". هو حضر بمفرده إلى عين الحلوة، "لكن إخوة لي ما زالوا اليوم محاصرين في اليرموك مع عائلاتهم، وثمّة خطر على أرواحهم جميعاً. أما أخواتي فمتزوجات. واحدة منهنّ ما زالت في سورية وابنها أيضاً محاصر في المخيم".

يشير طارق إلى أنّ والده كان يعمل في سورية سائق سيارة أجرة، "وكانت أوضاعنا تسير بشكل طبيعي. لكن الحرب ضيعت حياتنا كلها". لذا يحاول اليوم الهجرة بأي طريقة إلى إحدى الدول الأوروبية.

عانى طارق كثيراً، لكنه ما زال مصراً على السفر. يقول: "ليس لدي جواز سفر، وحاولت مراراً أن أستحصل على واحد، لكنني لا أستطع الذهاب إلى سورية بسبب الخدمة الإلزامية. كنت أرغب في السفر مع أولاد عمي إلى السويد، لكنني لم أنجح". وتعرّف طارق إلى سمسار يهرّب الناس من السودان إلى ليبيا، "أرسل لي ولخمسة أشخاص دعوات. توجهنا إلى المطار بعدما دفعنا ألفَي دولار أميركي له. كان من المفترض أن تكون أوضاعنا قد سويت، لكن السفر للفلسطيني من دون فيزا مقدمة من السفارة، أمر مستحيل. اتصلنا بالسمسار الذي راح يتكلم مع الموظف المعني، من دون جدوى".

بعد ذلك، انتظر طارق عشرة أيام حتى يعيد السمسار المال، لكنه لم يردّ إلا جزءاً منه، قبل أن يفقد كل اتصال به. لم ييأس، وعاود الكرة. يقول: "حاولت السفر تهريباً عبر مرفأ طرابلس (شمال لبنان). ألقي القبض علينا من قبل فرع المعلومات، وكنا حينها أربعين شخصاً. ألقي القبض علينا ونحن في طريقنا إلى الباخرة. وسجنا لنحو 12 ساعة". يتابع: "صرت أبحث عن طرق أخرى للهجرة. المخاطرة بحياتي وبكل ما أملك، هي من أجل تحسين ظروف عيشي التي لم تعد تحتمل. هنا، لبنان، لا أستطيع تجديد إقامتي. الأمن العام ختم على أوراقي ترحيل، أي أنه يتوجب عليّ مغادرة البلد فوراً. وها أنا ألازم المخيّم، إلى حين إيجاد طريقة جديدة للهجرة".

المساهمون