أطفال مصر يواجهون القمع ونقص الدواء

20 نوفمبر 2016
عندما تخذل الحكومات أبناءها (سبنسر بلات/Getty)
+ الخط -


تحتفل دول العالم باليوم العالمي لحقوق الطفل، بإطلاق المبادرات والبرامج للارتقاء بأوضاع الطفولة فيها. في حين تعجّ سجون مصر بالآلاف من الأطفال تحت التعذيب والقهر، في ظروف إنسانية بالغة السوء، بحسب تقارير حقوقية.

وأشار تقرير "المؤسسة المصرية للنهوض بأوضاع الطفولة حول انتهاكات حقوق الطفل" الصادر في يونيو/حزيران الماضي، إلى ارتفاع معدلات انتهاك حقوق الطفل في مصر إلى أقصى معدل لها خلال 2016، وسجلت 496 حالة، وبلغ عدد الأطفال المُنتهكين في شهر يوليو/تموز الماضي 496 طفلا في 267 قضية، تراوحت بين القتل والاختطاف والاغتصاب والغرق وغيرها. وكانت نسبة الإناث فيها 31 في المائة.

وبلغ عدد الأطفال المعتقلين منذ أحداث 30 يونيو 2013 وحتى نهاية مايو/أيار 2015، ممن هم تحت سن 18 عاما، 3200 طفل ما زال 800 منهم معتقلين. وتعرّض معظمهم للتعذيب، والضرب المبرح، والحرمان من أبسط الحقوق، داخل مقرات تابعة لوزارة الداخلية، بالمخالفة لقانون الطفل. وبحسب مؤسسة "الكرامة لحقوق الإنسان" ومقرها جنيف، منعت عنهم الزيارة، ووصل السوء في المعاملة إلى حدّ التعذيب البدني، والاعتداءات الجنسية.

كما تفاقمت في مصر ظاهرة "هجرة الأطفال" إلى أوروبا وخاصة إيطاليا، دون أقاربهم، بحثا عن حياة أفضل. إذ يدفع آباء مصريون آلاف الدولارات لسماسرة الهجرة غير الشرعية لتهريب أبنائهم الأطفال إلى إيطاليا، في رحلات محفوفة بالمخاطر عبر قوارب متهالكة تحمل مئات المهاجرين.

وتشير التقديرات الرسمية الإيطالية إلى وجود أكثر من 2500 طفل مصري مهاجر في البلاد، إلا أن منظمات دولية ترجح أن تكون الأعداد الحقيقية أكبر من هذا بكثير.

ويهاجر آلاف الأطفال المصريين إلى إيطاليا مستفيدين من قانون حماية الطفل في إيطاليا الذي يمنح الأطفال المهاجرين حق الإقامة في البلاد، ولا يسمح بترحيلهم إلا إذا طلبوا هم ذلك. وبحسب تقارير حقوقية، يواجه غالبيتهم الحياة القاسية ويعملون في الأسواق ومحطات القطارات.



وكشف الاستشاري في هيئة الاتصالات الفيدرالية الأميركية، نائل الشافعي، أن آلاف الأطفال المصريين يتعرضون للاستغلال الجنسي في إيطاليا.

وأضاف عبر "فيسبوك"، أن "تجارة الاستغلال الجنسي لآلاف الأطفال المصريين الذكور المهاجرين لإيطاليا، الذين تتراوح أعمارهم بين 8 أعوام و17 عاما، تلقى رواجا كبيرا في إيطاليا"، مشيرا إلى أن ما يقارب التسعين محضر استغلال جنسي يتم تسجيلها يوميا في إيطاليا.

وسجلت مصر أعلى نسبة هجرة للأطفال بمفردهم من بين كل دول الشرق الأوسط، ووصلت إلى 67 في المائة من إجمالي عدد المصريين المهاجرين عام 2015.

يواجه ملايين الأطفال نقص الألبان المدعمة، بعد رفع أسعارها وسيطرة الشركات العسكرية على إنتاجها واستيرادها، إضافة إلى نقص الأمصال والأدوية الحيوية للأطفال المصابين بالسرطان في مستشفى أبو الريش في القاهرة، والذي دفع نشطاء إلى تدشين حملات جمع أدوية لهم، عبر شبكات التواصل الاجتماعي. كما أعلنت عدة مؤسسات دينية عن معالجة أطفال السرطان من خلال صناديق الزكاة والصدقات، في الأزهر الشريف.

وكشفت أزمة حليب الأطفال انتهازية غير مسبوقة من جانب الجيش، عندما أعلن عن استيراد 30 مليون عبوة لحل الأزمة، لكنه طرحها بسعر 30 جنيها للعبوة، بعد أن كانت وزارة الصحة تبيعها مقابل 18 جنيها فقط. وأثارت هذه الخطوة انتقادات حادة من المصريين.

وجاءت فكرة اليوم العالمي للطفل بمثابة تذكير للبالغين بضرورة احترام حقوق الأطفال ومنها حقهم في الحياة وفي حرية الرأي والدين والتعليم والراحة ووقت الفراغ، والحماية من العنف الجسدي والنفسي، وعدم استغلالهم في العمل قبل الاستمتاع ببراءة الطفولة وفترتها الكاملة.