انتشار الأمراض بمناطق سيطرة "داعش" في العراق

24 مارس 2016
أطفال العراق هم الحلقة الأضعف في الصراع (فيسبوك)
+ الخط -
يعاني عراقيون يعيشون في مناطق يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، في الموصل شمالا والأنبار غربا، من انتشار أمراض مختلفة في مناطقهم نتيجة عدم وجود اللقاحات والعلاجات المناسبة، في ظل عدم وصول المساعدات الإغاثية والفرق الطبية إلى تلك المدن المحاصرة منذ نحو عامين.

وقال أحد أطباء مدينة الموصل، ويدعى أبو طارق الموصلي، إن أمراضا عديدة تفتك بسكان المدينة، منها الجرب والأمراض الجلدية وأمراض سوء التغذية، والسُكر وارتفاع ضغط الدم، فضلا عن أمراض الكآبة التي انتشرت بشكل ملحوظ، كما زادت في الآونة الأخيرة حالات التهاب الحنجرة والرئة والأنفلونزا وحساسية الجهاز التنفسي بمختلف أشكالها وأعراضها، من رشح وحمى وآلام المفاصل والرأس، والتي غالبا ما تصيب الأطفال وكبار السن.

وأشار الموصلي في حديثه لـ"العربي الجديد"، إلى خطورة الوضع الصحي لمرضى السرطان بمختلف أنواعه، حيث يعاني غالبية المصابين بالسرطان من عدم وجود الأدوية، وإن وجدت فإن الأسعار باهظة، أضعاف ما كانت عليه قبل سيطرة داعش على المدينة، مؤكدا أن كثيرا من المرضى زادت حدة أمراضهم لقلة المناعة والعدوى.

ودعا الموصلي الجهات المعنية والمنظمات الدولية، إلى الوقوف على الحالات المرضية ومعالجتها عن طريق إرسال فرق طبية مع العلاجات الناجعة في معالجة الأمراض ومنع انتشارها، مؤكدا على ضرورة إنقاذ سكان تلك المناطق من الأمراض الخطرة التي تفتك بهم نتيجة زيادة عدد المصابين عن طريق العدوى ولانعدام العلاج والبيئة الصحية المناسبة.

وقال إن العديد من الأمراض المعدية ظهرت في المناطق الأكثر فقرا وبعد تردي الواقع الاقتصادي والحصار والجوع الذي يفتك بالأهالي، وعدم تمكنهم من الحصول على الطعام الصحي الذي يساعد على مقاومة الأمراض، كما فاقم الوضع سوءا تسخير داعش للمستشفيات والمراكز الصحية لعناصره وإعطاؤهم الأولوية في العلاج.

ويؤكد المواطن خالد يونس، لـ"العربي الجديد"، وهو أحد الفارين من الموصل، أن الأدوية شحيحة في المدينة، إلا تلك التي يتم تأمينها عن طريق سورية ومعظمها مجهولة المنشأ. كما تعاني المدينة المحاصرة من تلوث مياه الشرب، ما يسبب أمراضا في الجهاز الهضمي، بالإضافة إلى تلوث الهواء ما يؤثر على المصابين بالربو وضيق التنفس.
ويدفع شح أدوية الأمراض المزمنة عددا من السكان إلى الخروج من المدينة لتلقي العلاج.

من جهته، قال الناشط أنس محمد، من سكان محافظة الأنبار، لـ"العربي الجديد"، إنه "في أغلب مناطق سيطرة داعش تنتشر أمراض منها السل وإلتهاب الكبد الفيروسي، والأمراض الجلدية مثل اللشمانيا المعروفة محليا بـ(حبة بغــداد)، وكثير من الأمراض التي تنتقل بالعدوى وسببها عدم تعقيم مياه الشرب وقلة الرعاية الصحية والتلوث".

ويضيف: "ما يزيد الأمر تعقيدا، شح الأدوية التي إن وجدت فإن المرضى لا يستطيعون شراءها بسبب ارتفاع ثمنها، ما ساعد على انتشار الأمراض المعدية والأوبئة الفيروسية بين الأطفال وكبار السن والحوامل، إضافة إلى معاناة الهجرة ونزوح 90 في المائة من الأطباء والممرضين من مناطق سيطرة التنظيم نتيجة تهديدهم أو قتل بعضهم".

وأشار إلى أن المستشفيات والمراكز الصحية تعاني من قلة الأجهزة والكفاءات العلمية والطبية التي يحتاج لها المرضى، كما أن توقف الدعم الحكومي لتلك المناطق، ومنع دخول الأغذية والأدوية بحجة محاربة التنظيم، زاد معاناة المحاصرين الذين يعيشون تحت رحمة الطرفين غير القائمة.

وكان النائب عن محافظة نينوى، حنين قدو، اتهم في تصريحات سابقة، أجهزة مخابرات إقليمية داعمة لتنظيم داعش بأنها "تعمل على خلق حرب جديدة عن طريق نشر الأمراض الممُيتة في الموصل وتحديدا الإيدز"، كما كشفت النائبة عن نينوى، نورة البجاري، عن انتشار أمراض عدة في المحافظة.


اقرأ أيضا - العراق: أمراض تتفشى بمناطق سيطرة "داعش" وتفتك بالأهالي

المساهمون