كادي ونورة، طفلتان سعوديتان أبهرتا العالم في الأسبوع الماضي، الأولى باختراع فريد نالت على أثره جوائز عالمية، والثانية بموهبة تقدمت فيها على أقرانها في أنحاء العالم.
برهنت كادي الضويحي أن الطفل العربي قادر على أن يكون مخترعا مبدعا، فالطفلة التي تجاورت العاشرة من عمرها بقليل كانت حديث العالم الأسبوع الماضي، بعد أن تمكنت من اختراع قلم مضيء يكتشف كسور العظام في جسم الإنسان بعد تمريره على الجسم. ونالت بفضله الميدالية الذهبية في معرض "Itex2016" في ماليزيا، والميدالية الفضية في معرض "kiwi 2016" في كوريا الجنوبية، الأمر الذي زاد من طموحها لأن تصبح طبيبة متخصّصة في جراحة العظام.
بدأت فكرة الاختراع تراود كادي قبل أن تبلغ السادسة من عمرها، عندما بدأت في تفكيك ألعابها الإلكترونية. غير أن الفكرة بدأت تتبلور في عقلها الصغير عندما زارت مع والدتها جواهر الماضي معرض "ابتكار 2013" الذي نظمته "مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع" وشركة "أرامكو" السعودية في مركز الرياض الدولي وفيه استلهمت فكرة الاختراع. قدمت في البداية فكرة بسيطة لجهاز يستطيع التعرف على ألوان الملابس لمساعدة المكفوفين، ثم حولت أفكارها إلى نماذج قابلة للتطبيق وصولاً إلى قلم الكسور.
وتقول كادي لـ"العربي الجديد": "هدفي الحصول على جائزة نوبل، لأكون أول سعودية تفوز بها، وربما أول عربية أيضا"، تضيف بضحكة طفولية :"من يدري". وتخطط كادي للالتحاق بدراسة طب العظام، وإجراء البحوث العلمية في ذلك المجال.
ولا تقل الطفلة السعودية نورة المطرفي وعمرها ثماني سنوات موهبة عن كادي، فهي الأخرى فازت بالمركز الثالث على مستوى العالم في مسابقة "الرياضيات الذهنية العالمية - يو سي ماس) في إنجاز عالمي ينبئ بأن هناك عالمة صغيرة في الطريق. نورة التي تدرس في ابتدائية الجامعة في الخرج (70 كلم جنوب العاصمة الرياض)، تحلم بأن تخترع أجهزة تسهل حياة المعوقين تحديدا.
تميزها في الرياضيات جعلها تشارك في برنامج "يو سي ماس" الذي يسعى إلى تنمية قدرات ومهارات التعلم لدى الأطفال، ويطلق عليه "المفهوم العالمي لنظام الحساب الذهني"، وفيه يجري الطلاب أكثر من مائة عملية حسابيه في أقل من ثماني دقائق، بدون استخدام أدوات مساعدة أو أوراق.
— أول سعودي / ة 🇸🇦 (@First1Saudi) ٢٦ مايو، ٢٠١٦ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وحققت نورة المركز الثالث من بين أربعة آلاف مشارك قدموا من 25 دولة، كما تجاوز عدد الحضور الـ 25 ألف مشاهد. لم يربك عدد المشاهدين الطفلة الصغيرة، التي بدت واثقة من نفسها، وهي تتقدم في المسابقة العريقة التي دخلت عامها العشرين. ويؤكد والد الطفلة محمد المطرفي أن شغفها بالعلوم والرياضيات كان سببا في تفوقها الملحوظ.
— تعليم الخرج (@kharjedu1) ١٣ نوفمبر، ٢٠١٦ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
ويقول لـ "العربي الجديد": "تعتمد المسابقة العالمية على التركيز والسرعة في حل المسائل الرياضية المعقدة دون أوراق أو أدوات مساعدة، وهي موهبة تملكها نورة منذ أن كانت في الرابعة من عمرها، كما أنها جريئة ولا تهاب الحشود والمسرح، وسبق أن كانت في استقبال الملك سلمان عندما زار الخرج قبل سنوات وكان وليا للعهد، كما شاركت في فعاليات اليوم الوطني وهي في السابعة من عمرها، وهذا ساعدها في أن تكون أكثر شجاعة".
ويؤكد أن موهبتها تدفعها للتفكير في أن تكون مخترعة، وتفكر حاليا في اختراع جهاز يساعد ذوي الإعاقة على الحركة. ويضيف: "طموحها أن تكون عالمة مشهورة، وأن تقدم اختراعات تفيد البشرية".